لم تعش الرياضة السعودية منذ ان بدأت مثل ما تعيشه الآن من تراجع ووهن واحتقان، هناك من يتساءل (لماذا يحدث هذا الشيء، واين القيادة الرياضية عن اصلاح الوضع، والانتشال من الغرق في بحر الفوضى)، وينسى هؤلاء ان الاوضاع الراهنة والتعاطي السيىء مع كل صغيرة وكبيرة لايمكن ان يفضي إلا الى المزيد من السوء.. لماذا.. لأنه من الطبيعي ان يكون الوسط الرياضي مفلوتا ومن يدعو الى العنصرية ويثير التعصب في مقالاته وبرامجه ورسوماته هو من يقف في الصف الأول ويُكرم ويعتبر نفسه هو الناقد والوكيل والوصي والناصح الأمين، نعم أمر عادي ان يحدث الاحتقان ويصل الى مستوى غير مسبوق وبعض اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد السعودي هم من يقودون التعصب عبر الاعلام وحساباتهم في (تويتر) من دون تتحرك الجمعية المؤتمنة لتعديل الكوارث القائمة او الرحيل. شيء متوقع ان تضيع الطاسة والعقوبات تتفاوت وتصدر حسب الميول والانتماءات والخوف، بديهي جدا ان يصبح الوسط الرياضي مكان تندر وسخرية البعيد والقريب، وبعض اللجان لاتعي خطورة ما ترتكب من اخطاء، هم يجاملون تارة، ويختفون تارة اخرى، ويظهرون العين الحمراء تارة ثالثة، حسب الالوان لا حسب النظام وحجم الخطأ. مدربون واداريون صرحوا مرات عدة وتطاولوا على التحكيم والمنافسين فكان رد اللجان المعنية عليهم بردا وسلاما وكأنها تقول افعلوا ما يحلو لكم، عكس عندما يصرح مدربون او اداريون آخرون، ولاتصل لغتهم الى الاتهامات ومحاولة التشابك مع الحكام، فالعين الحمراء تظهر فجأة والعقوبات جاهزة. لاتسغربوا ان يندثر التطور الرياضي، وتصبح ارضه مجدبة فلا تنبت وبعض اللجان يغردون ويصرحون بميولهم ويناصرون فرقهم من دون مراعاة لحساسية مكانتهم، واهمية الاحتفاظ بذلك لأنفسهم، نعم لاتنتظروا حالًا افضل فمن يفترض ان يقبع في الخلف هو من يجلس الآن في المقدمة، ويدعي قيادته لاستراتيجية تطوير الرياضة، امر متوقع ان تكون كرة القدم تحديدا في اسوأ حالتها مادام ان بعض رؤساء الاندية يخيف المسؤول ويمارس ضده انواعًا من الإساءات ويجعله يفكر مرات عدة قبل ان يتخذ قرارات التصحيح فيكون دوره فقط التزام الصمت وتجنب المواجهة، ما يحدث ليس عملًا ولا رياضة ولا تنافس، هو اشبه بذلك الغارق فبدلا من محاولة انقاذ نفسه يتجه الى الامواج العاتية فتحول بينه وبين النجاة. لاعبون يغيبون عن معسكر المنتخب فيصدر قرار ابعادهم وايقافهم مباشرة بحجة التهرب عن التمثيل وعدم الانضباط، وآخرون يمارسون التصرفات ذاتها ليس مرة واحدة انما اكثر من مرة فيتم غض الطرف عنهم ولايصدر بحقهم اي قرار، ماذا نسمي ذلك.. وهل هناك عدل ومساواة ورعاية لمصالح الجميع ومحاسبتهم ان اخطأوا، وتقدير عملهم ان اصابوا؟.. هذا غير موجود بكل اسف، كان الجهاز الحالي للمنتخب السعودي يهاجم اللجان ويتهمها في صميم امانتها، ويتعدى لفظا على الحكام وادارات المنتخب السابقة قبل ان يقود دفة العمل فيأتي بما أتى به من كان يهاجمهم وينتقدهم ويسجل فشل ذريعا،، اين الحسيب والرقيب، واين الحرص على المصلحة العامة التي يتشدقونها؟. هدد بعض رؤساء اندية في التلفزيون والصحف والمواقع ومختلف وسائل الاعلام انهم سيرتكبون كارثة في الحكم لو خسرت فرقهم، وكلمة كارثة تعني ان هناك ماهو اسوأ من الاعتداء، وقبل ذلك يخرج حكام مطرودون لم يجدوا لهم مكانا في ساحة العدالة فيطالبون الجماهير بالنزول الى الشارع للاحتجاج فيصمت الاعلام واتحاد الكرة وكأنهما يباركان ذلك ويشجعان عليه، ويقولان للمتجاوز (دربك خضر، وافعل ماشئت).. اذاً فلنرض بالامر الواقع ونردد (ما اطولك ياليل الفوضى).