قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، رئيس رابطة خريجي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ إن الجوائز قبل قرابة 40 عاماً للخاتمين كانت 345 ريالاً وتسلّمها من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، عندما كان أميراً للرياض، وكان لا يتخلف عن حضور جميع احتفالات الجمعية سنوياً. وأضاف: كان طلاب الجمعية في ذلك الوقت بالآلاف والخاتمين بالعشرات فقط أو أقل من أصابع اليد، وكنا نفرح بحضور الشيخ عبدالرحمن الفريان؛ الذي كان يُكرمنا دائماً بريالاته التي كانت تساوي الكثير. جاء ذلك خلال حفل تحفيظ الرياض لتكريم 1151 من حفظة كتاب الله، البارحة الأولى، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، بحضور فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير؛ إمام وخطيب المسجد النبوي، وفضيلة الشيخ عبد الله بن صالح آل الشيخ؛ الوكيل المساعد المشرف العام على إدارة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وجمع من المشايخ والعلماء، وكان في استقبالهم رئيس الجمعية الشيخ سعد آل فريان؛ ونائب رئيس الجمعية الشيخ عبدالرحمن الهذلول؛ والمدير التنفيذي للجمعية الشيخ إبراهيم الهدلق؛ ومديرو الإدارات والمراكز. بدأ الحفل بمسيرة الخاتمين، ثم القرآن الكريم رتله الخاتم إبراهيم العويد؛ ثم قدّم مدير الشؤون التعليمية بالجمعية حمد العنقري؛ كلمة أوضح فيها أن عدد الطلاب الخاتمين للعام الحالي بلغ 1151 طالباً وطالبة اجتازوا الاختبارات التي أقيمت على ثلاث مراحل في الفصلين الدراسيين الأول والثاني، والفصل الصيفي بمرحلتيه، ممّن حصلوا على تقدير جيد جداً وممتاز فقط، حيث لا يعد ناجحاً من يقل عن نسبة 80 % في اختبارات الجمعية. وأشار العنقري؛ إلى أن عدد الطلاب الخاتمين في الجمعية في ازدياد مطرد، وذلك راجع إلى السياسة التي تتبعها الجمعية في تحفيز الطلاب والمعلمين والخطط والبرامج التربوية التي تنفذها الجمعية، من خلال برامج متميزة تنفّذها الجمعية، ومنها برامج تهيئة الخاتمين، وبرامج رباط الحفاظ، والحلقات الرائدة، والدورات الصيفية المكثّفة. وقال إنه تم رصد مكافآت لهؤلاء الخاتمين أكثر من 3,4 مليون ريال، بواقع 3500 ريال لكل حافظ، حيث جاء مركز الدائري الغربي بمائة حافظ، والمعلم حسنين محمود محمد بأكثر المعلمين تحفيظاً؛ حيث حفظوا عليه 789 جزءاً، والتي بلغت هذا العام أكثر من 200 دورة في الإجازة الصيفية.. مؤكداً أن تكريم هؤلاء الطلاب سيكون حافزاً لزملائهم ليسيروا على نهجهم في حفظ القرآن الكريم في هذه الجمعية المباركة التي يبلغ عدد طلابها أكثر من 150 ألف طالب ينتظمون في حلقاتها ومدارسها القرآنية. وتقدّم بالشكر الجزيل، بعد شكر الله - عزّ وجلّ - لولاة أمرنا الذين يولون القرآن وحملته الاهتمام البالغ، ولوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ على اهتمامه وعنايته بالجمعيات الخيرية، ولفضيلة الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ؛ الوكيل المساعد المشرف العام على إدارة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، على متابعته وتحفيزه للجمعية وخدمة القرآن