استعرض المجـلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الثلاثين بعد المائة، في الرياض امس برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس مستجدات العمل المشترك، كما بحث تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليميا واتخذ عددا من القرارات. ورأس وفد المملكة الى الاجتماع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل. وجدد المجلس الوزاري في اجتماعه امس التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره. وأشاد بما تضمنه الأمر الملكي لخادم الحرمين الشريفين ، بتاريخ 3 فبراير 2014م ، من إجراءات وجزاءات ضد من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة ، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات ، وما في حكمها ، الدينية أو الفكرية المتطرفة ، أو المصنفة كمنظمات إرهابية . وما هدف إليه الأمر الملكي من تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة وبعدها عن الفرقة والتناحر. كما أشاد المجلس الوزاري بما تضمنه البيان الصادر عن وزارة الداخلية بمملكة البحرين حول تحذير مواطنيها من المشاركة في أعمال قتالية في الخارج أو صراعات إقليمية ودولية. وجدد التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي شددت عليها كـافة البيـانات السابقة. واستنكر التصريحات المتكررة وغير المسؤولة التي تصدر من بعض المسؤولين الإيرانيين ، بشأن مملكة البحرين ، معتبرا ذلك تدخلا سافرا في شئونها الداخلية، ولا يخدم تحسين العلاقات وتطويرها . ويؤكد المجلس موقفه الثابت بأن العلاقات مع إيران يجب أن تبنى على أسس ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس. وأبدى أسفه لإخفاق مؤتمر جنيف2 في الخروج بنتائج ملموسة ، تنهي معاناة الشعب السوري الشقيق ، مؤكدا على ضرورة أن يستجيب النظام السوري بالتزاماته تنفيذا لمؤتمر جنيف1 ، كما يؤكد المجلس على أهمية تنسيق تحركات المجتمع الدولي لإيجاد تسوية سياسية سريعة للأزمة السورية على أساس تنفيذ بيان جنيف1. وجدد المجلس الوزاري موقفه الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية ، والمتمثل في ضرورة اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ، ورحب بنتائج اجتماع لجنة القدس ، الذي عقد يوم 17 يناير 2014م في المملكة المغربية. وأثنى المجلس الوزاري على التوافق الوطني الذي توج به مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وعلى قرار لجنة الأقاليم بتقسيم الجمهورية اليمنية إلى ستة أقاليم ، آملا أن يكون هذا الاتفاق خطوة من شأنها الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ، والذي ينسجم مع أهداف المبادرة الخليجية الرامية إلى الحرص على وحدة الجمهورية اليمنية. كما رحب المجلس الوزاري الخليجي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة دولة الرئيس تمام سلام ، آملا أن تتمكن من مواجهة الاستحقاقات الدستورية الوطنية ، وتفعيل سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية وأدان المجلس التفجيرات الإجرامية التي حدثت مؤخرا في لبنان التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء. كما أدان المجلس الوزاري حوادث التفجيرات المتكررة في عدد من المدن العراقية ، التي سقط جراءها العديد من الأبرياء ، فيما أكد المجلس الوزاري على أهمية التزام العراق بعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس واحترامه لمبادئ حسن الجوار وذلك من أجل بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. وفي بيان منفصل أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي امس بشدة التفجيرات التي وقعت في البحرين، أمس الاول، ووصفوها بأنها «إرهابية». وأكد الوزراء أن هذا العمل الإجرامي الجبان، الذي خططت له ونفذته مجموعة من الإرهابيين القتلة، يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين، وترويع المواطنين والمقيمين فيها، والعبث بممتلكاتهم، وتعطيل مصالحهم. وأعرب البيان عن وقوف دول مجلس التعاون ودعمهم الكامل لمملكة البحرين في كل ما تتخذه لمواجهة الهجمات الإرهابية والتصدي لكل من يقف وراءها أو يدعمها أو يحرض عليها.