×
محافظة مكة المكرمة

750 ألف نسمة بمشروع الطائف الجديد على مساحة 1250 كيلومترا

صورة الخبر

فوز ترامب هو بمثابة الطوفان، وأنا قد أشرت في مقال سابق إلى أن الانتخابات الأميركية هذه المرة ليست عادية، فمن ناحية يعتبر ترامب من خارج المنظومة الانتخابية التقليدية، إذ حتى داخل حزبه الجمهوري لم تكن له حظوة إلى درجة أن العديد من قادة هذا الحزب قد تبرأو منه، ولكن هذا لا يعني من جهة أخرى أن ترامب وحده، بالعكس فإن وراءه تقف كافة أميركا المعادية للعولمة، وهذا يشمل جزءا لا يستهان به من قطاع الأعمال والثقافة والاستخبارات والجيش الذي ارهقته الحروب، فترامب يعبر عن هذا التيار المتصاعد المعادي للعولمة، والذي من المتوقع بعد أميركا أن يكتسح الانتخابات القادمة في أوروبا، وربما تكون فرنسا هي أول البلدان الأوروبية التي سوف تجرب على نفسها انتصار القومية ماري لوبان، ولهذا فليس مصادفة أن يقلق نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل الذي اعتبر فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية تحذيرا لألمانيا: لأن ترامب رائد حركة استبدادية وشوفينية دولية جديدة، أو كما كتبت المغنية شير على موقعها في تويتر بعد فوز ترامب: العالم لن يعود كما كان. وتصريح غابرييل وكلام شير ليس من فراغ، فهذا التيار غير المتعولم يشكل خطرا على النظام الاقتصادي العالمي الذي تشكل بعد الحرب الباردة، والكل منا قد سمع ترامب وهو ينادي ببناء جدار فاصل مع المكسيك وإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية المعمول بها بما فيها اتفاق أميركا الشمالية للتجارة الحرة (نافتا) مع المكسيك وكندا وكذلك رفع الضرائب على الواردات الصينية بنسبة 45%. كذلك فإن ترامب، الذي اتهمته كلينتون بالتهرب الضريبي، يميل، مثله مثل بقية الجمهوريين، إلى خفض الضرائب على أرباح الشركات وذلك لتشجيع الاستثمار، فالرئيس القادم ينوي خفض تلك الضرائب من 39% إلى 15%، وأعتقد أن هذا أمر يهمنا ونحن نفكر في زيادة العائدات غير النفطية، فترامب كرجل أعمال يعتقد أن المتحصلات الإجمالية جراء ذلك سوف تزداد، لأن ما سوف تخسره الخزينة الأميركية من أرباح كل شركة سوف يتم تعويضه من كافة الشركات التي سوف ينمو عددها بعد خفض الضرائب على الأرباح، كذلك فإن رفع سعر الفائدة الذي طال انتظاره ربما لا يتحقق هذا العام، بل أن مصير جانيت يلين، التي توعدها تراب رغم استقلال منصبها، قد أصبح غير واضح، وهذا طبعاً يصب في مصلحتنا لأن الدولار الضعيف يدعم أسعار النفط. الأمر الآخر هو احتمال تراجع الحروب العالمية الساخنة الصغيرة التي تدعمها الولايات المتحدة أو تشارك فيها كما في العراق وليبيا، وهذا أمر مهم، خصوصاً وإن بؤرة هذه الحروب هو الشرق الأوسط، فتراجع الحروب في منطقتنا من شأنه أن يجعلها أكثر جذباً للاستثمار والسياحة ويساهم في زيادة نصيبها في التجارة العالمية. كذلك فإن إيران التي رفعت عنها المقاطعة وروسيا التي قوطعت ربما تتبادلان الأدوار، فإذا تم ذلك فإن هذا من شأنه أن يدعم الاقتصاد الأوروبي المرتبط بالاقتصاد الروسي، وبحكم العلاقات التجارية بيننا وبين دول الاتحاد الأوروبي فإن تحسن الاقتصاد في القارة العجوز من شأنه أن يزيد الطلب على الطاقة ويدفع أسعار النفط إلى أعلى.