أسامة صفار/ الأناضول أنهي القضاء السعودي فصلاً جديدًا من الصراعات والاتهامات بـ"الكفر"، الممتدة لنحو 20 عاماً، بين الممثل الكوميدي ناصر القصبي والتيار المحافظ في السعودية. وقضت محكمة بالمملكة، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحبس سعيد بن فروة، خطيب مسجد بمنطقة عسير، ( 45 يومًا) على خلفية "سبه للقصبي واتهامه بالكفر". وأصدرت المحكمة الجزائية في السعودية حكماً ابتدائيًا يقضي بالسجن، لمدة 45 يومًا متتالية، على خطيب جمعة في إحدى محافظات منطقة عسير، تعزيراً له على اتهامه الممثل المعروف ناصر القصبي بـ"الكفر والدياثة" في إحدى خطبه. وألقى بن فروة خطبة جمعة، جرى تداولها قبل عام ونصف العام، وصف خلالها القصبي بكلمة "كافر" و"ديوث"، عقب عرض إحدى حلقات مسلسل "سيلفي"، التي ظهر فيها القصبي، بثياب قصيرة منتقداً من يقوم بتكسير الآلات الموسيقية. كما قام خطيب المسجد بلعن الفنان الكوميدي، في خطبته ووصفه بـ"الزندقة" إضافة الى تكفير القنوات الناقلة للمسلسل، غير أن الخطيب لاحقاً تراجع على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن التكفير وقامت وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة بالتحقيق. ويواجه القصبي، منذ قرابة عقدين من الزمن، حملة عنيفة أبرز سماتها "التكفير والرمي بالنفاق والاستهزاء بالقيم والثوابت". ففي عام 2000 ميلادي / 1421 هجري، حرمت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، التابعة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في السعودية، مشاهدة مسلسل "طاش ما طاش". وجاء في نص الفتوى بأنه "نظراً لكثرة التشكيات والاستفتاءات على مدى 6 سنوات متواليات من عام 1416 إلى عام 1421 بشأن مسلسل (طاش ما طاش) لما فيه من مخالفات للشرع المطهر والقيم والآداب .. تحرم مشاهدة هذه المسلسلات والجلوس أمامها لما فيها من المنكرات وتعدي حدود الله". ورأى التيار المضاد للقصبي، ورفيقه آنذاك الفنان السعودي عبد الله السدحان، بأنه استطاع "إضفاء طابع الرسمية" على الخلاف معهما، نظرا لنجاح المسلسل وازدياد عدد متابعيه رغم صدور الفتوى. ووفق نقاد خليجيين يُعد القصبي أول ممثل خليجي يوظف الكوميديا في تعرية فكر "داعش"، وفق سياق درامي تناول هذا الفكر من خلال عرضه وكشفه على حقيقته. ونجح القصبي، بصحبة الكاتب خلف الحربي في حلقة "بيضة الشيطان" في الجزء الأول من مسلسل "سيلفي"، في انتزاع التصفيق والتهليل من مختلف أطياف المجتمع. وأثارت هذه الحلقة جدلاً، من قبل بعض المحسوبين على فكر "داعش"، ووصل بهم الأمر إلى تهديد القصبي بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأت أحداث الجزء الثاني من حلقة "الخليفة" بمسلسل "سيلفي"، التي أثارت الأزمة، بلقاء بين خليفة داعش ويدعى صويلح وشخص أمريكي، سماه بالعلج، والذي دعاه إلى تعاون بينهم وبين التنظيم، وإلا فالتنظيم سوف ينتهي، وهم يذهبون إلى مكان غير معلوم. وتتلخص الحلقة في قرار "الخليفة "بغزو بلدة "الضبيعة"، وهي أحد مراكز محافظة الخرج جنوب الرياض، وعند سؤاله عن سبب الغزو، ولماذا بلدة الضبيعة، أجاب أن من يسكنها كفار، وأنهم خطر على الإسلام، وأن لديها نفطاً، والدولة تحتاج إلى أموال، من أجل نشر الإسلام في كل مكان. كما تناولت الحلقة قضية السبايا، وكيف أن النساء أصبحن كالسلع، يتم بيعهن وتبديلهن، وهذا أمر انتشر في عدد من المقاطع التي نشرت على شبكة الإنترنت، لأفراد من التنظيم وهم يجلسون في مكان لتوزيع السبايا. وظهر "الخليفة" صويلح، وهو يخطب في مجموعة من الأطفال ووصفهم بـ "أطفال اليوم، شهداء الغد"، وأنهم ظهروا من بطون أمهاتهم وهم يبحثون عن الأحزمة الناسفة، ليقطع خطبته بعد وصول خبر أن شخصاً آخر من التنظيم عين نفسه خليفة لبلدة الضبيعة، ليتوعدهم بشن الحرب عليهم. وفي نهاية الحلقة يذهب مجموعة من التنظيم للحرب على المنشقين في بلدة الضبيعة، ليجد الأمريكي الذي قابله "الخليفة" صويلح مسبقاً مع المنشقين في بلدة الضبيعة، وهذا وصف لحال التنظيم الذي يبحث عن تأسيس كيان ودولة، ولا يبحث عن جهاد أو نصرة مظلومين من المسلمين كما يزعمون، بل إنه تنظيم يدار من قبل دول وينفذ أوامرها. ولد القصبي في الرياض، ودرس في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود، وبدأ مشواره الفني خلال المسرح الجامعي، وبداية ظهوره الحقيقي كان في مسرحية "التائه "الذي قام هو والفنان راشد الشمراني ببطولتها وأخرجها رشدي سلام. واشتهر كثيراً بمسلسله الكوميدي "طاش ما طاش" الذي قدم منه 18 جزءًا بداية من 1993 ويعتبر من أشهر المسلسلات الكوميدية في الخليج والوطن العربي بمشاركة الفنان عبد الله السدحان. وتم تكريم القصبي عام 2005 من قبل مجلة "Newsweek" الأمريكية، بطبعتها العربية، حيث اختارت هيئة التحرير بالمجلة النجمين السدحان والقصبي ضمن أفضل 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.