..كان حدساً ملتهباً.. اكتسح وجداني أن الهلال سيبتلع الاتحاد في قمة الرياض الماضية.. لم أجد من المعطيات التقنية والتكتيكية ولا من الأرقام والمستنتجات على الورق ما يؤشر إلى غير ذلك.. لكن هذا الحدس المسعور اصطدم بسعير الصدمة.. عندما تحول الاتحاد إلى الحداد الذي يقوم سيف وغمد وسندان الهلال.. ..وكان لا بد من البحث عن أسباب الانتكاسة الزرقاء.. البحث ضمن الأساسيات الثلاثة.. الجهاز الفني.. اللاعبون.. الإدارة.. وعن من يستحق أولوية المساءلة.. ولم تبدو واضحة أية مسؤولية تستحق المساءلة والأولوية ترتيباً.. ولكن تحملت جميعها شكل وعمق هذه السقطة المريعة.. كيف..؟ 1 - كيف يتحمل المدرب - دياز - كامل المسؤولية وعمره لم يتعد مع الفريق عشر دقائق.. لكنه مع ذلك وضمن ترتيب الأوراق التنظيمية للتشكيلة والشاكلة يتحمل وضع محور واحد هو عبد المالك الخيبري لأن الرويلي فنان ويستحيل بكل المقاييس أن يلعب دور المحور.. واعتمد في الوسط ورقتين متدفقتين هجومياً بين نواف العابد وإدواردو.. وتوفت إلى رحمة الله ورقة إلفيس كجناح أيسر لم يرفع فاعلاً ولم ينصب مفعولاً.. وكان المقاتل ناصر الشمراني وحده يحرك حسب الفضاءات الضيقة المتاحة بعض تهديداته الحقيقية.. فعلاً لقد طرح دياز تشكيلة هشة جداً.. وشاكلة مرتبكة يستحيل أن ترقى لطموحات أكبر.. 2 - وكان بالتابعة أن يتحمل اللاعبون عبء العطاء.. وتصوروا معي أن الخيبري والرويلي كانا مرتبكين وتسرق الكرة من بين أقدامهما بينما كان العكس هو المفروض.. كان نواف على الرغم من كل اجتهاداته المهارية يفتقد الكرة.. كان إلفيس يعجن الكرات عجناً في اليسار وألح على التسديد للمرمى لكن كراته كلها إما تردها ظهور دفاع الاتحاد أو تبحث عن فضاء العصافير.. ولا أحد كان يعرف بالضبط ماذا كان يفعل إلفيس في تموضعه.. حتى خطورة رفعات كراته المتوقفة ذابت وماتت قبل أن تصل.. ولقد تحول الشوط الثاني عند لاعبي الهلال إلى جبل من التحرك واللاتحرك.. إلى أخطاء مبتدئة في التمرير والافتكاك حتى تحسبهم لا يرغبون في تكملة المباراة.. أو هم في حاجة أخرى لتحريك تحدياتهم ولتفرز بعض القتالية المطلوبة في لقاء اسمه الكلاسيكو بكل تخمته الاستفزازية. 3 - ونجد رجال القرار في الإدارة الهلالية لا يزمجرون.. مستسلمون.. ينتظرون من اللاعبين أن يحركوا عصاهم السحرية ليقلبوا المآسي الفنية إلى أمطار تفاؤل.. وحتى عندما استغاث هذا الوضع المزري بإخراج إلفيس وبعده الاعتماد على سالم.. زاد الطين بلة.. وأصبح يتجول ويبدو أنه يريد مغادرة الهلال لفريق آخر يزيده أكياساً أخرى من المال.. من حقه ذلك.. وأعتقد أن الحكمة تؤكد أن سالم وبما أنه تراجع في عطائه كثيراً وطويلاً يستحق الرحيل.. ..حالياً هل الهلال أقوى ناد في دوري جميل.. اعتذر فقد أصبح من الخطأ طرح السؤال..