اكتشف العلماء للمرة الأولى من خلال التجارب على نوع من أنواع القردة، أن البكتيريا المعروفة بـالبكتيريا العقدية المجموعة B توظف أحد السموم للهروب من أجهزة الدفاع الأولى بجهاز المناعة بالمشيمة لدى المرأة الحامل لتصل العدوى سريعاً للتجويف الذي يحيط بالجنين ومن ثم الجنين. البكتيريا العقدية المجموعة B هي ميكروب شائع بالجهاز التناسلي لدى 20% من النساء، وأثناء فترة الحمل تستطيع هذه البكتيريا الانتقال لتصل إلى الجنين ما يؤدي إلى ولادته ميتاً أو الولادة المبكرة ما يؤثر أيضاً في حصة الجنين، وعندما يتعرض الطفل حديث الولادة إلى حالة تعفن الدم فبالتأكيد أنه قد التقط العدوى بتلك البكتيريا من داخل الرحم. وضع الباحثون من معهد أبحاث الطفل في سياتل، جدولاً زمنياً لانتقال تلك البكتيريا إلى داخل تجويف الرحم الذي يوجد به الجنين وألقوا الضوء على الآلية التي تقوم بها لاختراق دفاعات المشيمة التي من شأنها حماية الجنين من العدوى، وبمراقبتهم لسرعة البكتيريا لدى أنثى قرد المكاك توفرت معلومات جديدة يمكن أن تساعد على تطوير تدخل علاجي كاللقاح، وهو بحث قام بناء على نتائج بحث سابق أجري عام 2013 والذي اكتشف كيف أن البكتيريا من ذلك النوع تقضي على خلايا الدم الحمراء وهو أمر أتعب اكتشافه علماء الأحياء الدقيقة، فقد وجد أن الصبغة المكونة من الدهون والتي توجد بجدار تلك الخلية البكتيرية هي ذاتها مسبب قوي لحالة تسمم الدم. وأظهرت الدراسة الحديثة أن الصبغة تمكن البكتيريا من التغلب على دفاع جهاز المناعة بالمشيمة في وقت وجيز متسببة في الولادة المبكرة أو انتقال العدوى للجنين وقد كانت فترة الانتقال التي رصدتها الدراسة أقل من ساعة فعندما تقترب البكتيريا من المشيمة فإنها تدخل سريعاً إلى داخل التجويف الذي يوجد به الجنين والاستجابة الأولية والحاسمة التي يقوم بها جهاز المناعة في تلك المنطقة من الجسم تجاه البكتيريا تأتي من خلايا الدم البيضاء المتعادلة والمعروفة بـالعدلات ومهمتها هي القضاء على الكائنات الدخيلة على الجسم وحتى بعد ضعف تلك الخلايا وقرب موتها فإنها تقوم بنصب شراك تمنع انتشار المزيد من البكتيريا والتي تحاول بواسطة الصبغة الموجودة على جدارها القضاء على العدلات لتتمكن من الهروب من شراكها. يرى الباحثون أن تلك النتائج مهمة لأنها تقترح أن اللقاح يجب أن يستهدف تلك السموم بدلاً عن حث الجسم على إنتاج المزيد من العدلات، ما من شأنه أن يقلل من المضاعفات التي تحدث للمرأة الحامل.