بقلم : د. هاشم عبده هاشـم •• لا تتخيلون قدر سعادتي وأنا أرى العشرات من الطلاب والطالبات السعوديين والسعوديات في الدول التي زرتها برفقة سمو ولي العهد (باكستان/ اليابان/ الهند) في الأسبوعين الماضيين ووجدت كلا منهم يتحدث لغة ذلك البلد كأحد أبنائها جنبا إلى جنب اللغة الإنجليزية وبالذات بالنسبة لمن بدأوا دراساتهم العليا منهم.. •• ليس هذا فحسب.. وإنما لأنهم اختاروا تخصصات نادرة.. فبعضهم في مجالات الطاقة.. والبعض الآخر في التقنية المتقدمة.. والبعض الثالث في علم الوراثة «الجينات» والبعض الرابع في «الذرة» والبعض الخامس في التفكير الاجتماعي وإدارة المشروعات.. وغيرها وغيرها.. •• وبقدر ما فرحت فهمت.. بقدر ما خفت عليهم من العودة إلينا بعد سنتين أو خمس سنوات.. أو أقل أو أكثر ودون أن تكون لدينا خطط أو برامج لاستيعابهم في القطاع العام أو الخاص.. ولا سيما أن هذه اللغات تحديدا قد تبدو غريبة علينا أو خارج إطار احتياجنا في إطار الأولويات.. •• لكنني ورغم هذه المخاوف التي أعتقد أنها مبررة.. وأتمنى معها أن يكون لنا جهد مشترك لكل من وزارات الخدمة المدنية والعمل والتعليم العالي والاقتصاد والتخطيط وكذلك وزارة التربية والتعليم لكي نستثمر هذه العقول في المستقبل بالصورة الصحيحة وغير المحبطة لهم.. •• أقول رغم تلك المخاوف إلا أنني سعدت كثيرا بإصرارهم وارتفاع سقف طموحهم وبثناء مديري بعض الجامعات الذين قدر لي الالتقاء بهم على موائد التكريم لسمو ولي العهد الكريم.. عليهم.. •• والأجمل من كل هذا أنهم يمثلون أكثر مناطق الوطن، فبعضهم من الدوادمي.. والبعض الآخر من الجوف وجيزان والمدينة.. والحوطة.. والطائف.. وغيرها وغيرها. •• ألم أقل لكم..إننا مقبلون على مستقبل جميل مع ثمار برنامج خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. •• المهم هو كيف نحافظ على هذه الثروة.. وكيف نتابع تحصيلها بعناية في الخارج.. وكيف نهيئ لها أفضل الظروف لصنع تقدم البلد.. وإلا فإننا قد نخسر كل ذلك إذا لم نفعل كل هذا من الآن. ضمير مستتر: •• ليس كافيا أن ندفع بالآلاف إلى الخارج لاكتساب المعرفة، وإنما الأهم هو أن نحميهم.. من كل الشرور ونستردهم بكل الأمل والفرح ونستفيد منهم أيضا. نقلا عن عكاظ