الشطرنج ظهر في الهند وطوره العرب فاحترفه الغرب حظيت لعبة الشطرنج على مرّ العصور باحترام كافة الحضارات من الهند إلى الشرق القديم، لتصل إلى أوروبا عبر الأندلس، حيث أثرت في سياسة الشعوب وتاريخها إلى درجة أصبح صناع القرار في الدول الكبرى يتعاملون مع العالم كرقعة مربعات تضمّ عددا كبيرا من الاحتمالات تماما مثل اللعبة. العرب [نُشرفي2016/11/11، العدد: 10452، ص(24)] رياضة الأذكياء رسمت سياسة الشعوب وطريقة تفكيرهم باريس- يرجح المؤرخون أن تكون لعبة الشطرنج قد ظهرت أول مرة في العالم بالهند خلال القرن السادس للميلاد، وكانت هناك ألعاب مماثلة تقوم على صراع الأحجار المتحركة فوق رقعة ظهرت في الشرق القديم من مصر إلى الصين. ففي ذلك الزمن، قدم سفراء ملك الهند هدية إلى ملك الفرس كسرى أنوشروان تتمثل في لعبة “الملوك الأربعة”، بحسب القصص المتناقلة عن كيفية دخول هذه اللعبة إلى بلاد فارس. وغالبا ما تترافق حكايات ظهور اللعبة وانتشارها مع قصص خيالية، مثل أن الحكيم الهندي سيسا نجح في إخراج أميره من الملل مقدما له هذه اللعبة، ولما سأله الأمير عن المكافأة التي يرغب فيها مقابل ذلك، أجاب الحكيم بأنه يريد حبة قمح واحدة في الخانة الأولى، وحبتين في الخانة الثانية، وأربع حبات في الثالثة، وثماني حبات في الرابعة، وهكذا؛ بحيث يضاف إلى الخانة ضعف ما في السابقة. ظن الأمير أول الأمر أن المكافأة التي طلبها الحكيم متواضعة لا قيمة لها، لكنه أدرك بعد ذلك أن العدد هائل، وهو يساوي حاصل تكرار ضرب الرقم 2 في نفسه 64 مرة، ونتيجته 18446744073551615. وهو كم مهول من القمح. وحين دخل العرب بلاد فارس بعد ذلك، بعد قيام الإمبراطورية الإسلامية الفتية في شبه الجزيرة العربية، وجدوا لعبة الشطرنج، فأقبلوا عليها إقبالا كبيرا. ولاقت اللعبة اهتماما واسعا في المجتمع العربي الناشئ، ووضعت المصنفات عنها، وصار السلاطين بعد ذلك يستقبلون أفضل اللاعبين ويكرمونهم. ولما توسعت رقعة الإمبراطورية الإسلامية وفتحت بقاع واسعة في العالم، من المشرق إلى المغرب ومنها إلى الأندلس، انتقلت هذه اللعبة معهم، وكان دخولها إلى أسبانيا بوابة انتشارها في أوروبا، وذلك في نهاية القرن العاشر. وفي الشرق، انتقلت اللعبة مع طرق التجارة إلى الصين ومنها إلى اليابان، ووصلت أيضا إلى روسيا والبلاد الأسكندينافية في نهايات القرن الحادي عشر. وعلى مرّ الزمن، كانت لعبة الشطرنج تخضع لتعديلات، إذ أن كل مجتمع كان يطبعها بقواعده. وهكذا أصبحت ألعاب الشطرنج في الهند والصين واليابان لا تشترك في شيء مع تلك السائدة في الغرب، علما أن أصلها واحد. واعتبارا من العام 1200، ظهرت أولى الكتابات الغربية عن اللعبة، منها كتاب صدر في العام 1325 بعنوان “كتاب أخلاقيات الشطرنج” للراهب الإيطالي جاك دي كيسول.ومع انقضاء القرون الوسطى وانطلاق النهضة الأوروبية، أصبحت اللعبة بشكلها الحالي، حيث الملكة أقوى أحجار الرقعة، وصارت اللعبة ذات إيقاع سريع. ومنذ القرن السابع عشر لم تشهد اللعبة، التي تسمى رياضة الأذكياء، أي تغيير كبير، ما عدا تغيير حجم أحجار الرقعة لتأخذ الحجم الحالي المتعارف عليه في كل مكان. وتقدم هذه اللعبة نظرة إلى الحياة في العصور الوسطى، من خلال الأزياء التي تلف القطع، وأشكال الأحصنة وأسراجها، واختيار القطع وتجسيدها. فعندما أصبح الفيل قسا مثلا، نعرف أن دور الدين والكنيسة في أوروبا قد توسع. ومن المثير للاهتمام أن قطعة الوزير في الشطرنج العربي، تغيرت وحلت محلها قطعة الملكة، ومع مرور الوقت تطورت قدرة القطعة على الحركة، فالوزير كان كالملك، يتحرك بقدرة محدودة جدا. أما قطعة الملكة فأصبحت أقوى قطعة على الإطلاق. وإذا كانت اللعبة قد انتشرت في كل أقطار العالم، إلا أنه كان ينبغي الانتظار حتى العام 1929 لإنشاء أول اتحاد دولي للشطرنج في العالم، ووضع مؤتمر البندقية القواعد الرسمية العالمية للعبة. ويعرف الشطرنج بلعبة الملوك نظرا إلى أهمية الفوز فيه، حيث تدور خلال اللعبة حرب بين جيشين يقودهما ملكان وتنتهي بسقوط أحدهما على لوحة من 64 مربعا. :: اقرأ أيضاً أول ظهور لبراد بيت في العرض الاول لفيلمه الحلفاء الجرذان تضحك وتبتهج كالإنسان فنلندا أول دولة تلغي جميع المواد الدراسية