عبد العزيز السويد تحدد لك الخريطة الإرشادية موقعك، «أنت هنا» بإشارة خاصة ملونة، حينما تعرف موقعك يمكنك معرفة أين الاتجاه الصحيح للهدف، يختصر هذا عليك الجهد والوقت. هل يعرف المسؤول لدينا موقع الجهاز الذي يديره في خريطة الخدمات تقدماً أم تراجعاً؟ سبب طرح السؤال هو تصريح وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الذي قال فيه: «إن الصحة وإن كانت على الطريق الصحيح، إلا أنها تحتاج إلى الوقت، وعلى الأقل الأعوام الخمسة المقبلة»، وفي بداية التصريح أشار إلى أن أمام الوزارة عوائق تحتاج لتخطيها إلى عشرات الأعوام، وليس عاماً أو اثنين. من عشرات الأعوام إلى خمسة أعوام مقبلة فيها خفض لافت. أما مسألة الطريق أو الاتجاه الصحيح ففيها نظر، يعرف الطريق الصحيح بمحطات وعلامات، مبشرات، لم نر أو نلمس محطة منها في تقدم خدمات الصحة العلاجية، أتذكر وقبل أعوام وفي عهد الوزير السابق سمعت من مسؤول رفيع في وزارة الصحة شيئاً من هذا التفاؤل، كانت الإشارة التفاؤلية تلك ترمي إلى التخفيف من «استعجال» النتائج من قبل الإعلام والكتّاب، وبعد أعوام لم يتغيّر شيء يذكر. هل يمكن لوزارة الصحة أن تطرح على نفسها السؤال أين هي بالضبط من خريطة حاجات المواطن؟ وإلى متى يتم دفعه دفعاً إلى البحث عن الخدمة، إما بالتسول المنتهي بفقدان ماء الوجه وطلب الواسطات، أو بالدفع للقطاع الخاص إذا تمكن المريض من ذلك؟ من تصريح الوكيل واضح أن الوزارة لا تعرف أين موقعها بالضبط؟ تعتقد أنها هنا، وهي هناك بعيداً من خريطة حاجات المواطنين، بعيداً من الوفاء بخدمة المرضى، وللاتجاه الصحيح العام شواهد وعلامات لا تخفى على العامة، لم نر منها علامة واحدة.