لا يزال مسلسل «فوق مستوى الشبهات» الذي أطلّت من خلاله يسرا في رمضان الماضي يحصد الجوائز في أكثر من مهرجان واستفتاء... لذلك تعيش النجمة المصرية حالة من الانتعاش الفني، ما دفعها إلى تكرار التعاون مع شركة «العدل غروب» فتعاقدت معها على مسلسل لعام 2017، إلا أنها تتكتّم بشدة على تفاصيله. عن هذا النجاح وكيف تعاملت يسرا مع حساب مزيف باسمها على «تويتر» نشر كلمات غير لائقة، وقضايا أخرى كثيرة كان هذا الحوار: كرّمتك مهرجانات عدة عن «فوق مستوى الشبهات». هل كنت تتوقعين أن يحقّق المسلسل هذا النجاح كله؟ أعجز عن وصف سعادتي بهذا النجاح. المؤكد أن الفنان عند تكريمه عن عمل قدمه يكون أسعد إنسان، فما بالك بتكريمات عدة متتالية؟! أما عن نجاح المسلسل، فتوقعت ذلك فعلاً ولكن ليس بهذا القدر، خصوصاً أنني اعتدت في أعمالي السابقة على أن أحصد نسب مشاهدة عالية بفضل الله ثم الجمهور. لكن نسب مشاهدة «فوق مستوى الشبهات» التي جاءت مرتفعة من أول حلقة فاقت توقعاتي. ما سر هذا النجاح من وجهة نظرك، وهل شخصية «رحمة» هي السبب في تعلّق المشاهدين بالمسلسل؟ لن يحقق المسلسل هذا النجاح ما لم يكن فريقه متجانساً ومتحاباً. في هذه الحالة، تكون لدى الجميع طاقة كبيرة لتقديم الأفضل تنعكس إيجاباً على العمل. في «فوق مستوى الشبهات» كنّا جميعاً أسرة واحدة بدءاً من «العدل غروب» مروراً بأصغر عامل. توافرت لدى الجميع الحماسة كي يخرج العمل في أفضل صورة. أما عن شخصية «رحمة»، ففعلاً ساهمت في نجاح العمل واتساع جماهيريته لأنها كانت جديدة عليّ ومختلفة ومفاجئة وصادمة للجمهور. عموماً، هذه طبيعتي فأنا لا أحب تكرار دور أو شخصية وأبذل مجهوداً شديداً في تدقيق تفاصيل الشخصية كافة. ما الذي حمسك لقبول هذا العمل أصلا؟ وافقت على تقديمه لأنني وجدت فيه تفاصيل كثيرة كنت أبحث عنها، في مقدمها الاختلاف، والأهم طرحه قضايا اجتماعية لم تتداولها الدراما سابقاً ولم تعالجها بشكل سليم. في هذا المسلسل تحديداً، كنت أريد التمرّد على مجمل ما قدمته، وعندما وجدت الفكرة المناسبة والسيناريو الجيد لم أتردد لحظة لإيماني بأنهما سيساعدانني على تقديم كل ما أريد من خلال القصة المختلفة التي تحلّل قضايا يعانيها المجتمع المصري. كذلك لفتني الاختلاف في شخصية «رحمة» التي نناقش من خلالها كيف يمكن لخلل نفسي تعرّض له شخص ما في مرحلة من حياته أن يؤدي به إلى تدمير نفسه ومن حوله، خصوصاً أنه لا يعرف أصلاً ما أصابه، وهي كارثة بالمقاييس كافة، لأن أحد أسباب هذا الانكسار النفسي يأتي نتيجة لتراكمات من الطفولة أو عقد قديمة سببها أخطاء في التربية من جهة الأم أو الأب. «رحمة» هل صحيح أن فكرة «رحمة» جاءت بالمصادفة؟ ليس تحديداً. ولكن في إحدى الجلسات التحضيرية التي جمعتني بكل من جمال ومدحت العدل بحثاً عن فكرة تصلح للتناول في المسلسل الجديد، كنت أجلس في المكتب وفجأة جاء اثنان من الكتّاب الشباب لأخذ رأي مدحت في عمل عرضاه عليه. دخلنا في نقاش قصير وطلبت منهما مهلة 48 ساعة بشرط أن يسلماني حلقة كاملة. فعلاً، حدث ذلك وكانت مفاجأة بالنسبة إليّ، وبعدها مباشرة بدأنا تنفيذ المسلسل تحت إشراف الكاتب مدحت العدل الذي كان يتابع التفاصيل كافة، الصغير منها قبل الكبير. كيف كان استعدادك للشخصية؟ كان استعدادي عادياً جداً كما في كل عمل. أبدأ في دراسة الشخصية وأجمع التفاصيل كافة عنها من خلال أشخاص يشبهونها أو تجارب مماثلة، خصوصاً أنني صدمت بعدما قرأت الدور إذ لم أتخيّل أن مثل هذه الشخصيات تعيش بيننا في الحياة. لذا بدأت أبحث عن نماذج مشابهة، وللأسف بعد البحث اكتشفت أنها موجودة فعلاً وأن الفترة الأخيرة التي عشناها كشفت أسوأ ما في مجتمعنا، وأشخاصاً ترفض أن تراك إنساناً ناجحاً وسعيداً في حياتك الشخصية والعملية. ماذا عن تعاونك الأول مع المخرج هاني خليفة؟ أتمنى أن يجمعني به أكثر من عمل لأنه، ومن دون مجاملة، كان مفاجأة كبيرة جداً بالنسبة إليّ، ولم أتوقع أن يتحقّق هذا الكم من الانسجام والتفاهم بيننا، فضلاً عن أنه مخرج موهوب ومتطور جداً ومتمكّن من أدواته ويعي تماماً كيف يتعامل معها، إضافة إلى أن تصرفاته كلها مع فريق العمل كانت لطيفة جداً. مشروع جديد علمنا أنك بدأت التحضير للمسلسل الجديد. (مقاطعة) حتى الآن لم أبدأ التحضير ولكن قريباً نستقر على الفكرة، وننطلق بعدها في اختيار الأبطال ثم التصوير. لكن لا تتوافر لديّ أي تفاصيل يمكنني البوح بها. وحتى لو بدأت بالتحضير، بطبيعتي لا أحب الحديث عن عمل لا يزال في إطار الإنجاز. ولكن المؤكد أن ثمة مشروعاً درامياً سنقدمه في رمضان المقبل، ومع الشركة المنتجة «العدل غروب». هل ثمة مشروع سينمائي؟ مشتاقة للسينما جداً، لكني لن أعود إليها إلا عندما أجد عملاً يستفزني. حساب مزيف معروف عن يسرا أنها تتجاهل أية أخبار مفبركة تُنشر عنها، كذلك لا ترد على أي نقد هدام يوجه ضدها.. ولكنها ردّت أخيراً على تغريدة نشرت بحساب مزيف يحمل اسمها على مواقع التواصل الاجتماعي. تقول في هذا الشأن: «إذا تجاهلت ذلك، سيشكّل أمراً خطيراً جداً. التغريدة ليست مجرد إشاعة أو اتهام. بل ثمة من يروج أخباراً كاذبة ضدي، والجديد أنه اختلق حساباً مزيفاً يحمل اسمي. لذا كان عليّ الخروج عن صمتي وإيضاح الحقيقة للناس، لأنني لو لم أفعل ذلك كان سيتمادى في الخطأ ويطلق تصريحات كاذبة على لساني، وثمة من سينشر ذلك من دون أن يرجع إلى المصدر الحقيقي».