الجماهير التي ستدخل استاد البيت - مدينة الخور عام ٢٠٢٢، فإنها ستمرّ في مساحات خضراء ومسطحات مائية تشبه تلك الموجودة في حديقة أسباير في الدوحة ومن ثم تدخل إلى استاد مستوحى من بيت الشَّعر ويبلغ ارتفاعه ٣٧ متراً. هذا وسيحتوي مبنى الاستاد على ثلاثة مستويات للمدرجات لتبلغ سعة الاستاد الكلية ٦٠٠٠٠ ألف متفرّج. أما ألوان المقاعد فهي الأسود والأحمر والأبيض التي تتجانس مع الشكل الداخلي لبيت الشَّعر، وسيمتاز السقف العلوي للاستاد بخاصية الفتح والإغلاق حيث أن هذه الخاصية ستوفّر أفضل الظروف لتبريد الأجواء داخل الاستاد وكذلك إمكانية استخدام هذا الصرح الكروي الحديث طوال العام. وتمضي عملية إنشاء استاد البيت - مدينة الخور على قدم وساق بعد الانتهاء من وضع الأساسات الأولية وبناء جدران وتركيب أعمدة الأقسام الأولى من المدرجات السفلية التي ستحمل هيكل الاستاد. وسيمتاز هذا الاستاد المرشّح لاستضافة مباريات حتى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ بسقف ذو تصميم حديث قابل للطيّ بتقنية مشابهة لتلك المستخدمة في ملعب ويمبلدن الرئيسي للتنس. وقد أشار د.ناصر حمد الهاجري، مدير مشروع استاد البيت في مؤسسة أسباير زون، إلى نسب الإنجاز التي يمضي بها العمل على المستويات المختلفة: "نشهد حالياً تقدم العمل بالهيكل الأساسي للاستاد في موقع المشروع حيث تمضي الأشغال على مستوى التشييد العمودي. أما الأعمال الأخرى التي تشهدها المنطقة المحيطة بالاستاد فهي الحفر وشفط المياه الجوفية وتوصيل شبكات الأنابيب الأرضية وكذلك تأسيس مشتل أشجار قريب. بالإجمال، تمضي عملية إنشاء الاستاد بشكل جيد، وسنشهد المزيد من التقدم على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة". وفي إطار بناء هيكل الاستاد، تم استكمال العمل على أحد ممري اللاعبين، بينما تستمر الأعمال على قدم وساق في الممر الثاني. كما تم نصب عدد من الأعمدة حيث بلغ أعلى ارتفاع تم نصبه حتى الأن ٢١ متراً، بالإضافة إلى جدار استنادي سيحمل، عند اكتماله، المستويين التاليين من هيكل الاستاد الذي يبلغ ارتفاعه الإجمالي ٣٧ متراً. أما السقف الحديث فيمكن إغلاقه بشكل كامل في غضون ٢٠ دقيقة. يوجد حالياً رافعات مختلفة الأحجام والخواص في موقع العمل حيث يبلغ عدد الرافعات الكلي ٢١ رافعة، ومن بينها رافعة عملاقة يبلغ وزنها ٢٨٠ طن. كما تم الانتهاء من ٩٥ في المئة من الأساسات. أما المرحلة التالية في البناء فهي صبّ الطبقة العلوية من الإسمنت وتركيب العناصر الأخرى مسبقة الصنع والتي سترسم معالم الاستاد الذي من المتوقع استكمال العمل عليه بحلول سنة ٢٠١٨. وقد وصلت إلى موقع العمل بالفعل نماذج من مقاعد الجماهير التي ستملأ المدرجات. من جهته، قال المهندس محمد الأمين عبدالله أحمد مدير مشروع استاد خليفة الدولي واستاد البيت في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "تم التعاقد مع شركة قطرية لتصميم، تصنيع، توريد و تركيب مقاعد الاستاد، والتي تشمل طرازات مشابهة لتلك الموجودة في بيوت الشَّعْر التي استوحي التصميم منها. هذا وسيتم الانتهاء من تصميم وتصنيع مقاعد الاستاد مع البدء بتركيب هذه المقاعد خلال العام المقبل في المستويات الثلاثة من المدرجات. اثنان من هذه المستويات من المدرجات ستكون مسبقة الصنع، أما الثالثة فستكون من حديد الإنشاءات الصلب (الفولاذ)، بحيث تكون قابلة للتفكيك". يُذكر أن الاستاد يحمل تصميماً بمفهوم قطري كامل، بحيث يعكس تاريخ وثقافة البلاد عبر بيوت الشَّعْر التي تشتهر بها المنطقة، كما يمتاز بإمكانية تفكيك المستوى العلوي من المقاعد بعد انتهاء البطولة بحيث تصبح قدرته الاستيعابية ٣٢٠٠٠ ألف شخص. كما يمتاز استاد البيت باستخدام تقنية التبريد وذلك من خلال عدة أجهزة يتم توزيعها في أرجائه بحيث تحصل على الماء البارد من مبرّدات موجودة في مركز قريب للطاقة. أما المقاول الرئيسي للاستاد فهو تحالف بين شركة جلفار المسند ومجموعة ساليني امبريجليو وشركة شمولاي. كما يوجد بموقع العمل شركات مقاولات قطرية تقوم بتنفيذ أعمال البنية التحتية وذلك عن طريق شركة بن عمران للتجارة والمقاولات، وأعمال المسطحات الخضراء والتشجير وذلك عن طريق شركة مجمع السليطين الزراعي والصناعي. واستاد البيت هو أحد ثمانية استادات خاصة ببطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ قيد الإنشاء حالياً في أرجاء قطر. وتحتل السلامة الأولوية في كافة مشاريع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بحيث يتم تطبيق معايير رعاية العمال في كافة هذه المشاريع.