2016/11/03 انتهت جلسة مجلس النواب اللبناني، الإثنين، بانتخاب ميشال عون رئيساً جديداً للبلاد، بعد شغور كرسي الرئاسة في مايو/أيار 2014 دون أن تتمكن القوى السياسية من الاتفاق على خلفية له بسبب الانقسامات الحادة سياسياً وطائفياً. وشهد البرلمان اللبناني ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية، إذ كرر رئيس البرلمان للمرة الثالثة دورة التصويت الثانية بعد عدم تطابق عدد أوراق الاقتراع مع عدد المقترعين. وفاز عون في الدورة الثانية للتصويت التي كُررت ثلاث مرات، ب83 صوتاً، في حين كان هناك 36 ورقة بيضاء وسبعة أصوات لاغية وصوت واحد لستريدا طوق. وكانت الدورة الأولى قد شهدت حصول المرشح ميشال عون على 83 صوتاً مقابل 6 أصوات لاغية و36 ورقة بيضاء، وكانت الحصيلة غير كافية له للفوز بغالبية الثلثين من الدورة الأولى ما اضطر المجلس للتوجه إلى دورة ثانية يمكنه أن يفوز فيها بغالبية الأصوات. ويُعتبر عون الرئيس رقم 13 للبنان، ويعود إلى قصر بعبدا الرئاسي بعد 26 عاماً على تركه له بعدما اتخذه مقراً له إثر تعيينه على رأس حكومة عسكرية خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1988، في تجربة انتهت بتدخل عسكري مدعوم من الجيش السوري عام 1990. وكانت حظوظ عون قد ارتفعت بشكل كبير بعد اختراق سياسي قاده رئيس الوزراء الأسبق، سعدالدين الحريري، الذي أعلن مع تياره تأييد ترشيح عون والتراجع عن دعم منافسه سليمان فرنجيه، بهدف إنهاء حالة الفراغ السياسي، وسط حديث عن تسوية أوسع تطال أيضاً منصب رئاسة الحكومة. لكن رئيس مجلس النواب، نبيه بري عارض الصفقة التي أوصلت عون إلى قصر بعبدا وقال إنه لا يريد أن يقال إنه عطل انتخاب الرئيس، وذكر في تصريحات صحافية أنه سينتظر ليرى ما يحدث بعد وصول عون للرئاسة. وسيكون أمام عون جملة من الملفات، على رأسها تشكيل حكومة جديدة تدفع باتجاه إعادة تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد وإطلاق العمل في مرافق تأثرت كثيراً بفترة الجمود السابقة. كما سيكون عليه أن يواجه قضايا إقليمية ودولية على رأسها إعادة ترتيب علاقات لبنان مع دول الخليج إلى جانب ملف التدخل العسكري الواسع لحزب الله في الحرب السورية. ويعتقد على نطاق واسع أن التحدي الكبير الذى سيواجهه عون هو مدى قدرته على العمل بدون إملاءات حليفه السابق حزب الله والالتزام بأجندة وطنية تراعي مصالح لبنان وتحافظ على هويته وهو ما أكده في خطاب القسم بعد انتخابه. وسيبدأ الرئيس عون مهمة بتشكيل حكومة جديدة تنتظرها مشكلات اقتصادية وسياسية كبيرة. وبينما رحبت دول العالم بالرئيس الجديد رحبت الولايات المتحدة بفتور، بانتخاب ميشال عون وفي بيان شديد الحذر، ووجه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي عبر انتقاد شديد للدعم الذي يقدمه حزب الله للرئيس اللبناني الجديد. وقال «نحن مدركون للدعم الذي تلقاه من حزب الله الذي هو منظمة إرهابية أجنبية. ليس الأمر كما لو أننا كنا غير مدركين، ونحن نبقى بالطبع قلقين جداً إزاء ما يقوم به حزب الله في المنطقة لكننا سنحكم على الرئيس بناء على القرارات والإجراءات التي سيتخذها في تشكيل وتوجيه الحكومة اللبنانية».