×
محافظة مكة المكرمة

بلاغ باكستاني يطيح بعصابة الأحداث لسرقة سيارات الأجرة

صورة الخبر

كانت جامعة الامام قبل اكثر من عقدين من الزمن تتهم بالانعزالية والانغلاق وتقوقعها على نفسها.. وتجاوز الحديث ابعد من هذا عندما وصمت بمفرخة الفكر والإرهاب نتيجة ان بعضا من المخلين بأمن الوطن والضارين بسمعته ربما كانوا من طلاب الجامعة او المعاهد العلمية بالمملكة وهذا ليس دقيقا.. ولم تقف تلك الاقلام او الالسن عن وصم الجامعة بأنها محتضنة بعض الغوغائيين من المحاضرين والطلبة الدارسين فيها.. وهذا امر طبيعي لرمي الاتهام جزافا لكون الجامعة تخصصت في علوم شرعية ودينية انحسرت في عدد من الكليات كالشريعة وأصول الدين والدعوة والإعلام والخدمة الاجتماعية والمكتبات واللغة الانجليزية والمعهد العالي للقضاء والمعاهد العلمية.. تلك الكليات والمعاهد جعلت من المهاترين وصمها بأبشع الاوصاف متناسين ان تلك الكليات والمعاهد هي التي خرجت العلماء الوسطيين والعقلانيين والأدباء والشعراء والدعاة وسماحة المفتي والمفتين ومديرها الحالي ووكلاءه الذين هم من خريجي الجامعة، الذين عرفنا عنهم الوسطية وفق سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم. من هنا لا ننكر ان الجامعة ومع هذا الوصم غير العادل مر على ادارتها مديرون عدة عملوا وفق قدرة كل واحد منهم في عصرنة التأنيب على الجامعة. وعندما تحولت الجامعة في ظن البعض من الانغلاق التخصصي الى التنويع المتعدد في عدد التخصصات الدراسية من خلال الفكر الاعمق والشمولي الجريء لمدير الجامعة الحالي أ.د. سليمان ابالخيل شنت الاقلام ذاتها التي كانت تنادي بالانفتاح والتنوع حملة على خطط الجامعة الاستراتيجية بعد ادخال الهندسة والحاسوب والتعمق في اللغات الاجنبية من خلال كلية اللغات والترجمة الى ان وصلت الى كلية الطب البشري كحلم يراود قادة هذه البلاد والوزير العنقري ومديرها الشيخ ابا الخيل لتكون الكلية طبية شرعية تأخذ من الاسس نبراسا في عملياتها الطبية كرؤية بعيدة من خلال التخطيط الجوهري العام لقيادة الوطن العليا ولوزارة التعليم العالي المشرعة لكافة الجامعات بالمملكة حكومية او اهلية.. هي ذاتها الوزارة التي هيأت مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث المحمود والذي انظم اليه ابناء وبنات كثير من منتقدي سياسة الجامعة او الوزارة على حد سواء نعم نختلف وربما تتعارك الاقلام لكن اذا كانت وفق المنطق والمعقول والمصداقية الواقعية تخيل حينما يكون المنتقد ممن نعم بخدمات الجامعة وظيفيا او تعليميا له ولشريحة من ابنائة.. كيف نؤمن بسلوكيات هؤلاء.. بل نعاتب الجامعة لاحتوائها مثل هؤلاء العاقين بوطنهم أولاً وبالجامعة ثانياً.. لكنه الحلم سيد الأخلاق. جامعة الامام لها حكايات مع الزمن.. وفي كل عام تزيد جراح الجامعة ليس فقط من البعيدين عنها بل من بعض أبنائها المنتسبين لها ممن نعموا سنوات عدة بخير الجامعة ولازالوا، لكن العقول (كالمكائن) يصيبها عطب ثم يصّلح العطب فيعود ثانية للعطل فيصعب إصلاحه ؟ صاحب القرار في الجامعة تجاوز بها الى الانفتاح الفكري والأخلاقي والوطني الى ما يسمى بتلقيح الفكر بالعالم الخارجي من داخل وخارج المملكة من خلال أنشطة يحضرها طلبة وطالبات وأعضاء هيئة التدريس للزج بهم من مناهل الفكر المزدوج بين عالم ومفكر ليسد ثغرة الانغلاق بالانفتاح المشروع فكريا فعمدت الى تنظيم اوجه القصور في بعض متطلبات الوطن من خلال اشباعها بالبحث والنقاش والمحاضرات المتخصصة وتجهيز التوصيات لنشرها لمن يريد الفائدة العلمية.. فتكالب عليها النقد من اوسع الابواب.. لماذا لان النقد اسهل بكثير من الاطراء المحمود.. لان الناقد بحده يقبل عند البعض من القاصرين فيستميتون لنشر نقده.. اما المطرئ الواقعي فيوصم بالنفاق والتملق وانه وصولي.. وهذا مع الاسف لسان من يدعي النزاهة والوطنية وأحيانا التدين؟ اتمنى ان نكون اكثر نضجا في الحكم على الاشياء قبل تشريحها..وجامعة الامام بمديرها ووكلائها وعمدائها والمنتسبين لها ..هم بشر ضمن سلسلة من ثلاثين جامعة سعودية تعمل بكل قوة لرفعة الوطن تعليمّيا وحضاريا وفكريا..يعلو مسارحها وقاعاتها وزير التعليم العالي أ.د.خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبة أ.د.احمد محمد السيف في كثير من مناسباتها مباركا لأعمالها وفق نظرة بعيدة من قياديي الوطن الغالي .. غدا الثلاثاء ان شاء الله سيحضر الوزير العنقري لمؤتمر الوحدة الوطنية ثوابت وقيم.. وهي اطلالة ومباركة محمودة وشهادة عصر على حكاية الجامعة مع رصد الزمن وعملها المشهود في كل اعمالها.. وحينما تنتقد اجعل الله امام عينيك ولضميرك مكان وللسانك حشمة ولعقيدتك صون في كل شيء (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم ..