×
محافظة المنطقة الشرقية

الظفرة يتصدر المجموعة الأولى وينتظر لقاء الشارقة للتأهل

صورة الخبر

مارلين سلوم بماذا تفسرون توقف بعض القنوات العربية عند ظاهرة حبنا- نحن الجمهور- لأفلام وأعمال الأبيض والأسود، وسعيها لإنشاء قنوات زمان؟ آخر مولود من تلك القنوات هي ماسبيرو زمان، التي تملك الكثير من الجواهر الثمينة، لأنها ابنة التلفزيون المصري، أي ابنة الأرشيف الغني بتاريخ التلفزيون، وأجمل ما قدمه من أفلام وبرامج ومسلسلات ومسرحيات ولقاءات.. لماذا جاءت اليوم "ماسبيرو زمان" في وقت يركض فيه العالم بإيقاع سريع وصار للشباب قنواته الخاصة، وأدواته الإعلامية التي يستخدمها لإبداء الرأي، وعرض برامجه وأفلامه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما يوتيوب؟ تلك العودة إلى الماضي جاءت لتلبي رغبة الناس في لقاء الأصالة. اليوم ماسبيرو زمان وقبلها دبي زمان وروتانا زمان وبعض قنوات إيه أر تي وغيرها الكثير.. محطات تعيد إلى الشاشة ما فات عليه الزمن، فما الفائدة وهل هناك من يشاهد تلك القنوات والأعمال؟ نعم، نستمتع بمشاهدة أفلام وأغنيات وبرامج مضى عليها أكثر من عشرين لا بل خمسين عاماً، انطوت أحداثها، لم تعد فوازيرها ووقائعها تتماشى مع مجريات عصرنا وتفكير أبنائنا وتطور تقنياتنا، لكننا نلجأ إليها ونستمتع بمشاهدتها كما يلجأ المرء إلى فسحة للسكينة، أوقات للراحة الذهنية وصفاء الروح.. وقت لاسترخاء الحواس من ضجيج الحاضر، استجمام، يوغا يتوقف فيها العقل من الدوران في طواحين الحاضر، تنقي معها الأذن باطنها من الصخب وقرقعات القنوات الفارغة. لسنا عجائز ولم يفتنا قطار التطور، بل نحن نلهث خلفه ومعه ونحقق الكثير، ومع ذلك نحب كل ما نشم فيه رائحة زمان. نغسل أرواحنا بقنوات الأبيض والأسود. لا نعني فقط الأفلام العربية أو حتى الأجنبية القديمة، بل البرامج والمسلسلات التي تعبق بالإبداع، تشاهدها وكأنها معتّقة في أخبية تزيد من قيمتها وجمالها. حتى أطفالنا، حين ندعوهم لمشاهدة مسرحية قديمة، مثل سك على بناتك التي مضى عليها 36 عاماً، وما زالت صالحة للمشاهدة في كل وقت، أو فيلم مثل: صغيرة على الحب ونص ساعة زواج يضحكون ويستمتعون ويشاهدون بحب. كل ما تعرضه ماسبيرو زمان قديم، لكنه جديد بالنسبة لنا. عماد حمدي يقدم برنامجاً، فاتن حمامة تقدم مسرحية متلفزة بعنوان ساحرة من مسرح توفيق الحكيم، أخرجها بركات وشاركها فيها 3 نجوم فقط، صلاح ذو الفقار وعادل إمام وسعيد صالح. حكاية بسيطة عن الصراع الأزلي بين الرجل والمرأة، المكان واحد، الكاميرا تركز على طاولة في حديقة الأسماك ولقاء بين شاب وفتاة، وخادمين يراقبانهما. محمد عوض وخيرية أحمد في ابتسامة على شط النيل، اسكتش ظريف ومايكروفون وسط طاولة في مقهى على شط النيل.. قصة خديجة من المعذبون في الأرض لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.. مسلسلات عربية وخليجية، مسلسلات الأطفال الكرتونية، مسرحيات وأغاني زمان.. كلها تنتشر على قنوات عربية مختلفة، ومجال المقارنة مفتوح بين ما كان وما آل إليه التلفزيون. لكم أن تقارنوا بين القدرات الإنتاجية والوسائل التقنية والمادة المنتجة في ذلك الوقت، وبين إمكانات اليوم المتوفرة لدى كل القنوات، وما يقدمونه لنا. بالقليل صنعوا الكثير، قدموا كل ما يمكن أن يفخر به المذيع والصحفي والفنان والجمهور، وقدموا كل ما يفيد المجتمع ويزيده وعياً ومعرفة وثقافة، حتى أنهم علموا الأميين والأطفال الفصحى واللغة العربية السليمة، من خلال المسلسلات الجميلة والمسلية. قالوا الكثير وبذلوا الكثير وتركوا للعين أن تستمع بكل ما هو بسيط وراقٍ. اليوم، من يديرون دفة غالبية القنوات يصرفون الكثير من الأموال ويبهرجون ويقولون القليل مما يفيد. لا، لم نصب بهوس زمان ولا علقنا في محطات الماضي، ونرفض التقدم والركض مع متطلبات العصر الحالي.. لسنا رجعيين أو تقليديين، بل مجرد مشاهدين نعرف جيداً التمييز بين الغث والسمين. marlynsalloum@gmail.com