كان لقاؤنا في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله -حفظهما الله- لهذا الأسبوع مع بداية العام الهجري الجديد، جعله الله عامَ خيرٍ ونماءٍ. في هذه الجلسة -التي يمكن وصفها بأنها جلسة الفكر والروح- والتي جمعتنا مع سمو أمير الرياض، وسمو نائبه، ورؤساء الأقسام بالإمارة، حضرها معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمام المسجد الحرام، وفضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام المسجد النبوي الشريف، ومعالي مدير جامعة الملك سعود أ. د. بدران بن عبدالرحمن العمر، ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود أ. د.سليمان بن عبدالله أبا الخيل، وعمداء الكليات بها. هكذا جلسة تجمع هكذا نخب.. لكم أن تتصوّرا كم هي جلسة غنية رائعة لا تملّها أبدًا. فقد تحدّث سمو أمير الرياض مستهلاً حديثه بالترحيب بالضيوف الكرام، مستلهمًا كلماته من دخولنا في العام الهجري 1435، ومؤكدًا على الدروس المستفادة والعبر من وراء الهجرة النبوية الشريفة، التي نستلهم منها العزيمة وروح التحدّي حين يجتمع العلم مع العمل، تلك الهجرة التي أسست لنظام الدولة الإسلامية لأول مرة فكرًا وعملاً، في تلك الدولة كان التكاتف بين أهل العلم وأهل العمل. وقد أكد سموه على استمرار دعم الدولة لكافة مؤسساتها العلمية، كجامعة الإمام التي لها مكانة خاصة وأخواتها الجامعات السعودية، ذاكرًا أنها منتشرة في العالم كله عبر مراكز تابعة لها، وأهمية هذه المراكز في نشر الدعوة. مدير جامعة الإمام معالي أ. د. سليمان أبا الخيل أثنى على الجلسة الأسبوعية مع سمو أمير الرياض، وسمو نائبه، مؤكدًا على أن سياسة الأبواب المفتوحة والتواصل المباشر مع القيادة في المملكة ميزة سعودية صرفة. ومشددًا على أن الوقت الآن يحتاج منّا التكاتف والتلاحم والالتفاف حول قيادتنا، مذكرًا بأهمية التمسك بالدين الحنيف وشريعتنا السمحة، حيث ربط بين التمسك بالدين وبالقيادة وبين نظرية الحكم الرشيد الذي ننعم به.. مشددًا كذلك على أهمية نعمة الأمن والأمان التي ننعم بها، وعلى ضرورة العمل لحماية أبناء الوطن؛ ممّا يتعرضون له من هجماتٍ إعلامية من الخارج من شأنها إفساد أخلاقهم، وأنهم أساس مستقبل هذا الوطن. استلهمت عنوان مقالتي من كلمات معالي الشيخ عبدالرحمن السديس حين قال في الجلسة: إننا في المملكة حبانا الله سبحانه وتعالى بنعمة كبيرة جدًّا ألا وهي تَوحُّد سلطان الحكم وسلطان العلم تحت راية التوحيد، حيث ذكر معاليه أن الدولة التي يندمج فيه سلطانا الحكم والعلم هي دولة تحظى برعاية الله عز وجل وتأييده، وحين تكون بطانة الحاكم من أهل العلم -سواء الشرعي أو غيره من العلوم- فإن الحاكم قد هيأ له الله هذه البطانة، نحمد الله ونشكره دائمًا وأبدًا على نعمه، وعلى ما حبانا به من دولةٍ تخدم بيته وزوّار بيته الحرام، وقيادة رشيدة اختارها الله لتحكم على أرض بيته الحرام. alharbit@gmail.com