تفادي مجزرة خطط داعش لتنفيذها في ملعب بالسعودية نجاح المملكة العربية السعودية بشكل متكرّر في إحباط مخططات إرهابية بشكل استباقي قبل وقوعها يعكس جهود هذه الدولة الخليجية وخبرتها في مواجهة الظاهرة الإرهابية، بقدر ما يبيّن وجود المملكة، ومنطقة الخليج العربي ككل في دائرة الاستهداف من قبل التنظيمات المتشدّدة وهو ما تعيه الرياض وباقي العواصم الخليجية وتعمل على مواجهته بشكل جماعي. العرب [نُشرفي2016/10/31، العدد: 10441، ص(3)] جاهزون للمواجهة الرياض - أعلنت وزارة الداخلية السعودية الأحد تفكيك خليتين إرهابيتين مرتبطتين بتنظيم داعش، تضم كل منهما أربعة أشخاص، أعدت إحداهما لاستهداف مباراة لكرة القدم في مدينة جدة في وقت سابق هذا الشهر، الأمر الذي كان سيُحدث مجزرة تمس أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان فريقها لكرة القدم طرفا في المباراة المستهدفة. ويبيّن الإعلان المتكرّر من قبل سلطات المملكة عن إحباط مخططات إرهابية مماثلة وتفكيكها بشكل استباقي عن حجم الجهود الأمنية المبذولة من قبل السعودية وخبرة الأخيرة في التصدي للظاهرة الإرهابية. إلّا أنه يظهر في المقابل وجود المنطقة الخليجية الغنية والمستقرة على “خارطة” الاستهداف من قبل التنظيمات المتشدّدة. وبالتوازي مع الحرب الميدانية التي تشنّها الرياض ضد الإرهاب في داخل المملكة وخارجها في نطاق التحالف الدولي ضدّ داعش وأيضا عبر التنسيق المعلوماتي والاستخباراتي مع عدّة دول منخرطة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، تضطر السعودية إلى خوض “حرب” إعلامية موازية ضدّ دوائر إقليمية وغربية تعمل على اتهامها بالضلوع في الإرهاب، رغم أنها على رأس الدول المهدّدة به باستمرار. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن بيان للوزارة أنّ الجهات الأمنية “ومن خلال متابعتها للتهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة ومقدراتها وتعقّب القائمين عليها، فقد تعاملت مع معلومات عن أنشطة وتهديدات إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي في الخارج وبلوغ الترتيبات فيها مراحل متقدمة تُشير إلى وجود أعمال إرهابية وشيكة الوقوع”. السعودية تخوض بالتوازي مع حربها الميدانية على الإرهاب، حربا إعلامية ضد الدوائر الساعية لتشويه صورتها وأشار البيان إلى توافر معلومات تفيد بوجود تهديد إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة بغرب المملكة أثناء مباراة منتخبي السعودية والإمارات ضمن التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018، والتي أقيمت في 11 أكتوبر الجاري. ويبدو من خلال تفاصيل المخطّط أن داعش كان يعمل على إلحاق الأذي ببلدين خليجيين في ضربة واحدة. وبحسب البيان ذاته فقد كان من المقرر أن تنفذ العملية “باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب”، وأنه تم بموجب التحقيقات توقيف أربعة أشخاص هم باكستانيان وسوري وسوداني. أما الخلية الثانية، فضمت أربعة سعوديين تم توقيفهم، واتخذت من محافظة شقراء بشمال غرب العاصمة الرياض منطلقا لعملياتها. ونُقل عن مصدر أمني أن هذه الخلية كانت تركز على استهداف رجال الأمن، وأن عناصرها قاموا بالتواصل “مع أحد القادة بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا وتلقي التعليمات والأوامر منه للعمل على تنفيذها”. وتأتي هذه المعلومات لتؤكّد مجدّدا وجود منطقة الخليج العربي، وخصوصا السعودية، في دائرة الاستهداف من قبل التنظيم المتشدّد، خصوصا وقد تحولت إلى قطب عالمي لمحاربة الإرهاب. وشهدت المملكة منذ نهاية عام 2014 سلسلة هجمات وتفجيرات تبناها التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق. وتركزت هذه الهجمات خصوصا على قوات الأمن وأبناء الطائفة الشيعية من مواطني المملكة سعيا لإحداث فتنة وشرخ في مجتمعها. وبالإضافة إلى جهودها الداخلية لمحاربة الظاهرة الإرهابية تعمل السعودية على توثيق تعاونها الإقليمي والدولي في هذا المجال. وتشارك المملكة في تمرين أمني خليجي يقام حاليا في مملكة البحرين تحت مسمّى “أمن الخليج العربي 1” ويجري لأول مرة، ويهدف حسب بيان للداخلية البحرينية، إلى تعزيز القدرات المشتركة للقوات الأمنية بدول الخليج لمكافحة ظاهرة الإرهاب، ورفع جاهزية القوات الأمنية، والارتقاء بالتنسيق الميداني، وتوحيد المصطلحات والمفاهيم الأمنية، وتنفيذ التدابير الأمنية للاستجابة للحالات الأمنية المختلفة. كما يسعى إلى إدارة مسارح العمليات في مواجهة المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار دول الخليج، والتدخل في شؤونها الداخلية. كذلك كشفت وسائل إعلام رسمية صينية الأسبوع الماضي عن إجراء الصين تدريبات مشتركة مع السعودية على مكافحة الإرهاب. :: اقرأ أيضاً الميليشيات الشيعية تربك خطة إنقاذ الموصل من الدمار واشنطن تتجاوب مع المقاربة المصرية في ليبيا هل يسهل حزب الله مهمة ميشال عون رئيسا للبنان معركة حلب تنتقل إلى الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام