يوماً ما سيتناسى العديد منا الكثير من الأحداث التي مرّت على رياضتنا في سنواتها الماضية. فحدثٌ أو حدثين خلال موسم منذ عدة سنوات، من السهل أن تتوارى خلف تراكمات هذا الموسم العجيب. قلتها عن طريق حسابي في تويتر قبل عدة أيام: (لو كان هناك مجلد واحد يحكي تاريخ رياضتنا، لاحتلت أحداث هذا الموسم ثلاثة أرباع المجلد! سقوط أقنعة، سقوط قناعات. فشكراً موسم العجائب). العجيب فعلاً أنه بارتفاع وتيرة الأحداث وتصاعد رتم الاحتقان، يزداد المسؤول صمتاً وسكوتاً. (أين الأستاذ أحمد عيد؟) سؤال أصبح لا يفارق ألسنتنا. أين ذهب من استبشرنا بقدومه، حالمين بنجاحه، ممنّين النفس بفتح صفحة جديدة من تنافس أنقى، وساحة أرقى؟ لم لا يتدخل حينما يتطلب الأمر هيبة مركزه؟ لم لا يخشى على إدارته (ولو من باب الأنانية وحب الذات المغروس في دواخلنا جميعاً) من تصنيفها كأضعف إدارة لاتحاد كرة القدم مرت على تاريخ رياضتنا. ليس من المعقول أن نرى هذا الانفلات على الأصعدة كافة والمسؤول قابع خلف مكتبه، متستّرٌ خلف بعض العبارات البالية التي سئمت هي من طرق آذاننا أكثر من سأمنا من سماعها. تلك العبارات مثل: (نحن أتينا لخدمة الشباب فقط) أو (نحن نعلم ما لا تعلمون من تفاصيل وأحداث) أو (يجب الصبر علينا لتروا النتائج). أقسم بالله أننا مللنا هذا العبث والاستصغار لعقولنا، والتعامل معنا كطلاب مرحلة ابتدائية يقودهم مدرس للتربية البدنية إلى الساحة ويقذف لهم كرة بالية في منتصفها ليتعاركوا عليها إلى حين سماع الجرس، والانتهاء من هذا الهم المتمثّل (برعاية الطلاب) لمدة خمس وأربعين دقيقة. لا أدري صراحة من الذي تخلف عن الركب، هل هو المسؤول أو المتلقي؟ أليست لنا عيونٌ ترى وآذان تسمع؟ هل من مستفيد من جعلنا ندور في هذه الحلقة المفرغة من التناحر فيما بيننا، والإقصاء للآخر لدرجة تحويل المقولة الشهيرة إلى: (إن لم تكن معي، فسأسعى كل ما أوتيت من قوة لسحقك). يجب على المسؤولين أن ينزلوا من برجهم العاجي، ويحترموا عقولنا ومداركنا وتطلعاتنا وحدود أحلامنا. ففي هذا العصر لا يوجد أسهل من الحصول على المعلومة وانتشارها كنارٍ في هشيم، فمجرد كونك مهتماً بالشأن الرياضي (ولم أقل خبيراً أو متخصصاً) يخوّل لك الحصول على المعلومة بكافة تفاصيلها فور وقوعها. ولأكون أكثر دقة في حديثي سأقول: (انزلوا من بروجكم العاجية، ثم ارتقوا عالياً لتلامسوا حدود تطلعاتنا وآفاق أحلامنا. فمن نتاج عملكم، نستطيع الحكم عليكم وبكل سهولة أنكم أنتم من فاتهم الركب، وأنكم أنتم من ما زال غارقاً في حقبة زمنية تجاوزها الجميع تحت شعار: لنشغل أوقات فراغ الشباب بما هو مفيد لأجسامهم وعقولهم). (ما لقى حجز) ستظل مشكلة الحارس النصراوي (الكبير بمستواه) عبدالله العنزي مستمرة إلى أن يشاء الله. فتكرار غيابه عن تمثيل المنتخب بعد اختياره للمعسكرات وبأعذار واهية لم يعد مقنعاً بتاتاً حتى لمن دافع عنه سابقاً. العجيب هو الصوت الرسمي الذي يحاول بشتى الطرق إقناع الجميع بترك الحديث عن الموضوع وعدم الخوض فيه نهائياً. فالأستاذ سلمان القريني الذي لم نعد نعي حدود صلاحياته تحدث نيابة عن لجنة الانضباط وقال: لن يكون هناك عقوبة على العنزي! على الرغم من أن هناك شواهد عدة تمت فيها معاقبة لاعبون آخرون بإيقافات وغرامات مالية بسبب تخلفهم عن الانضمام للمنتخب في الوقت المحدد. فهل عدم وجود حجوزات طيران يعتبر عذراً مقنعاً لإدارة المنتخب؟ وإن سلّمنا جدلاً أن اللاعب تفاجأ بالانضمام للمنتخب، فلم لم يحضر بداية تمارين فريقه؟ وكيف التحق بقية لاعبو النصر المختارين للمنتخب بكل انتظام ودقة؟ (حاولت أعديها وعيّت تعدي). بقايا... - في ذات يوم ضحك فهد المصيبيح وهو على دكة الاحتياط، فربط ذلك بالميول وتمت محاربته إلى أن أقيل من منصبه. وحالياً الاحتفال في غرفة الملابس مع أفراد الفريق يمر برداً وسلاماً. (أحسنوا النيَّة). - مرض سامي فأزكمت أنوفنا أمراض قلوب بعض ممن ابتلينا بوجودهم في وسطنا. ألم يسأموا الكذب؟ - بداية الهلال الآسيوية (كفريق) كانت أقل بكثير مما قدّمه جمهوره. - لم ينته موسم العجائب بعد، فالخواتيم ستكون أقوى من البدايات. فقط انتظروا. خاتمة... والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحه لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ (الإمام الشافعي)