جليان تت كيف يمكن لشخص أن يفهم ما يُجرى في الأسواق اليوم، هذا هو السؤال الذي يشغل بال كل مستثمر، فقد تم تداول العديد من الأفكار والرؤى المتعلقة بالاقتصاد الكلي في أسبوع اجتماع صندوق النقد الدولي. لقد طرح، الرئيس السابق للبنك المركزي الألماني والرئيس الحالي ل يو. بي. إس إكسل ويبر، قائمة بقضايا مالية عديدة تشكل السوق حالياً، وتستحق الحديث عنها مجدداً، فقد كان محقاً فيما ذهب إليه، إن طرحه يوفر إطار عمل مفيداً لفهم الأحداث التي تُجرى في السوق، مثل التقلب الشديد للجنيه الإسترليني. فما هي تلك القائمة التي أعدها ويبر، إن النقطة الأولى كانت مثيرة. كقوله إن النظام المصرفي أقوى مما كان عليه، قبل عقد نتيجة للإصلاحات التي أدخلت بعد الأزمة المالية، وقد يقول أحد المشككين إن ويبر يناقض نفسه، ولا يستطيع نكران أن تلك المشاكل لاتزال كامنة داخل النظام المالي، خاصة في أوروبا. فقد بات البنك الألماني دويتشه بنك، يعاني التهديد بغرامة لوائح تنظيمية أمريكية تبلغ قيمتها 14 مليار دولار، إضافة إلى البنوك الإيطالية التي تعاني القروض المعدومة، ففي الغالب صارت كل المؤسسات المالية تعاني لإيجاد نموذج لأعمال تجارية قابلة للتطبيق، فلا عجب إذا ألصق تدجين تيام، نظير ويبر، في البنك السويسري بالبنوك الأوروبية، شعار لا للاستثمار حقاً. ولكن إن تركنا شعاره جانباً، فإن البنوك الأوروبية تتمتع بفائض سيولة ورؤوس أموال، حيث صرح ويبر لقناة فوكس الإخبارية في واشنطن، قائلاً لو نظرت إلى الفترة التي سبقت الأزمة، فسوف يتضح لك أنه بالإمكان إدارة بنك عالمي برأس مال مملوك رئيسي 1% إلى 2%، أمّا الآن فقد فاقت معظم البنوك 10%. لقد قلص هذا من فرص انهيار البنوك وسط صدمة الاقتصاد الكلي، ففي الواقع قللت رؤوس الأموال الكبيرة بعض الذعر حول المشاكل العصيبة التي دخل فيها البنك الألماني. وعلى الرغم من ذلك، فإن النقطة الثانية التي أشار إليها ويبر لم تكن مثيرة، فهو يعتقد أنه في حين أن النظام المصرفي يبدو صحياً، فإن الأسواق ليست كذلك، فالقضية هي أن المستثمرين يحتاجون إلى فهم أن الأسواق لم تعد حرة، بسبب التدخلات الشديدة من قبل الحكومة. تحتاج هذه النقطة إلى الإعلان عنها بمكبر صوت، إنها جلية في سوق السندات الحكومية، حيث يحمل البنك المركزي الياباني والأمريكي والسوق الأوروبية الثالث والخامس والعاشر لسندات حكومية محلية بارزة، لقد شوهت مشتريات البنوك المركزية سندات الشركات الأوروبية والأسهم اليابانية مع تمدد آثار ذلك، على العديد من أنواع الأصول الأخرى. إن الأسواق الشائهة أصبحت رهينة للمخاطر السياسية المجهولة على نحو متزايد، فقبل عقد مضى كان المستثمرون يعتقدون أن بإمكانهم تسعير الأصول الغربية من خلال تحليل القيم الكامنة بجداولها البيانية، حيث كان المستثمرون قلقين إزاء المخاطر السياسية في الأسواق الناشئة. وكذلك يحتاج المستثمرون الذين يحملون الأصول الأمريكية واليابانية للتفكير ملياً. إلى أي مدى يمكن للبنوك المركزية تحمل التيسير الكمي؟ هل تقف حكومة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الأعمال التجارية، هل صعود دونالد ترامب والبريكست ينذران بالحمائية؟ معظم المستثمرين تنقصهم الخبرة اللازمة لتحليلات من هذا النوع، لأنهم نجحوا في أعمالهم من خلال طحن الأرقام، وليس من خلال التفكير في العلوم الاجتماعية، إنهم يواجهون الآن عالم مجهول.. لا يمكن التنبؤ بمآلاته.