القاهرة: عبد الستار حتيتة حذر أبو العز الحريري، المرشح الرئاسي السابق بمصر، من خطر استمرار السياسات الاقتصادية والاجتماعية، في المرحلة المقبلة، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه في حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، فعليه أن يغير من السياسات التي ظلت مطبقة منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، واستمرت في عهد الرئيسين السابقين حسني مبارك، ومحمد مرسي، وجعل الإصلاحات شاملة. موضحا أنه لا يعتزم خوض الانتخابات المقبلة نظرا لسنه وافتقاره إلى الأموال الكافية للدعاية باهظة التكاليف، على حد قوله. وأضاف الحريري، وهو نائب برلماني يساري ظهرت شهرته مع عدد آخر من النواب أثناء معارضتهم لسياسات السادات الاقتصادية وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد أواخر سبعينات القرن الماضي، أنه بالسير على نفس النهج القديم دون تقديم إصلاحات ملموسة لصالح الناس، فإن نفس أسباب ثورة المصريين ضد مبارك ومرسي، ستظل قائمة. وعما إذا كان سيتقدم لترشيح نفسه للرئاسة مجددا، قال الحريري إنه حين خاض الانتخابات في عام 2012 لم ينظر لنفسه باعتباره مرشحا يسعى لجمع أصوات الناس بقدر ما كان يريد أن يؤدي دورا وطنيا. وأضاف: «لم أكن مرشحا رئاسيا بمعنى أنني كنت أنافس على أصوات، ولكن كنت أؤدي دورا لكشف كل المؤامرات التي تعرضت لها ثورة 25 يناير 2011، ولكي أعطي اهتماما أكبر بقضية كامب ديفيد باعتبارها قضية استقلال وطني. وكذلك تقديم برنامج لمصر قصير المدى وآخر طويل المدى، يعكس حاجتنا لمجتمع متكامل في المستقبل». ولعب الحريري دورا مهما في عرقلة ترشح عدد من الشخصيات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي وكذا الطعن على المؤسسات النيابية التي هيمن على الأغلبية فيها، عقب ثورة يناير، كل من التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين. وقال إنه تمكن من القيام بهذه الإجراءات أثناء خوضه انتخابات الرئاسة عام 2012، وأضاف: «طعنت على ترشح خيرت الشاطر (من الإخوان) وعلى ترشح حازم أبو إسماعيل (من السلفيين) وطعنت على مجلس الشورى وعلى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور في ذلك الوقت، وعلى مجلس الشعب الذي قرر القضاء، في نهاية المطاف، حله». وقال الحريري إنه لم يكن ينظر لانتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس السابق مرسي، نظرة جدية، وأضاف: «لم تكن هناك أي انتخابات، من وجهة نظري، وأثبتت الأيام صحة ذلك». وقلل الحريري من أهمية المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خلال الشهرين المقبلين، بسبب اضطرار المصريين إلى الانحياز إلى من لديه القدرة على محاربة «الإرهاب الإخواني». وأضاف: «في هذه المرة أيضا ليست هناك انتخابات بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن الظرف المتعلق بالإرهاب الإخواني، جعل المجتمع يستعيد وجود الجيش كحالة ضرورة، وأصبح المجتمع بعد 30 يونيو (حزيران) يطالب الجيش بالنزول، وهو ما حدث.. (ومن ثم أنا سميتها انتخابات التفويض) للمشير السيسي». وأضاف أن الظرف الحالي يدفع في اتجاه الاستمرار في مقاومة الإخوان «باعتبارهم أسوأ من كل أنواع الاستعمار مجتمعة». وأشار الحريري إلى أن من أسباب إحجامه عن الترشح أيضا الإنفاق المالي الكبير على الدعاية الانتخابية، قائلا: «بلغت سن السبعين، وليست لدي أموال لكي أنفقها على الدعاية باهظة التكاليف على الانتخابات الرئاسية».