أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، اللواء الركن حسين عرب، أن الممر المائي لباب المندب الاستراتيجي مؤمن من قبل رجال الجيش والمقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف العربي، رغم المحاولات الفاشلة التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية للسيطرة عليه والتأثير فيه، وفي وقت قتل أكثر من 20 مسلحاً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، بغارات لطيران التحالف العربي في محافظة الجوف، قتل 25 من الميليشيات بمعارك في تعز. وفي التفاصيل، أوضح عرب خلال مشاركته في الندوة العلمية حول «القرصنة البحرية ومخاطرها على الاقتصاد والأمن الإقليمي والدولي»، التي نظمتها جامعة عدن، أن باب المندب يمتلك أهمية محلية ودولية، باعتباره يربط الشرق بالغرب، وتمر منه 50% من شحنات النفط العالمية، إضافة إلى أنه يعتبر من الممرات الاستراتيجية المهمة للتجارة العالمية. وأشار اللواء عرب إلى أن الميليشيات الانقلابية حاولت أن تسيطر وتؤثر في الممر المائي بشتى الطرق، الأمر الذي أدى إلى التسبب في خسائر كبيرة على اليمن، حيث بلغت الخسائر التي تكبدها اليمن خلال العام الواحد أكثر من 350 مليون دولار، بالإضافة إلى ارتفاع تأمينات السفن إلى أكثر من 400%، وخسائر كبيرة للصيادين، وذلك بسبب الأعمال الإرهابية والاعتداءات المستمرة على ممر باب المندب الاستراتيجي. وأكد عرب أن «المحافظات الجنوبية لا تعتبر حاضنة لـ(القاعدة) مثلما يدعون»، وأن «هناك أدلة دامغة سيتم الكشف عنها في حالة عاد القضاة للعمل أمام الرأي العام المحلي والدولي، وسيتم الكشف عمّن يقف وراء هذه الأعمال الإرهابية، التي تعتبر مصدرة ودخيلة على الجنوب، تسيرها قوة إرهابية انقلابية في صنعاء». وقال «إن جميع الشعب اليمني اطلع على المبادرة الأخيرة للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، التي تجاوزت كل المفاهيم والشروط التي قد كنا اتفقنا عليها، والمبادئ الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، خصوصاً قرار 2216، على الرغم من أن المبادرة التي تم الاتفاق عليها في مباحثات الكويت تضم العديد من الثغرات، لكن تم الالتفاف على الاتفاقية من خلال ظهور مبادرة جديدة لا تخدم اليمن والحل السلمي». وأكد عرب أن قيادة الدولة ممثلة في الرئيس والشعب اليمني، رفض تلك المبادرة التي لا تخدم حقوق الشعب اليمني في العودة إلى السلم وممارسة حياته الطبيعية، واستمرار المحاولات في التمسك بالثوابت الوطنية التي تم الاتفاق عليها في البداية لإخراج اليمن من هذه الأزمة. ولفت إلى أن الحكومة تضع آمالاً كبيرة حول أهمية تنفيذ مخرجات الندوة، من خلال وضع خارطة طريق، لتنفيذ الحلول العلمية الصحيحة، التي يجب الاستفادة منها في المستقبل، باعتبار أن البحث العلمي أصبح حجر زاوية في حل الكثير من القضايا الخدمية والتنموية في المجتمع، داعياً الجامعات والكليات ومراكز البحث العلمي إلى وضع دراسات علمية قريبة من الواقع الذي تعيشه البلاد، لإيجاد الحلول المناسبة لمعظم القضايا، بشكل يعطي للسلطة التنفيذية المرونة في اختيار الحلول الأكثر نضجاً منها للمشكلات. من جانبه، أوضح رئيس جامعة عدن، الدكتور الخضر ناصر الصور، أن باب المندب يعتبر من الممرات الاستراتيجية الفريدة في العالم، موضحاً أن الأسباب التي حولت اليمن إلى حالة منتجة للأزمات في الأمن والوضع الاجتماعي، تتمثل في الأعمال التخريبية التي تطال الممرات المائية، وهدفها الكسب المادي، والعمليات الإرهابية التي لها أهداف سياسية، بالإضافة إلى دعم إيران، الذي يشكل العنصر الأخطر في دعمها للقوى الانقلابية بطريقة مباشرة، وذلك لتنفيذ أجندتها السياسية في اليمن. وأشار إلى أن من أهداف الندوة الخروج بمفاتيح وحلول مناسبة للقضايا التي تهم المجتمع كافة، من