×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الشرقية ينقل تعازي القيادة لأسرة الشهيد المطيري

صورة الخبر

قبل عدة سنوات، نشرت مقالا تحدثت فيه عن الصلاحيات الكبيرة للوزير السعودي، والتي يغبطه عليها الكثير من وزراء الدول حول العالم، وخاصة فيما يخص المساءلة. ودعونا نتكلم بصراحة، فما الذي يمنع مسؤولا بمرتبة وزير أو صاحب منصب كبير أو مديرا تنفيذيا لشركة كبرى من توظيف ابنه أو قريب له. فأصحاب المناصب تم إعطاؤهم ثقة كبيرة ولديهم أقرب ما يكون صلاحيات كبيرة ومعها مزايا أو ما يسمى (برفلج) تمنح لهم تلقائيا كونهم من كبار الموظفين. وهذا أمر معروف حتى في الدول الصناعية المتقدمة. وللأمانة، لا توجد لدي شخصيا أية إشكالية حيال رؤية ابن مسؤول تم توظيفه في دائرة حكومية أو شركة كبيرة بغض النظر عن الراتب أو المؤهل العلمي أو قدرته على أداء العمل؛ لأنه وفي وقع الحال يوجد أصلا الكثير ممن تم توظيفه دون واسطة ومع ذلك أصبح عبئا على العمل وأصبح غير مرغوب فيه. ولكن أين تكمن مشكلة توظيف ابن أو قريب المسؤول ومتى تبرز المشاكل للعيان ويصبح توظيف القريب تحت المجهر؟ مشكلة توظيف مواطن بالواسطة عن طريق أب أو قريب وهو غير مؤهل علميا وعمليا تكون تحت المجهر هو عندما يأخذ هذا الموظف مقلبا في نفسه، ويعتقد بأنه الأفضل ولديه باب مفتوح مع قمة الهرم الإداري ويحصل على الأولوية في الترقية وفي الدورات والانتدابات ويصبح مع الوقت في موقع المقرر (دسشن ميكر). وفي موقع يكون هو من يقرر من يتم ترقيته ومن يتم تجميده لسنوات. وأيضا تتشكل حوله شلة تطبل له وتزين له الشعور بأنه الأفضل والأكفأ. وعند ذلك تكون هناك مشاكل عدم ثقة من بقية الموظفين في بيئة العمل وتقلل من الإنتاجية. وأما إن كان من تم توظيفه بسبب المحسوبية يعرف قدر نفسه وعرف أنه تم توظيفه بسبب القرابة وأصبح يؤدي ما يستطيع أداؤه ولا يتدخل في شؤون الآخرين ولا يحصل على ترقيات استثنائية، ففي هذه الحالة سيكون بقية الموظفين متقبلين ذلك بصدر رحب. وشيء آخر وهو لو تم توظيف ابن أو قريب للمسؤول ولكنه مؤهل علميا وعمليا ولديه إحساس كبير بالمسؤولية ويعمل لصالح إدارته ومصلحة زملائه ويتعامل معهم بكل تواضع ويقوم بتوصيل كل ما هو مفيد لقمة الهرم الإداري فيكون توظيف ابن أو قريب المسؤول من صالح العمل ومن صالح المؤسسة التي يعمل بها سواء أكانت حكومية أو خاصة. لأن الموظف الذي يتم تعيينه بحسب القرابة أو الصداقة ولكنه مؤهل علميا وعمليا يكون لديه ثقة بنفسه ومعرفة بقدراته ويكون عونا للجميع، بعكس الموظف المعين بحسب القرابة والصداقة ولكنه غير مؤهل علميا أو لديه الكفاءة لتأدية العمل، ففي هذه الحالة يكون عبئا ثقيلا على الوظيفة وعلى زملائه وفي نهاية المطاف سيلجأ إلى «التسلك» لتغطية نقاط ضعفه.