×
محافظة المنطقة الشرقية

حرفيات يتربعن على منصات التسويق الإلكتروني

صورة الخبر

فيما تؤكد وزارة الزراعة القبض على المحتطبين المخالفين بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وتوقيع غرامات مالية كبيرة تصل إلى 50 ألف ريال. ومع اقتراب دخول الشتاء تتزايد ظاهرة الاحتطاب في غابات وأودية نجران، من قبل المواطنين والمقيمين، دون الاكتراث بنتائج تلك التجاوزات وعواقبها الوخيمة، التي تهدد غابات ومتنزهات المنطقة، وتؤثر سلبا في البيئة وتضر بمكوناتها، وتحدث خللاً بالغطاء النباتي. وأوضح لـ"الاقتصادية" المهندس محمد الشهري مدير عام الادارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة نجران أن هناك عددا من الإجراءات المشددة للحفاظ على أشجار وشجيرات الغابات والمراعي من الاحتطاب الجائر في المنطقة، مؤكدا وجود لجنة رقابية بالتعاون مع إمارة المنطقة والجهات المختصة تهدف إلى ضبط مخالفات الاحتطاب، وملاحقة من يقوم بنقل أو من تفحيم الحطب بغرض الاتجار وذلك لأهمية المحافظة على الغطاء النباتي من التعديات. وقال الشهري إن هناك تسع دوريات تابعة لشركة متخصصة في الحراسات موزعة على المواقع في المنطقة لمراقبة الغابات والقبض على المخالفين بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة. وبين أن الوزارة في جميع المناطق ثبتت لوحات إرشادية في مواقع الأسواق وعلى الطرقات وفي مواقع الغابات والمنتزهات في منطقة نجران والمحافظات التابعة لها بهدف توعية المواطنين وتحذيرهم من قطع الأشجار والمخالفات التي يتم تطبيقها على كل مخالف. وعن الأسواق وكيفية رصد المخالفات ذكر أنه تتم مباشرتها من قبل مندوب معتمد من زراعة نجران ومندوب من أمانة المنطقة لعمل جولات دورية على أسواق الحطب والفحم لرصد المخالفين، مبينا أن الغرامة تصل إلى 10 آلاف ريال للطن مع التصرف فيما يتم ضبطه، وبيعه في مزاد علني وإيداع قيمته إلى صندوق الدولة، بخلاف تضمن الغرامة مخالفات تصل إلى خمسة آلاف ريال عن كل شجرة من أشجار الغابات مع تضاعفها في حال التكرار بحد أعلى يصل إلى 50 ألف ريال، مشيرا إلى أنه تمت مصادرة 20 سيارة حطب وبيعها في مزاد علني في العام الماضي. وبدوره أوضح المواطن سالم بالحارث أن الاحتطاب في وقتنا الحالي أصبح ليس ضروريا كما في السابق وذلك لتوافر وسائل التدفئة الحديثة وبأسعار مناسبة للجميع دون إلحاق الضرر بمستخدميها، ولا سيما أن استخدام الحطب يشكل خطرا في ظل عدم وجود إجراءات السلامة داخل المنزل. وأشار إلى أن البعض يفضل استخدام الحطب على الرغم من ارتفاع أسعاره التي تصل قيمة حمولة المركبة "الحوض" منه إلى 2000 ريال ، إضافة إلى إلحاقه الضرر بالغطاء النباتي الذي عانى كثيرا من التوسع العمراني خلال السنوات العشر الماضية، لافتا إلى أنه على الرغم من أن الاحتطاب يستخدم في فترات وجيزة، إلا أنه يتسبب في التصحر واختلال في التوازن البيئي. وأضاف عبدالعزيز العقيل عضو جمعية "آفاق خضراء"، أن الاحتطاب له آداب واشتراطات يجب على ممارسيها الالتزام بها، حيث ‏فيما سبق عندما كان الحطب مادة أساسية في الطبخ والتدفئة والصناعة لا يتعرض المحتطب للأجزاء الخضراء من الشجرة بل يأخذ ما جف منها، وذلك لعلمه بأهمية ذلك في دورة حياة الأشجار. وبين أنه في الوقت الحالي تغير الهدف من الاحتطاب فبعد أن كان استخدام الحطب لحاجات أساسية أصبح لإحياء تراث جميل وتطبيقا لعادات الأهل والأجداد، و‏لم يعد الإنبات الطبيعي قادرًا على تعويض ما يتم قطعه لغرض الاحتطاب أو التمدد العمراني والتنمية الحضرية. ودعا العقيل بعض من المهتمين بالغطاء النباتي إلى ضرورة إقرار استراتيجية تنظم عملية قطع الأشجار لحماية البيئة من التصحر بسبب الاحتطاب الجائر، حيث يجب أن تشمل هذه الاستراتيجية إنشاء مزارع للأشجار الخشبية باستغلال مياه الصرف المعالجة حلا لجزء من المشكلة، والحماية واستزراع الأشجار المحلية كل نوع في بيئته باستغلال طريقة "حصاد الأمطار". وأكد ضرورة استيراد الحطب من دول يحكم الاحتطاب لديهم نظام يقنن الاحتطاب حتى لا تنقل مشكلة التصحر من مكان إلى آخر، مشددا على ضرورة الحفاظ على الأشجار واتباع نظام خاص للمراعي والغابات وإيجاد جهة مستقلة تطبق هذا النظام مختتما حديثه بأن الأشجار ضرورة وليست ترفا. "الاقتصادية" رصدت في أحد الأسواق بعض المركبات التي تبيع الحطب حيث ذكر أحدهم أن الطلب يتزايد في هذه الأيام مع قرب فصل الشتاء حيث تصل قيمة حملة المركبة الحوض للحطب الطلحة 2000 ريـال والذي يعتبر المرغوب لدى الجميع لجودته فيما تصل قيمة السمر إلى 900 ريـال للحملة.