الرياض الوئام محمد الحريـبــي : تحدث الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا بإسهاب عن بطولة كأس العالم تحت (20) سنة 1989م والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية وتحديداً في العاصمة الرياض وتوج بلقبها المنتخب البرتغالي وشهدت تلك البطولة ولادة جيل ذهبي للكرة البرتغالية لايمكن أن ينسى وجاء في التقرير: قليل من البرتغاليين من لا يتذكرون يوم 3 مارس/آذار 1989، رغم مرور ربع قرن على هذا التاريخ. ويرجع ذلك لاعتبارات عدة. فقد شهدت كأس العالم تحت 20 سنة التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض ولادة جيل جديد في كرة القدم البرتغالية. جيل حوّل الأحلام إلى حقيقية ونال بجدارة واستحقاق تحت قيادة المدرب كارلوس كيروش والعميد توزي اللقب العالمي. شدّت الكتيبة البرتغالية لأقل من 20 سنة الرحال صوب الأراضي السعودية لخوض غمار كأس العالم تحت 20 سنة 1989 السعودية FIFA بدون أن تحظى بالإهتمام الدولي، لكن العودة كانت ملحمية. فكانت العبرة بالخواتم، وفازت البرتغال باللقب العالمي، بعد أن قطعت أشواطا مثيرة وتفوقت على المنتخبات الكبيرة في المنافسة ـ فازت على نيجيريا في مناسبتين، منها واحدة في المباراة النهائية، وعلى البرازيل في المربع الذهبي ـ وتلقت شباكها ثلاثة أهداف فقط في ست مباريات. وفي ذكرى احتفال البرتغاليين بذهبية اللقب العالمي في النسخة التي احتضنتها البرتغال سنة 1991، تحدث موقع FIFA.com إلى قائد الأوركسترا البرتغالية في تلك الحقبة كارلوس كيروش والعميد توزي. هوية جديدة ليس من الاعتباط اعتبار كارلوس كيروش الأب المؤسس للجيل الذهبي لكرة القدم البرتغالية، وهو من صنع نجوم كبار اكتسحوا الملاعب لسنوات طويلة من أمثال جواو فييرا بينتو وباولو سوزا وروي كوستا ولويس فيجو، من بين آخرين. إنه المدرب الحالي للمنتخب الإيراني الذي كان له الفضل في فوز البرتغال بنسختين متتاليتين لكأس العالم تحت 20 سنة. يتذكر المدرب المخضرم في مقابلة مع موقع FIFA.com :كانت حقبة ذهبية بكل المقاييس. لقد قمنا بعمل بنّاء أثمر في ما بعد نجوما كبار على الصعيد العالمي. أسّس عمل الإتحاد البرتغالي في تلك الفترة ثقافة بقاء ووجود لكرة القدم البرتغالية. ومازالت هذه الهوية تجري في روح منتخب لاس كيناس بكل فئاته. وعلى الرغم من أن بعض اللاعبين الذين توجوا باللقب العالمي في الرياض لم يجدوا درب النجومية، إلا أنهم كتبوا أسماءهم من ذهب في التاريخ. إحساس غريب، لكنه جيد كذلك الشأن بالنسبة لقائد الكتيبة البرتغالية في ملحمة 1989، والذي مازال يمارس كرة القدم في الدوريات المحلية في بورتو، والذي على الرغم من غيابه اسمه عن كتاب النجوم العالميين البارزين، إلا أنه سيظل خالدا. ويؤكد لاعب وسط الميدان، الذي حظي بشرف رفع الكأس العالمية من يدي الملك السعودي وإلى جانبه الرئيس السابق لـFIFA، جواو هافالونش:إنه حدث سيسجله التاريخ إلى الأبد. على الرغم من مرور ربع قرن على تتويجنا في الرياض باللقب العالمي، مازال من الصعب علينا وصف إحساسنا. 25 سنة مرت، وأتذكر الحدث كما لو كان اليوم: أعتقد أنه بالنسبة للاعبين الذين لم يبلغوا الأوج العالمي كحالتي، يعتبر هذا اللقب شيئا مهما. سيتذكرنا العالم بأسره إلى الأبد بهذا اللقب. بكل صراحة، لا أتذكر إحساسي في تلك اللحظة. كنت أعي أنني حققت إنجازا استثنائيا، والذي لم يكن باستطاعة الجميع تحقيقه. لم نكن معتادين على الفوز. كان إحساسا غريبا، لكنه شعور طيب. لم تقتصر ذكريات مغامرة البرتغال في المملكة العربية السعودية في محيط المستطيل الأخضر. ويتذكر توزي، بعد ربع قرن على الحدث، لحظات مميزة، من بينها الهزيمة الوحيدة للبرتغال في تلك المنافسة، وكانت في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات وبثلاثة أهداف نظيفة أمام المستضيف المملكة العربية السعودية. البرتغالي الآخر يبتسم لاعب وسط الميدان قبل أن يتذكر شخصا سيظل عالقا في ذهنه دائما: حظينا بيوم راحة قبل خوض تلك المواجهة. عندما استفقنا، لمحنا سحابة في الهواء، لقد كانت عاصفة رملية، وأعتقد أن ذلك عرقل قليلا من قدرتنا على النظر داخل الملعب (يضحك) إنه مبرر جيد لهزيمتنا. ويقول في هذا الصدد: كان مرشدنا شخصا مميزا. فبالإضافة لإنقادنا من مشكل مع الشرطة في يوم عطلتنا، لأننا كنا نلتقط صورا أمام مبنى ديني، ولم نكن نعلم بأنه كان ممنوعا القيام بذلك، وقد ساعدنا إلى نهاية المشوار. ويختم كلامه :عندما حملت الكأس ونزلت لأرضية الملعب، كان هو موجودا هناك يحتفل كما لو كان برتغاليا. ورافقنا في العودة إلى الملعب وحمل الكأس ونزع قميصه. لقد كان واحدا منا. وعلى أي حال، سيظل مرشد المنتخب البرتغالي في المملكة العربية السعودية واحدا من الذين لن ينسوا أبدا تاريخ 3 مارس/آذار 1989. تاريخ ولادة الجيل الذهبي لكرة القدم البرتغالية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الفيفا: البرتغاليون لن ينسوا ولادة جيلهم الذهبي في السعودية