×
محافظة المنطقة الشرقية

د. جمعان بن رقوش: علوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي هي عين العدالة لإحقاق الحق

صورة الخبر

الكتاب الإلكتروني والضجّة المثارة حوله اليوم هما مجرّد خرافة، على الأقل في المدى المنظور، والكتاب الورقي مازال يحظى بالأولوية. العربمحمد حياوي [نُشرفي2016/11/09، العدد: 10450، ص(14)] في وقت مبكر من العام 1776، وصف آدم سميث قانون العرض والطلب باليد الخفيَّة، وهو السماح للسوق بأداء عملها من دون قيود، ثم يصبح كل شيء جيدا. وعلى الرغم من أن سميث كان يُعَدّ آنذاك واحدا من أبرز الخبراء الاقتصاديين، إلّا أنّ الوصف الأنسب له هو الفيلسوف الاجتماعي الذي مهد، مع آخرين، لترسيخ الاقتصاد كعلم يدرس السلوك البشري والفكر. اليوم وبعد مرور أكثر من 200 سنة، مازال وصف سميث للمبادئ الأساسية للسوق الحرة قائما وساري المفعول، حتّى في المجال الرقمي أيضا، ومازال بإمكاننا تلمّس مثل تلك المبادئ في ما بات يسمى سوق الكتاب الإلكتروني. وفي الواقع مازالت الصحف والمجلات تبيع بشكل جيّد إلى حد ما، نعم ربما بنسب توزيع أقل عما كانت عليه في الماضي، لكنّها مازالت تبيع ومازال الناشرون وبائعو الكتب الورقية سعداء، وفي آخر استطلاع أجرته ريدر دايجست ونشر في مايو الماضي، فإن أكثر من 70 بالمئة من القرّاء الأميركان يَعدّون الكتاب الإلكتروني متعبا، ومازالت مؤشرات مبيعات الكتب الورقية في المتاجر تدعم هذه الملاحظة. وثمَّة مكتبات تنمو مرة أخرى، بل إن تضاعف عدد الناشرين في السنوات العشر الأخيرة بما يقارب الثلاثة أضعاف، وأكثر من ثلث هؤلاء يحقق نسب توزيع تتراوح في بعض الأحيان بين 200 ألف و400 ألف نسخة، لكن كيف يكون ذلك ممكنا في ضوء الضجّة التي بتنا نسمعها عن معجزات النشر الرقمي وتسارع وتيرته؟.. الجواب ببساطة حسب ديرك فان ليون، الخبير في الإعلام الجديد ورئيس مؤسسة المكتبات العامة الهولندية، هو أن الكتاب الإلكتروني سيء للغاية، ناهيك عن ارتفاع أسعاره وانتشار فوضى ضياع حقوق المؤلفين والناشرين وصعوبة السيطرة عليها أو التحكم بها، فقد شهد سوق الكتاب الإلكتروني في السنوات الأخيرة صراعا ماليا مريرا بين أمازون، التي تعد أكبر متجر للكتب الرقمية في العالم، وموقع آيتيوز الذي تعود ملكيته إلى شركة أبل المعروفة، ما أجبر الناشرين على رفع أسعار الكتب الإلكترونية. وأدى هذا الصراع إلى صدور قرار قضائي بتغريم شركة آبل ما يقرب نصف المليون دولار، وعلى الرغم من أن آبل مازالت تمتلك في حساباتها أكثر من 200 مليار دولار، لكن المؤشر الأهم الذي يعكسه هذا الصراع هو وضع المصالح الضخمة لتلك الشركات على المحك، لا سيما توقعاتها بارتفاع الطلب على الكتب الإلكترونية، وبالتالي ضمان ارتفاع الأسعار. وليس من المستغرب أن ترتفع كلفة نشر الكتب الإلكترونية التي قد تتجاوز في الكثير من الأحيان مثيلتها بالنسبة إلى الكتاب الورقي، نتيجة لاستخدام تقنيات معقّدة للغاية من أجل الحيلولة دون تسربها واحتكارها، ومن الغريب أن نشهد البعض من المؤشرات الدالّة على تباطؤ نجاح الكتاب الرقمي غير المتوقع حتى بالنسبة للناشرين الأميركيين أنفسهم، الأمر الذي دفع بمتاجر البيع إلى مطاردة القارئ الرقمي بالعروض غير المشروعة واتباع أساليب القرصنة، وهو ما يذكّرنا بنظرية اليد الخفيَّة للسوق حسب آدم سميث، فالآن أصبحنا ندرك جيدا أن مبيعات الكتب الورقية. وعلى الرغم من الشكوى المستمرة للناشرين، مازالت تشهد تصاعدا على الرغم من تقلبات الأسواق العنيفة، يقابل ذلك انخفاض ملحوظا في مبيعات الكتب الرقمية، وإذا ما أضفنا العوامل الجانبية الأخرى المعروفة والتي تتعلق بصعوبة توفر وسائل دفع سهلة وغير معقّدة وعدم توفر خدمات جيدة للإنترنت في أغلب دول العالم الثالث وعدم توفر التقنيات الخاصّة للنشر الإلكتروني دائما، ندرك بالتأكيد، واستنادا إلى تلك المؤشرات الموثوقة، أن الكتاب الإلكتروني والضجّة المثارة حوله اليوم هما مجرّد خرافة، على الأقل في المدى المنظور، وأن الكتاب الورقي مازال يحظى بالأولوية. كاتب من العراق محمد حياوي :: مقالات أخرى لـ محمد حياوي خرافة الكتاب الإلكتروني.. اليد الخفيَّة , 2016/11/09 القرطاس في المفهوم الغرافيكي, 2016/10/30 نوبل 2016.. الانحراف يسارا, 2016/10/23 التغريب في المعمار إجهاض للمخيَّلة , 2016/10/16 الساعة الـ25 ميكانيزم البشرية, 2016/10/15 أرشيف الكاتب