* قارن الكاتب بصحيفة الحياة عبدالعزيز السويد «3 نوفمبر 2016م» بين اهتمام نظام الملالي في إيران بالنواحي الإعلامية وأدواتها مثل التمكن من اللغات الأخرى،بينما يقف الإعلام العربي عاجزًا عن مجاراة إعلامهم في هذا الميدان الأهم، والأمر يتعدى الجار اللدود إلى العدو الآخر وهو الكيان الصهيوني، فأنت عندما تشاهد قنوات فضائية عالمية مثل الـ «بي.بي.سي» تجد إعلاميين إسرائيليين متخصصين في الشأن العربي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ويتحدثون بلغة عربية تختلف قوةً وضعفًا من شخص لآخر، وقد نبَّه السياسي الكاتب البريطاني كريستوفر مايهو Mayhew إلى ضعف الأداء العربي داخل المؤسسات البريطانية إن لم يكن انعدامه قبل صدور وعد بلفور Balfour عام 1917م وبعده، بينما كان اللوبي الصهيوني في أحسن حالاته أداءً وتكتيكًا وقدرة على النفاذ إلى الشخصيات الإعلامية الإنجليزية، حيث تمكّنت الشخصية اليهودية شيم وايزمان Chaim Weizman من النفاذ إلى واحد من أشهر الصحافيين الإنجليز C.P. Scott الذي كان يعمل آنذاك محررًا لصحيفة «مانشيستر جارديان» Guardian والتي أصبحت تُدعى فيما بعد باسم الجارديان ممثلة في طروحاتها يسار الوسط. وهو -أي إسكوت- الذي قام بتقديم شخصية الناشط اليهودي وايزمان إلى ديفيد لويد جورج George والذي أضحى فيما بعد رئيسًا للحكومة الائتلافية والتي كان «بلفور»وزير خارجية فيها. *وإذا كانت كثير من الجامعات العربية تنأى بنفسها عن افتتاح أقسام للغة العبرية تحسبًا من ردة غير مبررة من المؤسسات التي تصف نفسها بأنها قومية وبالتالي فتعلُّم العبرية ومعرفة الفكر الصهيوني وأبعاده المختلفة من خلالها يدخل في إطار ما يعرف بالتطبيع ويتضاد مع الفكر العروبي! وهو تبرير يدخل في دائرة الوهم والتخيُّل أكثر من أي شيء آخر. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا أقفلت بعض الجامعات الباب أمام تعلُّم اللغة الفارسية؟ وفي جامعاتنا لم نكن نعرف من أحاط باللغة والأدب الفارسي إلا أكاديميًا واحدًا وهو الدكتور خالد البدلي بينما تُطل على شاشات القنوات الفضائية شخصيات نخالها عربية من طلاقة لسانها. * لقد آن الوقت لنعرف العقلية الفارسية وما تخبئه من مخططات عدائية لجيرانها من العرب وسواهم.