تعوّدْتُ كلّما جاء محافظ جديد للمؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة أن أعرض عليه في مقال أهمّ مشكلات المؤسّسة التي تحتاج لحلول من صاحب القرار!. وتعوّدْتُ كذلك أن يروح المحافظ الجديد بعد أن يُصبح قديماً ومقالي «مُطنّش»، والملف الإعلامي الذي أُدْرِجَ فيه ويُقدّم عادةً للمسؤولين صار قبراً لا يُبصِر منه نور الحياة!. وها قد جاء المهندس علي الحازمي محافظاً جديداً، وأستأذنه بِنَبْش قبر بعض المشكلات لعناية نظره الثاقب وفكره الطامح!. وأبدأ بالمشكلة الأزلية، وهي عدم توحيد نظامي العمل في المؤسّسة، أي الخدمة المدنية، والتشغيل والصيانة، مع ما أفرزته من سلبيات جانبية بسبب هيمنة الثاني على الأول وتمييزه الكاسح رغم تساوي موظفي النظامين في المسؤوليات!. وخصخصة المؤسّسة صارت مثل قصص ألف ليلة وليلة، نحلم بها في النوم ونسمع عنها في اليقظة، ولا تتحقّق، لا في النوم ولا في اليقظة!. وتوطين صناعة التحلية بالشراكة مع القطاع الخاص كان وما زال متواضعاً، ويا خوفي على أمّة لا تصنع ما تُحلّي به مياه أبحرها إلّا قليلا!. والازدواجية في الإشراف على المشروعات بين المركز والفروع، وانشغال الفروع بتشغيل وصيانة المحطّات على حساب المشروعات، وعدم تأسيس آلية حديثة للإشراف، وكلّ لجنة إشراف تُغنّى على ليلاها، أثّر كثيراً على الجودة وسرعة الإنجاز!. والتدهور الفني السريع للمنشآت القائمة رغم ضخامة ميزانيات وبرامج الترميم، هي مشكلة تجأر للحصول على حلول!. والمجاملات في المناصب والترقيات والدورات والتمديد والعمل في المؤسسة بعد التقاعد، وتوظيف الأقارب، هي مشكلات عويصة يلخّصها قول الشاعر الشعبي: مَا رِيدْ أَبَالِغْ بِالْحَكِي.. تَرَى المُجَامَلَة فُوقْ الخَيَالِ!. عفواً.. نفِدَت الـ ٢٥٠ كلمة المُخصّصة لمقالي، ومضطرّ لختمه بتمنّى العمل السديد للمحافظ الجديد!. @T_algashgari algashgari@gmail.com