دخل على الزملاء غضبان وحالته لا تسر الصديق وأخذ زاوية المجلس وأشعل سيجارته ظناً منه أنها تطفئ الغضب وتهدئ الأعصاب وبعد تريث الزملاء بادره أحدهم بسؤال: عسى ما شر يابو فلان.. رد بتنهيدة، وهو يسحب من سيجارته: اليوم اكتشفت أن ابني الصغير يدخن وغضبت منه وضربته. رد أحدهم: إنها رجولة مبكرة، ومن المؤكد أنه شاهدك تشعل هذا الداء؟ تدارك الرجل ذلك، وقال: للأسف أنا السبب؛ لأنني كنت أرسله لشرائها.. وخرج من المجلس وهو يقول: لا للتدخين بعد اليوم، كاد ابني يذهب ضحية الدخان وأنا السبب، هذه رسالة لمن يقول لابنه لا تدخن وهو يدخن أمامه ويرسله لشراء السجائر.. درس بسيط، قد يبدو سهلاً وبدهياً، لكنه لا يُطبق. جميل أن يبدأ رب الأسرة بنفسه، وإن لم يستطع فليحاول أن يكون مرشداً ينهى عن ضرر أبتلي به. فإن الأبناء في هذا العصر أصبحوا مدركين، وبعضهم يفهم المصلحة أكثر من والديه. فقط الحاجة إلى التوجيه بما يتوفر عند الوالدين من خبرات.