قال الناطق الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي انه لا يستبعد فرضية ارتباط تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الإرهابي بميليشيات الحوثي الذين أطلقوا صاروخاً بالستياً باتجاه ملعب الجوهرة في التوقيت نفسه الذي كانت الخلية الإرهابية تنوي القيام بعملية إجرامية في الموقع ذاته، أي خلال المباراة، لكنه شدد على أنه من «المبكر التأكيد على ذلك الارتباط وطبيعته». جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء التركي في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي في الرياض اليوم (الأحد)، للحديث عن تفاصيل البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية في شأن إحباط عمليتين إرهابيتين استهدفت أحدها رجال الأمن، فيما استهدفت الثانية مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة (ملعب الجوهرة) عبر سيارة مفخخة. ونوه التركي بدور المجتمع السعودي في رفع الوعي لدى أفراده بخطر الفكر التكفيري على الوحدة الوطنية واستهدافه أمن الوطن وقدراته ومكتسباته، مشدداً على أن هذا العمل ساهم في شكل مباشر في الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد شباب الوطن لتنفيذ عمليات تخريبية إرهابية داخل المملكة. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عنه في بداية حديثه إشارته إلى 9 مطلوبين أمنياً، لثبوت تورطهم في جملة من الجرائم الإرهابية التي طالت بعضها رجال الأمن ومنشأة أمنية في المنطقة الشرقية، مؤكداً أن تعاون المجتمع في تقديم أي معلومات عنهم سيساهم في تضييق الخناق عليهم، ما يمكن من القبض عليهم في شكلٍ أكثر سرعة، مشيراً إلى أن عدد الجرائم التي ارتكبوها ونوعها يثبت خطورتهم وتؤصل الإجرام والفكر الإرهابي داخلهم. وأوضح أن «التنظيمات الإرهابية لا تهتم بمن تجندهم عقب تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، حتى وإن صورت لهم ذلك وأقنعتهم به»، مستشهداً بأولئك الذين قبضت عليهم الجهات الأمنية بعد تنفيذهم عمليات إرهابية، أو جرى القبض عليهم وإحباط عمليات إجرامية كانوا يخططون لتنفيذها، مدللاً على ذلك بحرص وتفضيل تلك المنظمات الإرهابية للمهام الانتحارية أكثر من أي مهام إرهابية أخرى، لضمان هلاك المجنّد وانتهاء فرص الحصول على معلومات قد يدلي بها بعد القبض عليه، تساهم في الكشف عن مخططات لعمليات وتفاصيل أخرى. وحول العمليات الإرهابية المحبطة التي جاءت في بيان الوزارة أوضح اللواء في وزارة الداخلية بسّام العطية أن «الخلية الأولى المتخذة من محافظة شقراء مركزاً ومقراً لها، والمكونة من أربعة سعوديين، يعتنقون الفكر التكفيري جميعاً، وتربطهم علاقة وثيقة، ناتجة عن سكنهم في منطقة سكنية واحدة، ودراستهم في ذات المرحلة التعليمية الجامعية، ما مكّن من الالتقاء والاجتماع بصفة دائمة، وهو الأمر الذي ساهم في دعم بعضهم البعض، وتعزيز آرائهم وتوجهاتهم، لذا بدأوا في العام 2014، متابعة جميع إصدارات تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف أنه «في العام 2015 قرر أفراد الخلية تنفيذ مهمات إرهابية تلبي بشكلٍ عملي وفعلي توجهاتهم وأفكارهم، لذا لزم عليهم الانتقال إلى خطوة أبعد، وذلك بالتواصل مع التنظيم الإرهابي عبر حساب المناصرين على الإنترنت، ما مكنهم من الوصول إلى وسيط التنظيم في سورية، الذي تولى التواصل معه الموقوف الدعجاني من خلال الهاتف، للحصول على دعم ومباركة التنظيم، ومن ثم