مفهوم الانتخابات ببساطة انتخبك لتحقق تطلعاتي، وإبراهام لينكون كان شابا يافعا متواضع الإمكانيات عندما تقدم للرئاسة الأمريكية في عام1860، واستطاع من خلال برنامج انتخابي تركزعلى نبذ العنصرية كاستجابة لتطلعات السواد الأعظم آنذاك الوصول إلى سدة الحكم في بلاد العم سام، إلا أنه كما روي في الفلم الأخير لم يكن مثاليا كما أشيع عندما ترشح للرئاسة وإنما استخدم بعض الأساليب الملتوية حتى أصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي عندما نستمع لتجاوزات كلينتون وخزعبلات ترامب ونحن على بعد أيام عن حسم الانتخابات الأمريكية التي امتدت لعامين لا نستغرب، فالثاني لم يقدم أي برنامج انتخابي ورغم ذلك ينافس كلينتون بقوة وهي التي تحفل مسيرتها بالتجاوزات وآخرها فضيحة البريد الإلكتروني. وعلى ما يبدو أن ذلك هو النهج الانتخابي في وقتنا الراهن، فنحن لم نسمع عن البرامج الانتخابية للمترشحين لانتخابات هيئة الصحفيين التي أصلا لم يكن لها أي مردود ملموس على الصحفيين كونها رميت في أحضان قيادات صحفية كان من المفترض أن تكون الهيئة خصما لهم دعما للصحفيين، وبالتالي لايمكن أن نأمل من هيئة الصحفيين أن تصل بنا إلى مستوى تطلعات الزملاء في مهنة المتاعب. أما انتخابات اتحاد الكرة فهي مبهمة المعالم، وكل ما نعرفه إنه سوف يفتح باب الترشح الرسمي لمنصب رئيس ونائب وأعضاء المجلس اليوم تحديدا، أي قبل أيام فقط من حسم الانتخابات، وهي مدة غير كافية إطلاقا ولا تتيح للناخبين فرصة تقييم برامج المترشحين والانتقاء من بينهم، علما بأن من تداولت الصحف أخبار ترشحهم أقل بكثير من أن يحققوا تطلعات الشارع الرياضي، لاسيما أن اتحاد عيد للإنصاف اثبت في النهاية إنه كان يسير في الطريق الصواب رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له، وفي ظل كل هذه المعطيات من الصعب أن نأمل بأن تقدم لنا الانتخابات مجلساً فاعلاً يحقق لنا قفزة نوعية في مسيرتنا الكروية. التحكيم يقسو على الاتحاد هي قصة لها أول وليس لها آخر، كوارث تحكيمية مورست وحيكت ضد العميد عبر التاريخ، بدءاً بقايا وكيال وكعكي ومرورا بالدهمش وأبوزندة والمهنا ووصولا إلى السلطان وزميله الشلوي، وللأسف حتى المرداسي الذي كنت أعده أفضل حكم لدينا انضم إلى قافلة الحكام المناهضين للاتحاد، ومن هذا المنطلق فعلى إدارة الاتحاد أن ترفع صوتها حتى يسمع بعيدا عن مثالية مدح الحكم رغم أخطائه ضد الفريق مع تهيئة عناصر الفريق إلا أنهم يلعبوا ضد الخصم والحكم والاستعانة بالحكام الأجانب في المباريات الحاسمة.