عُقدت في الشارقة في جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب محاضرة بعنوان (اقتصاديات الإعلام في اقتصاد خليجي متغير)، قدمها أستاذ العلاقات العامة والاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور بندر بن عويض الجعيد، بحضور عدد من الزوار والمثقفين والإعلاميين. وأشار "الجعيد" إلى أن معضلة الاقتصاد الإعلامي بدول الخليج غياب المتخصصين. وبدأت المحاضرة التي أدارها مدير الشؤون الثقافية بالملحقية، الدكتور محمد المسعودي، بمقدمة عن اقتصاد الإعلام، ودوره الحديث، ثم محاور المحاضرة. وبدأ الدكتور الجعيد الحديث عن النشأة التاريخية لاقتصاد الإعلام، ودوره على الصعيد الدولي، وما يميزه عن الاقتصاديات الأخرى من حيث الهيكلة والتركيب إلى التنظيم والتشريع. ولم يغفل "الجعيد" خلال حديثه الإشارة إلى حجم اقتصاديات الإعلام من الناتج المحلي في عدد من الدول، منها المملكة المتحدة، التي يمثل قطاع الإعلام فيها ما يعادل 3 % من الناتج المحلي البريطاني. وأضاف الدكتور "الجعيد" المزيد عن طبيعة وميكانيكية عمل اقتصاديات الإعلام، وتأثير نموذج الأعمال الذي تتبناه أي منظمة في استراتيجيات وأعمال المنظمة، وبالأخص الفَرق بين القطاعين العام والخاص في الإعلام. بعد ذلك تم الحديث عن عناصر اقتصاد الإعلام الأربعة (الملكية، التشريع والرقابة، الحوكمة والخصائص الاجتماعية في المحيط). وركز المتحدث بعد ذلك على طبيعة اقتصاديات الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي، والعلاقة الوثيقة بين بدايات الإعلام ومشاريع التنمية في المنطقة. وكان للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي والخليجي نصيب من هذا اللقاء؛ إذ تم الإشارة إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، وانعكاسات ذلك على نطاق قطاع الطاقة. ولم يغفل الدكتور بندر الصعوبات التي تواجه صناعة الإعلام على الصعيدَين الدولي والإقليمي. وأضاف بأن تحديات اقتصاديات الإعلام على مستوى العالم تم تحديدها في التطور التقني المتسارع، وزيادة الاهتمام بأمن المعلومات في العالم الافتراضي، إضافة إلى التركيز على العميل وعلى مستوى المنطقة الخليجية، ثم الإشارة إلى الحاجة إلى المزيد من الخصخصة والحوكمة لصناعة الإعلام، التي أصبحت ضرورة، إضافة إلى الحاجة للمزيد من الدراسات لمؤشرات صناعة الإعلام في الخليج، وكذلك ضرورة إطلاق برامج أكاديمية في الجامعات الخليجية متخصصة في اقتصاديات الإعلام الخليجي؛ والسبب يعود لقلة الكفاءات المتخصصة في هذا المجال بين مواطني مجلس التعاون. وفي مداخلة لأحد الصحفيين من صحيفة البيان تحدث عن أهمية دراسة انعكاسات الأوضاع الحالية على صناعة الصحافة في المنطقة، والإجراءات الاحترازية التي من الممكن عملها. وأشار الدكتور محمد المسعودي، مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية في الإمارات العربية المتحدة، إلى أهمية الإعلام العلمي، وأن الكفاءات المهنية المتخصصة في الإعلام ضرورة ملحة، مع الاهتمام بالإبداع والمبدعين في صناعة الإعلام. وختم الدكتور صالح بن محمد الدوسري، الملحق الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، اللقاء بشكر الحضور، وقام بتكريم الدكتور بندر الجعيد بمعية الدكتور محمد المسعودي؛ لمشاركته الثرية والحديثة. يُذكر أن جناح السعودية يقيم مساء كل يوم ندوة تهم الشأنَيْن السعودي والإقليمي، بمشاركة نخبة من المفكرين والأدباء والباحثين الموجودين في معرض الشارقة.