لم تخف المؤسسة الإسرائيلية في ردها للمحكمة المركزية في بئر السبع قلقها من رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح المعتقل بتهمة التحريض في سجن نفحة الصحراوي، وأبقت عليه في العزل الانفرادي حتى انتهاء محكوميته في فبراير/شباط المقبل. واستبقت النيابة العامة موقف مصلحة السجون الإسرائيلية، وأوصت اعتمادا على تقارير سرية لجهاز الأمن العام (شاباك) بعدم إنهاء العزل للشيخ صلاح، وذلك بذريعة أنه يشكل خطرا على أمن الدولة، وأن السماح له بالتنقل بحرية والاحتكاك والتواصل مع الأسرى من شأنه أن يثير القلاقل والتوتر. ويقبع الشيخ صلاح منذ دخوله السجن في مايو/أيار الماضي في العزل الانفرادي، حيث يمنع من التواصل مع الأسرى، وتحجب عنه الكتب والصحف، ويحرم من مشاهدة التلفاز والزيارات إلا تلك التي تقتصر فقط على محاميه الذين التمسوا للمحكمة وطعنوا في قانونية قرار عزله الذي يتخذ شفويا وتصادر فيه أبسط حقوق الأسير التي تكفلها المواثيق الدولية. الشيخ صلاح: الداخل الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل(الجزيرة) حظر تعسفي ويرى مقدم الالتماس ضد مصلحة السجون المحامي عمر خمايسي أن ما يفهم من بين السطور في رد النيابة العامة بالإبقاء على الشيخ صلاح في العزل، أن المؤسسة الإسرائيلية تخشى وتعيش هواجس حيال ما يمكن أن يحدثه الشيخ في صفوف الحركة الأسيرة، إذا ما سمح له الاختلاط بالأسرى. وبين خمايسي في حديثه للجزيرة نت أن إسرائيل بمختلف أذرعها تمارس حظرا تعسفيا وتلاحق الشيخ صلاح في المعتقل وتعزله عن الفضاء الخارجي، موضحا أن المواد السرية التي قدمت للمحكمة تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية ماضية نحو تصفية الحركة الإسلامية كليا، وإدراجها على قائمة الإرهاب بعد حظرها وإغلاق مؤسساتها قبل نحو عام. ورغم التجربة المريرة في العزل التي تحجب فصولها عن الجميع، فإن عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية المحامي خالد الزبارقة حمل رسالة الشيخ صلاح إلى فلسطينيي 48 من غياهب السجون بعد السماح له بلقائه. وقال الزبارقة إن الشيخ صلاح بدا صابرا متسلحا بالإرادة في صراعه مع المؤسسة الإسرائيلية ومكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يشرف مباشرة على وضعيته بالسجن، معتبرا أن الرسالة الأهم التي بعثها الشيخ صلاح هي الدعوة إلى الصمود والثبات. وأضاففي حديث للجزيرة نت أن الشيخ يعتبر أن الداخل الفلسطيني على أعتاب مرحلة مفصلية وتاريخية مع المؤسسة الإسرائيلية، ولفت إلى أن الشيخ يدرك هذه المعادلة ويتصرف مع السجانين بموجبها. وقفة احتجاجية قبالة معتقل نفحة الصحراوي في النقب احتجاجا على عزلالشيخ صلاح(الجزيرة) إجراءات انتقامية من جانبه، يرى النائب العربي بالكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة أن الإجراءات التي تتخذها المؤسسة الإسرائيلية ضد الشيخ صلاح بملاحقته وسجنه وعزله ما هي إلا خطوات انتقامية تأتي في إطار الملاحقة السياسية، وتجريم العمل السياسي لفلسطينيي 48. واعتبر زحالقة في حديثه للجزيرة نت أن ما يتعرض له الشيخ صلاح هو من صناعة نتنياهو شخصيا "الذي يقود حملة التحريض والحملة الفاشية على الشعب الفلسطيني وقياداته". وشدد على أن استهداف الشيخ صلاح ما هو إلا استهداف لفلسطينيي 48 بأسرهم وجميع الفعاليات السياسية، مؤكدا أن العمل الوحدوي واللحمة الوطنية والصمود على المواقف ومواصلة التحدي والتصدي للهجمة العنصرية التي يقودها نتنياهو كفيلة بتحصين العمل السياسي لفلسطينيي 48 وإحباط مخططات المؤسسة الإسرائيلية.