قام ولي عهد المملكة المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، بحضور الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد مبارك بن دينة، وعدد من المسئولين بالمجلس بزيارة إلى محمية رأس سند بمنطقة توبلي حيث اطلع على محمية نبات القرم والذي يحظى باهتمام مملكة البحرين متمثلاً بالمجلس الأعلى للبيئة. وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة أن اهتمام مملكة البحرين بالشأن البيئي يأتي بفضل دعم وتوجيهات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية والارتقاء بها للحفاظ على المخزون البيئي في المملكة واستدامته. وأعرب عن الشكر والتقدير إلى الأمير تشارلز لزيارته لمحمية خليج رأس سند والتي عكست الاهتمام الذي يولي الأمير تشارلز بقضايا البيئة والجهود الرامية للحفاظ على مختلف أنواع الحياة الفطرية والاطلاع على محمية خليج رأس سند وما تتميز به من نبات القرم الأسود وهو أحد أبرز أنواع نبات القرم والتي تنال اهتماماً ورعاية خاصة من المجلس الأعلى للبيئة كونها محمية طبيعية مسجلة لدى الأمم المتحدة، ومتابعتها لما تحتويه من بيئة طبيعية تستقطب عدداً كبيراً من الطيور المهاجرة والتي استوطن فيها عدد من أنواعها. وأكد أن زيارة الأمير تشارلز كانت فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر حول تجربة البحرين في القطاع البيئي وجهودها وتعاونها مع التجارب ذات الخبرات المتقدمة كالمملكة المتحدة الصديقة التي تربطها مع مملكة البحرين علاقات تاريخية وثيقة تمتد إلى أكثر من مئتي عام يتواصل نموها وازدهارها بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وملكة مملكة المتحدة وايرلندا الشمالية جلالة الملكة إليزابيث الثانية. وقدم سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة إيجازاً لولي عهد المملكة المتحدة حول الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس الأعلى للبيئة للمحافظة على هذه المحمية وما تحتوي عليه من أشجار القرم والحياة الفطرية والتي تعتبر مصدراً لتغذية البيئة البحرية، وتهيئة كل الإمكانيات عبر الخطط الاستراتيجية التي وضعت للحفاظ عليها والعمل على إحيائها وإنمائها، لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الثروات النباتية والحيوانية والفطرية. من جانبه، رحب نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة بزيارة ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز لمحمية رأس سند وما يبذله سموه من رعاية واهتمام بالجانب البيئي، مؤكداً حرص مملكة البحرين متمثلاً بالمجلس الأعلى للبيئة لتحقيق الرؤية الاستراتيجية للقيادة واهتمامها في الحفاظ على البيئة وصون التنوع الحيوي، وتقديم الإمكانيات كافة من أجل تحقيق مبادئ الاستراتيجية البيئية للمحافظة على الطبيعة التي تمتلكها مملكة البحرين وخاصة المحميات البيئية ومنها منطقة رأس سند في توبلي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ كل المعايير لمواصلة تطوير السياسة البيئية في البحرين، ومواكبة كل المستجدات على الساحة الدولية من خلال الاطلاع على التجارب الحديثة لتحقيق الأهداف التي يسعى الجميع في مملكة البحرين لتحقيقها من أجل الحفاظ على مثل هذه المحميات البيئية المنتشرة في مملكة البحرين وتنميتها والتي تستقطب الطيور المهاجرة وجعلها آمنة ولها طبيعتها المتميزة. وقال: «إننا في المجلس الأعلى للبيئة نسخر كل الإمكانيات من استراتيجيات حديثة بالمشاركة مع الأمم المتحدة للحفاظ على المناطق التي تحتوي على نبات القرم والحياة الفطرية وذلك لما لها من أهمية بيئية بالغة»، مشيراً سموه إلى «ما تمتاز به مملكة البحرين من تنوع بيولوجي فريد قد لا يتوافر في العديد من الدول». من جهته، قدم الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد مبارك بن دينة عرضاً مرئياً تطرق من خلاله لأهم أوجه تميز البيئة البحرية في مملكة البحرين، وذلك عن طريق احتضانها لنبات القرم الأسود وهو أحد أبرز أنواع نبات القرم من أصل 80 نوعاً منتشرة حول العالم، كما نوه إلى الأهمية الحيوية التي يلعبها نبات القرم في بيئة مملكة البحرين كونه أحد العوامل البارزة لتغذية البيئة البحرية ورفدها بأهم المغذيات العضوية اللازمة لتغذية يرقات الربيان وصغار إصبعيات الأسماك، علاوة على كونه ملاذاً آمناً لآلاف الطيور المهاجرة على مدار العام، حيث تحتضن بيئة نبات القرم في خليج توبلي ما لا يقل عن 45 نوعاً مختلفاً من الطيور المهاجرة والتي تتخذ من هذه المنطقة ملجأً لها. وأشار بن دينه إلى أهم جهود حكومة مملكة البحرين متمثلة بالمجلس الأعلى للبيئة، والرامية لصون بيئة نبات القرم وذلك عن طريق إطلاق مشروع وطني طموح يتمثل بإنشاء مشتل لزراعة شتلات نبات القرم في منطقة خليج توبلي. وتم تقديم شرحٍ خلال الزيارة من المدير الإقليمي لشركة بلوواتر بيو، زان مورغان، وهي شركة بريطانية تعمل في مشروع إعادة تأهيل خليج توبلي بالتعاون مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، وتناول العرض ما حققه المشروع من نتائج إيجابية في النواحي البيئية عبر التعاون مع الخبرات الوطنية البحرينية تضاف إلى جدواه الاقتصادية إذ يقوم المشروع الهادف لتحسين نوعية المياه التي تصرف لخليج توبلي بالتركيز على رفع كفاءة المعالجة البيولوجية في محطة توبلي للمعالجة. بعدها، توجه ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز، يرافقه الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة إلى منطقة تجمع أشجار القرم حيث غرس سمو الأمير تشارلز نبتة القرم الأسود في المحمية. ولي عهد بريطانيا يطلع على منطقة تجمع أشجار القرم