يضطر مصابون بالسكري في منطقة حائل إلى تكبد مشاق السفر إلى العاصمة الرياض، قاطعين حوالى 1280 كيلومتراً (ذهاباً وإياباً)، من أجل الحصول على علاج لمرضهم، في ظل افتقاد المنطقة إلى مركز متخصص في علاج السكري. ودشن عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسماً للمطالبة بإنشاء مركز صحي لمرض السكري في منطقة حائل، لافتين إلى وجود عدد من المرضى ينتقلون إلى المراكز الأخرى في المملكة وخارجها أحياناً، لمتابعة علاجهم، في ظل تدني الخدمات الصحية في المنطقة. ولا تتوافر إحصاءات عن عدد المصابين بهذا المرض في حائل، إلا أن إحصاءات تشير إلى أن النسب مرتفعة جداً على المستوى الوطني. وطالب المغردون تحت وسم (هاشتاق) «مركز السكري في حائل»، بضرورة توفير مركز للسكري في المدينة، إذ أشار نايف الشمري إلى توافر «مدينة طبية كاملة في حي المصيف، لكنها للأسف تفتقد الأجهزة والكوادر الطبية». فيما استذكر مغرد آخر يدعى «طاغي» معاناة والده المريض في الحصول على إبر السكر بالانتقال إلى الرياض. وتفاعل أطباء مع الوسم، وأكد الدكتور مشاري الجمعاني احتلال المملكة المرتبة السابعة عالمياً في الاصابة بمرض السكري، لافتاً إلى أن حائل هي الأولى في المملكة، متسائلاً: «أليس ذلك سبباً مقنعاً لوجود مركز للسكري في المدينة». بينما أشار الطبيب عقيل العقيل إلى أن «كلفة إنشاء مراكز السكري بلا شك أقل من كلفة علاج المشكلات المصاحبة لسوء علاج السكري». وشكت مغردة تدعى «الخود» من كثرة تغيير الأطباء المناوبين، خصوصاً مع «افتقادهم إلى تخصصين في عيادة الأطفال، كل همهم فقط الكتابة في ملف المريض». وتعجبت مغردة تطلق على نفسها «الأمل السعود» من «استثناء مدينة حائل حتى الآن من مشاريع مراكز السكري التي تفتتحها وزارة الصحة في المناطق كافة». وعانى سكان مدينة حائل لسنوات طويلة من تعثر مشروع مستشفى حائل المركزي الذي افتتح في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، بعدما ظل على وضع حجر الأساس لحوالى عشرة أعوام. وعزت وزارة الصحة تعثره إلى المقاولين المنفذين لعمليات الإنشاءات، وتعديل بعض التصاميم الهندسية في المباني، فيما تكبد المرضى القاطنون في حائل مشاق السفر إلى القصيم أو الرياض، وحتى إلى بعض مستشفيات الأردن، للحصول على العلاج. وتعد مشكلة توافر المراكز الطبية المتخصصة في حائل من المشكلات المزمنة في المنطقة، إذ اعترف بها نائب وزير الصحة للشؤون الصحية السابق الدكتور منصور الحواس، في تصريح نشرته «الحياة» العام 2014، بأن منطقة حائل «لم تنل مشاريع جديدة منذ 25 عاماً، ومن الصعب معالجة ذلك في وقت قصير»، معلناً آنذاك بدء إجراءات طرح مشروع تأثيث وتجهيز مستشفى حائل التخصصي بسعة 500 سرير بكلفة 240 مليون ريال. وعلى رغم مرور عامين على تصريح الحواس، إلا أن المستشفى لم يفتتح، حتى أن أمير حائل سعود بن عبدالمحسن، أكد في لقاء عقده خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع قيادات المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة، أن الحاجة ملحة إلى سرعة تشغيل المستشفى التخصصي في حائل بسعة 500 سرير، والمستشفيات الأخرى، ودخولها حيز خدمة المواطنين بعد إنشاء مبانيها الجديدة. وأشار الأمير سعود بن عبدالمحسن إلى أن الأطباء والاستشاريين الجدد الذين تم استقطابهم من وزارة الصحة، يبلغ عددهم 180 استشارياً في مختلف التخصصات المهمة والنادرة موزعين على مستشفيات المنطقة. يذكر أن استشاري الغدد الصماء ومدير مركز السكري في مستشفى القوات المسلحة في الهدا الدكتور سعود السفري، قدر نسبة السعوديين المصابين والمعرضين إلى الإصابة بمرض السكري بحوالى 38 في المئة، لافتاً إلى أن المملكة تحتل المركز الأول في نسبة المصابين بالمرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بواقع 3.6 مليون مصاب. وكان «الاتحاد الدّولي للسّكري» نشر على موقعه الرسمي إحصاءً عن المصابين بمرض السكري في العالم، إذ بلغ عدد المصابين به حتى الآن 382 مليون مصاب، منهم أكثر من 34 مليوناً في منطقة الشرق الأوسط، متوقعاً إزدياد المصابين إلى 67 مليوناً بحلول العام 2035. فيما أوضح أن عدد المصابين بالسعودية في العام 2013 بلغ 3.6 مليون مصاب.