نبأ عظيم موجه لكل من يعيش حلم رؤية قطار الحرمين في كامل حلّته يتنقّل عبر محطاته الخمس في المدينة المنورة ومكة المكرمة ورابغ ومطار الملك عبدالعزيز والسليمانية في جدة، هذا الحلم مُعرَّض لمزيد من التأخير نتيجة غرق أحد الأنفاق المخصص لمسار القطار قرب محطة السليمانية. طبعًا وكما هو متوقع تكثر التفسيرات والتبريرات، والاتهامات ونفي الاتهامات، وفي النهاية يدفع الحالمون أمثالي الثمن مزيدًا من التأخير كما هو حال المطار الجديد الذي سيُعاني حتمًا تأخيرًا بعد تأخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبغض النظر عن المسؤول عن هذه الكارثة، وهي كارثة كبرى إن لم يُعالج مصدرها! وحتى الساعة لا تزال التكهنات سيدة الموقف، فمن قائل إن جذور الكارثة تعود إلى بحيرة المسك التي ظننا أنها أصبحت مجرد تاريخ مضى ومداد أسود قد جف إلى الأبد! ومن قائل إنها مشكلة لا تخص شركة المياه الوطنية ولا أمانة محافظة جدة، فلا حلول منتظرة من هؤلاء ولا من أولئك. لكن هل المطلوب هو تحديد المتسبب، أم المطلوب تحديد السبب؟ تحديد السبب هو سبيل الحل ولا سبيل غيره! ثم العمل على توفير الحل الدائم وليس مجرد الحل الظاهري المؤقت حتى لا تضيع مليارات الريالات من الأموال المستثمرة في المشروع المتأخر كثيرًا عن موعده الأصلي. وإذا كُنَّا نؤمن بالحل العلمي الصائب فلا سبيل إلى تجاوز جامعة الملك عبدالعزيز التي يجاور مقرها موقع الكارثة كما يجاور محطة السليمانية بصفتها المحطة الأساسية في جدة! في الجامعة كلية علمية للبيئة، وفيها مركز علمي لأبحاث المياه، وفيها مركز تميز علمي لبحوث البيئة، وفيها عشرات المختصين والعلماء، فعسى ألا يتم تجاوزهم كما حدث في مشكلة الأسماك النافقة في كورنيش جدة. لم تعد الأموال مُتوفِّرة بالكثرة السابقة، ولذا فالترشيد هو لغة اليوم، فلا داعي لإطالة المشوار، ولا حاجة لإنفاق الملايين على خبراء أجانب تتضاعف فاتورتهم مئات المرات ليُقدِّموا لنا نفس الحلول، وربما استعانوا بخبراتٍ محلية يهبونها ملاليم، في حين هم يقبضون الملايين. أكتب رأيي هذا، واستغفر الله العلي العظيم. salem_sahab@hotmail.com