شارك عبر واتساب مدرسة زخرف شعر- عبدالله عبيان زخرفي كل الطعون بغيهب الظلمى ونجمات الخطايا مابقى عندي من أمجادي سوى رمحي وكفيني رهينه علمتها(مدرستنا الطين) كيف تخط لك بيض النوايا في رسالة حب تنسج للغرق والريح بحار وسفينه شلتها في داخل كتابي مخفّيها عن عيون البرايا للصباح المستغيث اللي على ثوبك سجد واشرق جبينه لين نامت خمس وردات وصحت ورده على همس الحنايا والمدى ينحت على وجه السما المفتوح معزوفة حنينه كنت انادي في طريقي هيه ياليلى ويا عبله ويا يا.. شمسي اللي دنقت للغرب تحكي للشفق حلم المدينه اشهد اني مت .. لا والله حييت بكل مابك من مزايا يوم ناديتي وانا غافل وكلماتك معانيها دفينه ادخل الحصه واناارسم في فراغ الشارع الممطر مرايا يبتسم فيها الغصن للطير واوراقه ملامحها حزينه كنها من طيشها جاتك تزف لحضنك البارد هدايا شمعتين ونظرتين وبيت شعر يستوي عسره ولينه اكتب اسمك في جدار الصف عند الباب في كل الزوايا فوق سطح الطاوله في دفتر التاريخ وحروفي سجينه ضعف مدري جهل مدري خوف مدري ذنب مدري هي رزايا غلطتي ليه اسقي البستان من عيني وهو يبخل بتينه ما سألت امي عن الخاتم واصابعها نحيلات عرايا ليه راحت ترهنه لجل اشتري فستانك اللي تلبسينه والليالي ليه يا (بيشان) تسأل كل محموده سجايا عن هواي ويوم ميلادي وتاريخه وعن معني الغبينه عن طفل لعيون حورية بحر هام وترك كل الصبايا صوّروها في الورق تضحك على الشاطي وهي تمسك يمينه ليتها يوم اعتزوا ربعي وانا اولهم على دهم السبايا رددت من برجها لي كلمتين وقالت الله لا يهينه أبجدية الطين رؤية-د. عبدالعزيز الطلحي لست أدري ، لِم توقفت عند هذا النص على أنه نص وطني ، مدرسة الطين لا تعلم إلا الوطن ولا تنسج إلا رسالة الوطن الغارق في دمائنا ، لا ضير سيبقى هذا الفهم متاحا لإنكشاف أكبر لي و لقراء القصيدة .سأعود للنص باعتباره نصا وجدانيا ، فأبجدية الطين التي خطّت رسالة الغرق في البياض ، وحلّت محل الكتاب الذي أُودعتْ ، فكانت الحبيبة الملهمة في الصبح والإشراق ، قد استحضرت بفعل أبجدية الطين ، رموز الحب في شخوص (ليلى وعبلة وغيرهن) وفي رموز الحب الدفينة التي لا تستطيع الحبيبة البوح بها ، ولمّا كان الأمر كذلك كان السلوك التعليمي المكتسب أو الناجز رسما في الفراغ لا كراريس تسعه ، وكتابة على أسطح العبور اليومي (حائط الصف / سطح الطاولة / في دفتر التاريخ) الذي حُبستْ فيه حروف الحب الأولى .لكن ناجزا وحيدا خالف وكسر المعتاد مع كثرة المخبوء من الحب في الطين والجدران والشارع, كان الناجز الوحيد هو فعل الأم : ما سألتِ أمي عن الخاتم وأصابعها نحيلات عرايا ليه راحتْ ترهنه لجل اشتري فستانك اللي تلبسينه عند هذا الانحراف توقفتُ عند فعل الأم إجلالا لحضور الأم في الأبجدية التي تعلمناها غير مكتوبة ، ثم أكثر إجلالا إذ كان فعلها في سيرة حبّ طفلها !!أبجدية الطين التي كبرت وسجنت في دفتر التاريخ ، سيرة بين طفلين (هي في البدء حين تعلمت في مدرسة الطين ، وهو حين حكى سيرة حبّه: والليالي ليه يا ( بيشان ) تسأل كل محمودة سجايا عن هواي ويوم ميلادي وتاريخه وعن معنى الغبينة عن طفل لعيون حورية بحر هام وترك كل الصبايا صوروها في الورق تضحك على الشاطي وهي تمسك يدينه ليتها يوم اعتزوا ربعي وأنا أولهم على دهم السبايا رددت من برجها لي كلمتين وقالت الله لا يهينه معزوفة حنين رؤية- صالح القرني هكذا يبدأ الأمر.. أن تهبط في حزنك إلى أقصاه، أن تدخل كاملا في ذلك المسار اليائس بصبر وجيز. وهكذا ينتهي الأمر.. تلمّس أمنية تواسي ولو ببهجة صغيرة.هذا النص لا يستمد عنفوانه من كلماته التي تفتح رئاتها في كل أتجاه وحسب. هذا الانفتاح على الخافي الهامس فيه هو سرّه وبيانه. أن ندعي ما تبقى لنا من يقين ونصفّ يدينا على الصفة الغالبة فيه، فهذه حيلة، حيلة مثابرة، لكنها لا تصفّي التشفّي الكامل. هناك دائما معنى يستوي عسره ولينه.النص يغشى العاصفة ويمضي خلف رموزه الجاسرة، يبشر بمعزوفة حنينه البالغة الجد، بينما يقينه محض سراج لطريق أعمى. حبكة شاعر رؤية- عبدالله الحارثي تعجبني النصوص التي تعتمد على حبكة السرد دون أن تفقد الدفقة الشعرية والشعورية في ذات الوقت ، وتأتي في قالب فني بديع يشدك لأدق تفاصيل النص في شكله ومضمونه . وهذه الحبكة لايجيدها إلا شاعر متمكن ومتجاوز وقادر على الموازنة بين الشاعرية الفذة والسرد الممتع البسيط العميق .في هذا النص وفق الشاعر بشكل كبير في رسم لوحة فنية مزخرفة بالطموحات والآلام والآمال التي اصطدمت بواقع مرير موجع بعد أن فقد حلمه الذي كان يبني عليه آماله ، وضحى لأجله بأغلى مايملك ، لكنه ، حتما، لم يفقد شاعريته وشموخه رغم أنه لم يجنِ من البستان الذي كان يسقيه بدموعه إلا الجحود والنكران!!.