يتواصل تقدم «قوات سورية الديموقراطية» في اتجاه الرقة في شمال شرقي سورية، على رغم استمرار التحفظات التركية ولجوء تنظيم «داعش» إلى تفجير سدود مائية بهدف عرقلة تقدم المهاجمين نحو «عاصمته» في سورية. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من الولايات المتحدة، بدأت مساء السبت وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة باسم «غضب الفرات» لطرد «داعش» من أبرز معاقله في سورية. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، عن سماع انفجارات قرب منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، تبيّن أنها نجمت عن تفجير عناصر «داعش» لـ «ممرات مائية في محاولة لإعاقة تقدم قوات سورية الديموقراطية» التي سيطرت منذ السبت على 11 مزرعة وقرية في ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي «فيما لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في عدة محاور بريف الرقة الشمالي» وسط غارات لطائرات التحالف. وقالت جيهان شيخ أحمد، المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، وهو اسم العملية التي أطلقتها «قوات سورية الديموقراطية»: «تقدمت قواتنا 14 كيلومتراً جنوب شرقي بلدة عين عيسى» التي تبعد خمسين كيلومتراً عن الرقة. وتبعد «قوات سورية الديموقراطية» حالياً 36 كيلومتراً من الجهة الشمالية للمدينة، بحسب شيخ أحمد. وبعد يومين من بدء العملية، فر نتيجة الاشتباكات «حوالى 50 مدنياً» من إحدى القرى الواقعة تحت سيطرة «داعش» باتجاه مناطق استعادتها «سورية الديموقراطية» أخيراً، بحسب ما ذكرت المتحدثة الكردية. ومنذ تشكيلها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، نجحت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهم من الأكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد التنظيم المتطرف من مناطق عدة. وتخطط «قوات سورية الديموقراطية» للتقدم باتجاه مدينة الرقة ثم عزلها وتطويقها قبل اقتحامها لإسقاطها. ويرجح محللون أن تكون معركة الرقة طويلة وصعبة مع شراسة «داعش» في الدفاع عن معقله. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بعد ساعات من إطلاق معركة الرقة: «كما حدث في الموصل (العراق)، فإن القتال لن يكون سهلاً، وأمامنا عمل صعب». وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، أشار «المرصد» إلى مقتل «أكثر من 30 مقاتلاً» من «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» خلال اشتباكات دارت بينهما في منطقة المالحة بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، إثر هجوم عنيف شنّه التنظيم فجر أول من أمس. وفي أنقرة (رويترز)، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد «داعش» من مدينة الرقة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات - في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وهي جزء من «قوات سورية الديموقراطية»- ستشارك فقط في حصار الرقة من دون أن تدخلها. لكن الوزير أضاف أن تركيا بدأت في «اتخاذ إجراءات» بعدما لم يتمكن شركاؤها من الوفاء بتعهدات سابقة في مدينة منبج السورية التي طالبت تركياً مراراً بانسحاب «وحدات حماية الشعب» منها. ويثير دعم واشنطن لتلك الوحدات غضب أنقرة التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. كما أن أنقرة قلقة من أن يؤجج تقدم تلك الوحدات في سورية تمرداً كردياً مستمراً في تركيا منذ ثلاثة عقود.