خلال مشاركة المختصين من موانئ خليج عدن، لطرح خبراتهم العلمية والعملية حول موضوع الندوة، ودور الباحثين الشباب ومنظمات المجتمع المدني. وناقشت الندوة عدداً من المحاور المتمثلة في القرصنة البحرية ومخاطرها على الملاحة الدولية، والتهديدات الإرهابية للمرات البحرية الدولية وباب المندب ومدخلات علمية من قبل المشاركين. ميدانياً، قتل أكثر من 20 مسلحاً من الميليشيات بغارات لطيران التحالف العربي، أمس، في محافظة الجوف. وقال المتحدث باسم المقاومة في المحافظة عبدالله الأشرف، إن غارتين لطيران التحالف استهدفتا طقماً للميليشيات، في منطقة الوادي بمديرية المتون غرب المحافظة، موضحاً أن الغارات استهدفت تعزيزات للميليشيات، كانت في طريقها إلى مواقعهم. وأحبط الجيش والمقاومة الشعبية عملية تسلل للميليشيات بمنطقة مزوية بمديرية المتون. وذكر مصدر عسكري أن الانقلابيين هاجموا بمختلف أنواع الأسلحة مواقع الجيش والمقاومة، الذين تصدوا لهم وأجبروهم على الفرار، موقعين قتلى وجرحى في صفوفهم. وشهدت جبهات نهم، شمال شرق العاصمة صنعاء، معارك عنيفة على مختلف خطوط التماس، وتمكنت مدفعية الجيش والمقاومة من قصف مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة على امتداد المواجهات التي تقترب من نقيل ابن غيلان الاستراتيجي. وأكدت مصادر ميدانية في جبهات نهم تمكن قوات الجيش والمقاومة من استهداف مواقع للميليشيات في مسورة ومحيط المدفون الجنوبي، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في منطقة رمادة، وأخرى على آليات عسكرية كانت تحاول التقدم باتجاه ميسرة الفرضة، وتم تدمير عربة وطقم عسكري، وقتل وإصابة من كانوا على متنهما. وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة في وادي الزغن على طريق صرواح صنعاء، وقامت بقصف مواقع الميليشيات في آل الزايدي وآل طعيمان، كما تقدمت من وادي الكمب باتجاه مناطق في الجدعان بمنطقة المخدرة. وقالت مصادر في المقاومة إن طيران التحالف كان له الدور الكبير في تحقيق تلك الانتصارات، باستهدافه مواقع الميليشيات في ضواحي صرواح غرب مأرب. كما تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للتحالف من التصدي لصاروخ بالستي أطلقته الميليشيات باتجاه مأرب، وهو الثالث خلال اليومين الماضيين، وتم تدميره في الجو. وفي تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تأمين أربعة مواقع محررة في جبهة حيفان، وغنمت آليات عسكرية وذخيرة خلفتها الميليشيات التي فرت من تباب النجدين والممشاج وجبال العبلية وسعيد طه فوق الخزجة. وذكرت مصادر عسكرية تابعة للواء 35 مدرع، التابع للشرعية، أن قوات اللواء تمكنت من تدمير آليات عسكرية للميليشيات، وقتلت 25 عنصراً منها، وجرحت آخرين، بعملياتها في تلك المناطق التي تم تأمينها بالكامل. وفي حجة، ذكر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في ميدي، أن مدفعية التحالف والجيش دمرت عربة تابعة للميليشيات في جنوب شرق مدينة ميدي، وقتلت وأصابت من كانوا على متنها، فضلاً عن تدمير ذخيرة كانت في عربة ثانية على الجبهة ذاتها. وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات النوعية على مواقع الميليشيات في الشريط الساحلي الغربي لليمن، مستهدفة معسكراً لهم في مديرية الخوخة، وآخر في ميناء الحيمة في التحيتا ومنطقة الطائف في الدريهمي، كما استهدفت ميناء المخاء، التابع لمحافظة تعز والواقع على الشريط ذاته الممتد من ميدي شمالاً إلى باب المندب جنوباً. وفي دمت بمحافظة الضالع، تحولت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية التي تتمركز في المنطقة إلى عصابة لصوص، تقوم بسلب سكان دمت والمناطق المجاورة لها حاجاتهم، وتسرق مزارعهم تحت تهديد السلاح، ما تسبب في نشوب حالة من الخوف والهلع لدى أوساط السكان.