تعود الأمريكيون والعالم برمته للحديث عن المنافسة بين حزب الفيل وحزب الحمار، في إشارة إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتقف وراء رمزي الفيل والحمير قصة تاريخية طويلة. وتعود هذه القصة إلى 15 يناير/كانون الثاني 1870، عندما ظهر حمار أسود اللون "عنيد" كرمز للحزب الديمقراطي بريشة رسام الكاريكاتير توماس ناست، على صفحات مجلة "هاربر" الأسبوعية. يذكر أن أحد أسماء الحمار بالإنجليزي jackass - يستخدم أيضا لوصف شخص غبي. ورسم ناست حماره، وهو يركل أسدا ميتا، بمثابة تعليق سياسي حاد على تصرف الصحف التابعة للديمقراطيين التي سارعت بعد وفاة وزير حرب سابق جمهوري في حكومة أبراهام لينكون، إلى مهاجمة وإهانة الراحل . وأطلق الرسام على رسم الكاريكاتير اسم "حمار حي يركل أسدا ميتا" في إشارة إلى مثل انجليزي يؤكد أن حمارا حيا أفضل من أسد ميت. أما فيل الجمهوريين، فرسمه ناست للمجلة نفسها في 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1874، بعد مرور 3 أيام على فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب، وذلك لأول مرة منذ انتهاء الحرب الأهلية. وكان الجمهوري ناست يسخر من زملائه في الحزب، ورسم فيلهم وهو يسير نحو حفرة في الأرض، هربا من حمار الديمقراطيين الذي لبس جلد الأسد الميت وهاجم الفيل بالركلات. وكان الحمار هذه المرة يرمز لصحيفة "نيويورك هيرالد" التي صورت الرئيس الـ18 الأمريكي، الجنرال الجمهوري أوليس غرانت وكأنه "يوليوس قيصر المعاصر" الذي يسعى لفترة رئاسية ثالثة. وكان غرانت نفسه من المعجبين بإبداع ناست، وقال بعد فوزه في انتخابات عام 1868: "أمران ساعداني: سيف شيريدان (أحد الجنرالات الذين حاربوا في الحرب الأهلية) وقلم توماس ناست". وفي السنوات اللاحقة، واصل ناست تطوير قصة الحمار والفيل، حتى أصبح هذان الرمزان معرفين في الولايات المتحدة برمتها للإشارة إلى المتنافسيْن السياسييْن الأبدييْن. وبات الديمقراطيون يفتخرون بحمارهم الذي أهداه لهم الجمهوريون، لكنهم لم يحولوه إلى رمز رسمي للحزب حتى الآن. المصدر: وكالات أوكسانا شفانديوك