وتحفيظه. ثم ألقى رئيس الجمعية الشيخ سعد آل فريان؛ كلمة قال فيها: لقد كان طموحنا في بداية العام الدراسي الماضي أن نصل إلى ألف حافظ للقرآن. وبحمد الله تعالى في هذه الليلة نحتفي بـ 1151 حافظاً وحافظة خلال العام المنصرم 1437هـ، في مدينة الرياض، ونجحنا في تجاوز الطموح بفضل الله تعالى، ثم بجهود المعلمين والمشرفين على الحلقات، والطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم وأسرهم عموماً. وأهاب آل فريان؛ بالحفّاظ إلى تعاهد القرآن ومراجعته، وتدبّر معانيه والعمل بما فيه من العلم والحكمة، رافعاً الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، على تشجيعهم للجمعيات وإقامة المسابقات الدورية المحلية والدولية على مختلف المستويات. وألقى كلمة الخاتمين عبدالعزيز السريع؛ ثم رتل الخاتم للقرآن عبدالرحمن الوائل؛ آيات من القرآن. ثم ألقى الشيخ عبدالرحمن السديس؛ كلمة قال فيها نلتقي اليوم في الرياض الحبيبة، فكم لها من مكانة كبري بقلبي، ففيها وُلدت وترعرعت وتعلمت القرآن الكريم من خلال هذه الجمعية المباركة. وأضاف: نلتقي في لقاء قرآني يُتوج بشرف الزمان؛ آخر يوم من شهر المحرم، وشرف المعنى والمغزى والرسالة والهدف والمتمثل في الاحتفاء وتكريم حفظة كتاب الله تعالى. وتناول السديس؛ فضل تلاوة القرآن وتعلمه وتدبّره والعمل به، مؤكداً الحاجة الماسة للتمسك بالقرآن في مثل هذه الأيام التي بها الفتن العظام، ولهذا فإنني أرى أن هذه الليلة من المبشرات التي تبث الأمل في نفوس الأمة عموماً، والمحبطين خصوصاً الذين يظنون أن الأمة ضاعت مع أن الخير فيها إلى قيام الساعة.. فشبابنا هؤلاء هم الحفظة هم مبعث الأمل والسرور والتفاؤل؛ لأن هؤلاء الحفظة هم أهل الوسطية والاعتدال إذا التزموا بكتاب الله تعالى وتمسكوا به.. فجمعيات التحفيظ في المملكة هي المحاضن المأمونة لحماية الشباب وتوعيتهم. وأكد أن هناك استهدافاً لأهل السنة عموماً ولأهل هذه البلاد خصوصاً، وأصبح خوارج هذا العصر وقرامطته يكيدون لأهل هذه البلاد وآخرها استهداف مكة المكرّمة؛ بيت الله الآمن بصاروخ.. ولن يرد على كل المؤامرات التي تحاك ضدّ هذه البلاد إلا شباب حلقات التحفيظ مصابيح النور والهداية. ودعا السديس؛ طلاب التحفيظ إلى العناية بالقرآن الكريم من أربع نواحٍ؛ الأولى: التصديق، وتلاوته، وتدبّر آياته وتذكره، والعمل به، مع ضرورة الرجوع إلى العلماء في فهم محكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه. وقال السديس: لجمعيتي العزيزة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض مكانة كبيرة في نفسي، فأنا حضرت اليوم لأخدم القرآن لا راعياً للحفل، بعد ذلك قام الشيخ عبدالرحمن السديس؛ بالسحب على السيارات المقدمة هدية للخاتمين، البالغ عددها ثلاث سيارات وفاز بها كل من عبدالله المهنا؛ وعبدالله الرشودي؛ وعبدالرحمن الزامل. وتم تكريم المجمعات القرآنية الفائزة، ثم تكريم أكبر المجمعات للخاتمين، ثم المعلمين ثم تكريم أفضل مركز إشراف وفاز به مركز الدائري الغربي، وتسلّمه مدير المركز مبارك الشبيب. وفي الختام قدّم رئيس الجمعية الهدايا التذكارية لأصحاب الفضيلة والمشايخ.