بيروت - مارلين خليفة كلّف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون رئيس تيار المستقبل ذي الأكثرية النيابية (33 نائبا) سعد الحريري تشكيل الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الذي ابتدأ فعليا في 31 أكتوبر الفائت. ونال الحريري بعد استشارات نيابية دامت يومين أكثرية نيابية من 112 صوتا استثنيت منها كتلة حزب الله النيابية، في حين سمّى رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وكتلته الرئيس الحريري اتفاقا مع الشعار الذي رفعه سابقا أنا مع الحريري ظالما أو مظلوما. وفور انتهاء الاستشارات النيابية استدعى عون الحريري وكلّفه تشكيل الحكومة، وألقى الحريري خطابا بالمناسبة قال فيه شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتكليفي تشكيل الحكومة، وقد قبلت هذا التكليف شاكرا لفخامته ثقته وثقة الزملاء النواب الذين شرفوني بتسميتي لهذه المهمة الوطنية التي أنطلق فيها منفتحا على جميع الكتل النيابية، بما فيها تلك التي امتنعت عن تسميتي عملا بدستورنا وقيمنا الديمقراطية. أضاف إنه عهد جديد وأملي كبير في هذه اللحظة الإيجابية التي تضع حدّا لمعاناة الوطن والمواطنين طيلة عامين ونصف من الشغور والشلل والجمود، في تشكيل الحكومة سريعا، لتعمل على إنجاز قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل وتشرف على إنجاز الانتخابات النيابية في موعدها، وأملي في تشكيل حكومة تواكب انطلاق العهد وتمكننا جميعا من شبك أيدينا لمعالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية والبيئية والأمنية والسياسية التي يعاني منها اللبنانيون. وختم الحريري حقّ اللبنانيين علينا أن نشرع سريعا في العمل لنحمي وطننا من النيران المشتعلة من حوله ونحصن مناعته في وجه الإرهاب ونوفر له مستلزمات مواجهة أعباء النزوح، ونعيد الأمل والثقة إلى شبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل، ونعيد ثقة العرب والعالم بلبنان ورسالته ومؤسساته واقتصاده وسياحته والاستثمار فيه. تأليف الحكومة ويخضع تأليف الحكومة اللبنانية إلى توازنات دقيقة أبرزها المناصفة وتوزيع الحقائب السيادية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وحفظ التوازنات الحزبية والمناطقية. وقالت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لـالرياض بأنه لا خوف من عراقيل كبرى أمام تشكيل حكومة الحريري الأولى وخصوصا وأن عمرها لن يكون طويلا لأن الانتخابات النيابية القادمة مبرمجة في يونيو 2017. لكن الأوساط لفتت إلى أن حزب الله وحركة أمل لن يقبلوا بتشكيل الحكومة بلا نيل الثلث المعطّل الذي يوازن دورهم مع الصلاحيات الكبرى التي هي بحوزة رئيس الحكومة وكي لا يتفرّد بقرارات لا تعجب هذا الفريق، فضلا عن عدم التنازل عن تضمين فقرة تتعلّق بحق لبنان بالمقاومة كونه لا يزال محتلا من قبل إسرائيل. اقتصاد أقوى من ناحية أخرى، قال حاكم مصرف لبنان المركزي أمس إن انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة سيزيدان الثقة في الاقتصاد ويساعدان على جذب المساعدات الخارجية. وقال رياض سلامة خلال مؤتمر دولي للشركات الناشئة انتخاب الرئيس عون ينبغي أن يؤدي إلى النشاط العادي للمؤسسات الدستورية وبالتالي زيادة الثقة في الاقتصاد. وأضاف تشكيل حكومة جديدة سيساعد من خلال جذب المساعدات الخارجية والتخفيف من تكلفة الوجود السوري بنسبة نقدرها بخمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي مشيرا الى الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في البلاد. يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري فروا من الحرب.