لطالما ظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما في صور غريبة بل مضحكة في كثير من الأحيان، بعيدة عن جدية السياسة وسراديبها الملتوية، ما جعله يترك انطباعا لدى مراقبين بأنه ينأى عن العمل الدبلوماسي والملفات الساخنة في العالم سيما مع اقتراب موعد مغادرته البيت الأبيض. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة جديدة ظهر فيها مؤخراً أوباما بشكل هزلي إلى جانب زوجته ميشال، خلال مناسبة بالبيت الأبيض يقرأ فيها قصصا للأطفال ويقلد الوحوش بإيماءات وتعابير وجه تهريجية، صورة طرحت تساؤلات عدة لدى مراقبين ربطوها بالحضور المحتشم لأوباما في المشهد السياسي الدولي . وقد تعكس هذه الصورة جانباً من السياسة الأوبامية التي تجنح إلى الابتعاد عن السياسة، خاصة الخارجية منها، ففي الوقت الذي يردح العالم في أزمات وبؤر توتر في عديد ربوعه سيما شرق أوسطيا، لم يكن للرئيس الأميركي خلال عهدته الأثر البارز في تلك القضايا باستثناء القضاء على أعضاء تنظيم القاعدة عن بعد بطائرات بدون طيار، وكذا تفاخره بإخراج بلاده من الحروب بالانسحاب من العراق وأفغانستان وإن كان ذلك يؤكد فكرة ابتعاده عن السياسة الخارجية وتركيزه أكثر على ما يحدث داخل الرقعة الأميركية.