لاهاي (أ ف ب): صرحت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بينسودا بأن التحقيق في احتمال وقوع جرائم حرب في افغانستان «تقدم بشكل كبير»، معلنة انها ربما تفتح تحقيقا للمرة الأولى في الفظائع التي يرتكبها جهاديون في ليبيا. وقالت بينسودا امام مجلس الامن الدولي أمس الاربعاء انها ستجعل ليبيا «اولوية» العام المقبل «بسبب حالة العنف وانعدام القانون وغياب المحاسبة من العقاب المنتشرة حاليا». وأضافت ان مكتبها «سيوسع تحقيقاته في 2017» في ليبيا «وسيدرس توجيه تهم.. على نشاطات إجرامية خطيرة» ربما تشمل «جرائم ارتكبها تنظيم داعش». كما صرحت في كلمة امام المجلس انها تعتزم في المستقبل القريب اصدار مذكرات اعتقال جديدة لجرائم بسبب الاضطرابات الليبية. وستكون مثل هذه الخطوات الاولى التي تتخذها المحكمة -التي انشئت في لاهاي في 2002 لمحاكمة مرتكبي اسوأ الجرائم في العالم- لاستهداف جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا. وتركزت تحقيقات المحكمة في ليبيا في معظمها على الجرائم التي ارتكبها نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي اطيح به من السلطة في 2011. وتضغط المحكمة على السلطات الليبية لنقل نجله سيف الإسلام إلى لاهاي ليواجه محاكمة عادلة على جرائم ضد الانسانية. وفي مقابلة منفصلة مع تلفزيون فرانس 24 الفرنسي بثت الخميس، كشفت بينسودا عن انها ستصدر خلال الاسابيع المقبلة تقريرا جديدا حول جميع التحقيقات الاولية التي اجرتها المحكمة. الا انها رفضت التعليق على تقارير بأنها تعتزم إطلاق تحقيق شامل في جرائم الحرب في افغانستان يضع الجنود الأمريكيين في دائرة الضوء للمرة الأولى. وأضافت: «ما أستطيع ان اقوله حول الوضع حاليا هو اننا أحرزنا تقدما كبيرا في التحقيق الاولي في افغانستان». وخلال تحقيقها الاولي الطويل الذي نشرته في 2007، حققت المحكمة في احتمال وقوع جرائم حرب تعود إلى 2003 ارتكبتها حركة طالبان وقوات الحكومة الافغانية والقوات الدولية بما فيها القوات الأمريكية. إلا انه من غير المرجح ان يواجه اي من الجنود الأمريكيين المحاكمة لأنّ واشنطن لم تصادق على ميثاق روما الذي انبثقت عنه المحكمة. وتأتي هذه الانباء عقب اعلان ثلاث دول إفريقية انسحابها من المحكمة التي تضم 124 عضوا. وتستعد المحكمة لعقد اجتماعها السنوي في لاهاي الاسبوع المقبل، ويتوقع ان تهيمن عليه مسألة انسحاب الدول الإفريقية الثلاث. إلا ان بينسودا صرحت لقناة فرانس 24 بأنه رغم ان دولا إفريقية اخرى قد تحذو حذو بوروندي وغامبيا وجنوب إفريقيا «لا اعتقد ان هذه ازمة، ولكنها مسألة تشكل تحديا». وأضافت ان ذلك «لا يعني ان المحكمة الجنائية الدولية ستغلق ابوابها اليوم أو غدا، وسنواصل عملنا المهم المكلفين به».