×
محافظة المنطقة الشرقية

زمان يكرم طلاب الجامعة المتميزين في تمثيل الجامعة خارجياً

صورة الخبر

أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فهناك سؤالان قد يطاردانني لسنوات مقبلة، هما: كيف استطاعت المرشحة الديمقراطية للرئاسة، هيلاري كلينتون، أن ترتقي سلم التصنيف لتصل إلى مرتبة المرأة الأكثر إثارة للإعجاب، «التي لم يسمع أو يقرأ الأميركيون عن مثلها من قبل في أي منطقة من العالم»، أوعلى حد تعبير استطلاع «غالوب» السنوي، الذي يؤكد أنها تمكنت من أن ترتفع على مدى السنوات الـ14 الماضية، لتصل إلى مرتبة الرئيس الفاشل، ريتشارد نيكسون؟ وكيف أن منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، استطاع أن يستفيد من تاريخ الإفلاس المؤسسي، الذي جعل آخرين يدفعون ثمن فشله، وأن ينطلق من سجل قياسي في التمييز العنصري، واستغلال العمالة غير القانونية، وسلوكه الوحشي تجاه المرأة، ليصبح مرشحاً قوياً لرئاسة الولايات المتحدة؟ ترامب حصل خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية على تغطية إعلامية حرة تقدر قيمتها بملياري دولار. كلينتون وفقاً لموقع «بوليتكفاكت»، كانت الأكثر صدقاً وأمانة من أي من منافسيها في سباق 2016. الإجابة عن ذلك تكمن في أن ترامب ارتقى السلم من خلال وسائل الإعلام، وليس من خلال حزب سياسي أو انتخابات. وكان علامة تجارية، وليس شخصاً ذا اسم ذهبي لامع في مجال المباني، على الرغم من أنه لم يبنها بنفسه، وأصبح نجماً مضيئاً على شاشة التلفزيون، على الرغم من شتمه وسبه وزعيقه. خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية، على سبيل المثال، حصل على تغطية إعلامية حرة تقدر قيمتها بملياري دولار من خلال الظهور في المؤسسات الإعلامية التي تسعى لاستقطاب الإعلانات، وهذا الرقم قد يكون أفضل حجة لوسائل الإعلام الممولة من خلال الاشتراك، والتلفزيون العام، والتحقيقات الصحافية، لتتناول سيرة هذا المرشح. وهناك سبب آخر، هو أن التغطية المتوازنة خلقت معادلة خاطئة، فكل سؤال سلبي موجه لترامب تنال هيلاري كلينتون وزراً منه، وأي سؤال إيجابي عنها ينال ترامب نصيباً منه. وهكذا يصعد الرجل اصطناعياً، بينما ظلت هي تخضع للشك. أيضاً، تثير استطلاعات الرأي علامات استفهام بشأن تأييد الأميركيين له، حيث خلط كثير منهم بين كون الشخص غنياً، وكونه «ذكياً» بما يكفي لرئاسة البلاد. أؤكد أن هناك مثالاً واحداً فقط أستطيع أن أشبه به هذا السباق الجنوني، ففي عام 2004 تعرض بطل حرب فيتنام والمرشح لرئاسة الجمهورية، جون كيري، لهجوم في أحد الإعلانات التلفزيونية، حيث شكك في بطولته كقائد زورق هجومي سريع. وعلى الرغم من أن ذلك الإعلان كان فاقداً الصدقية كما اتضح في ما بعد، إلا أنه أغرق آمال هذا المرشح في الوصول إلى البيت الأبيض. ودخلت عبارة «زورق سريع» في اللغة كعبارة تعني مهاجمة «الشخص القوي» وليس «الضعيف». وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقول إن هيلاري كلينتون تعرضت لعملية «زورق سريع»، ووفقاً لموقع «بوليتكفاكت»، الذي يمحص الحقائق على سبيل المثال، كانت الأكثر صدقاً وأمانة من أي من منافسيها في سباق 2016، بيد أن ترامب ظل يهاجمها، مطلقاً عليها عبارة «هيلاري المعوجة». وأثبتت مواقع أن عباراته دقيقة بنسبة 4% فقط، لكنه طفق يصفها بأنها الأكثر فساداً من أي مرشح رئاسي آخر، ويصرّ على وجوب خلعها من منصبها وإدانتها إذا استطاعت دخول البيت الأبيض. ويؤمن ترامب بمقولة «الكذبة الكبيرة»: إذا كانت الكذبة كبيرة بما فيه الكفاية، ويمكن ترويجها في أغلب الأحيان وبشكل كاف، فمن الممكن أن تؤتي أكلها. وعلى الرغم من كل ذلك، أجد أنه من العبث أن أغضب من ترامب، فهو رجل منغلق داخل هاجس الذاتية، معجب بنفسه، ويسعى للحصول على مكانة أكثر علواً من أي وقت مضى. قد لا يكون لترامب خيار آخر، لكن الناخب الأميركي لديه العديد من الخيارات، فإذا استطاعت كلينتون أن تنجو من ويلات هذه الحملة التي شوهت مكانتها وتاريخها، فإنها ستصبح رمزاً لحق المرأة في الدفاع عن حقوق الإنسان، وقدرتها على صياغة العلاقات الاقتصادية، وإدارتها الدبلوماسية المتعمقة، ورمزاً لقدرة النساء على التفاوض من أجل السلام، ورائدة لسياسة خارجية تضع اعتباراً لوضع المرأة في بلدان أخرى. وكما قال المستشار لأربعة رؤساء أميركيين من كلا الحزبين، ديفيد جيرغن، «إن تمكين المرأة من شأنه أن يفعل الكثير من أجل المضي قدماً في العالم، لكنه سيساعد أيضاً أميركا على استعادة مكانتها الأخلاقية». إذا انتخبنا امرأة لتصبح زعيمتنا الوطنية لأول مرة في تاريخ البلاد، بعد ثماني سنوات من انتخاب رجل من أصل إفريقي، فإننا بذلك نكون أخيراً قد مضينا قدماً نحو الديمقراطية. غلوريا ستينم  مؤلفة ومحاضرة وناشطة سياسية.