تلقى التعليمات واختيار أهداف تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، فكان ذلك العام 2016 باتخاذ مهمة اغتيال رجال الأمن، لتكون المهمة الثابتة للخلية الإرهابية والمنوطة بتنفيذها، شريطة ألا ينفذ في محافظة شقراء أي عملية إرهابية، والتخطيط غلى عمليات في مناطق ومحافظات أخرى بعيدة منها، وهو ما حدث حينما اتفق أفراد الخلية على 3 أهداف في منطقة الرياض والمنطقة الشرقية ومنطقة تبوك، إلا أن القبض على أفراد الخلية مبكراً أفشل المخطط وكشف تفاصيله الدقيقة، ومهمات كل فرد من أفراد هذه الخلية». وعن العملية المحبطة الثانية التي ضمت 4 عناصر من جنسيات مختلفة، أفاد اللواء العطية بأن «الهدف الرئيس لهذه الخلية، تمثل في تفجير منطقة حيوية، وذلك عبر تفخيخ مركبة متوسطة ذات حمولة تبلغ 400 كلغم من المتفجرات، وتفجيرها في مواقف السيارات الخاصة بمدينة الملك عبد الله الرياضية (ملعب الجوهرة)، خلال مباراة المنتخب الوطني السعودي مع المنتخب الإماراتي، في حضور 60 ألف متفرج، وتحديداً التفجير في توقيتٍ تكون فيه المباراة قائمة، أو لحظة خروج الجماهير من ملعب المباراة، لإحداث أكبر الضرر في الأرواح والمنشأة، ما يضمن أن تكون الخسائر كبيرة». وأوضح أن «هذه الخلية الإرهابية التي أحُبطت عمليتها الإجرامية وقبض على أفرادها ملوثي الفكر، كانت تنوي استخدام 400 كلغم من المتفجرات، لتفجير مساحة 800 ألف متر مربع»، واصفاً العملية بأنها كانت ستصبح «مأساة لو حدثت، ولكنها أحبطت لحظة استلام عناصر الخلية للسيارة المفخخة، ثم بمتابعة وتحري ويقظة رجال الأمن والجهات الأمنية». وأشار العطية إلى أن «تنظيم داعش الإرهابي يفشل في كل مرة يحاول فيها زعزعة أمن هذه البلاد الكريمة، على رغم تدابيره وأساليبه الدنيئة التي دأب على تغييرها باستمرار، مع حرصه واهتمامه بضمان السرية خلال التواصل مع أتباعه، وعدم معرفتهم لمكان تواجدهم أو وسيطهم الذي يجب أن يظل بينهم وبين المُجنّد الذي يستخدمونه لتنفيذ العمليات الإرهابية، وإصرارهم على التأكد من ولائه لهم، وعلى قدرته تفجير نفسه في عمليات انتحارية». وشدد على أن «أفراد هذا التنظيم الإرهابي يعيشون أحلاماً وخيالات، يشاركونها ويتبادلونها مع أتباعهم المتأثرين بفكرهم التكفيري المنحرف، لا سيما داخل المملكة، والاستمرار في منع أتباعهم الموجودين داخل المملكة من الذهاب إلى مناطق الصراع في سورية أو غيرها، بهدف مواصلة تغذيتهم بالأفكار الهدامة ومشاركتهم التخطيط لزعزعة أمن البلاد والنيل من وحدته، وهو الأمر الذي ما فتئ يفضي إلى الفشل». من جهته لم يستبعد اللواء التركي «فرضية ارتباط تنظيم داعش الإرهابي بميليشيات الحوثي الذين أطلقوا صاروخاً بالستياً باتجاه ملعب الجوهرة في التوقيت نفسه الذي كانت الخلية الإرهابية تنوي القيام بعملية إجرامية في الموقع ذاته، أي خلال المباراة»، مستدركاً بأنه من «المبكر التأكيد على ذلك الارتباط وطبيعته». وأكد التركي أن «الجهات الأمنية قادرة بجدارة على منع الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية من التسلل إلى داخل المملكة، وإن حدث ذلك فإن القبض عليهم وإفشال مخططاتهم، سيكون مصيرهم ونتيجة أكيدة لنهاية مغامرتهم الإجرامية»، مشدّداً على أن «رجال الأمن حاضرين دائماً في جميع المناسبات لتأدية واجباتهم الأمنية ومهماتهم التي تتعدى ذلك إلى دعم ومساندة جهات حكومية أخرى في شكل مثالي ومتكامل»، داعياً المجتمع إلى استمرار دعمهم لرجال الأمن.