×
محافظة مكة المكرمة

مسافرة تعثر على عمل سحري في دورة مياه للنساء بالليث

صورة الخبر

من الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، أن يكون للإنسان وجه واحد ، ولسان واحد ، وضمير واحد ، بحيث يظهر على وجهه آثار ما في ضميره، وما يعتقده في قلبه، ويعبر عن ذلك بلسان صدق . والإنسان المتمسك بهذه الفطرة السليمة يكون ــ في الغالب ــ إنساناً نافعاً ، ومؤثراً إيجابياً في مجتمعه ، وأمته ، وأصدقائه ، فهو جدير بأن يستأمن ، ويعتد بآرائه ، فإذا رأى أمراً يعتقد أنه خطأ ، أو مسيء ، أو مضر ، فإنه يبادر إلى مناصحة صاحب الخطأ ، وبيان مكمن الخطأ ، وفي أسوأ الأحوال، يسكت ، ولا يطاوعه لسانه أن يزين الخطأ للصديق ، ويسوغ الزلل للرفيق . لكن هناك فئة من الناس خالفوا تلك الفطرة السليمة ، وانحرفوا بها عن وجهها الصحيح ، وارتضوا أن يعيشوا بين الناس عيشة متلونة ، لايثبتون على رأي ، ولايستقيمون على منهج ، فوجوههم تعبر بخلاف ما في ضمائرهم ، وألسنتهم تنطق بغير ما يضمرون ، تجده يلقى قوماً صالحين ، فيريهم البشر والسرور ، ويظهر لهم الرضا بما هم عليه بوجهه ، ولسانه . وإذا لقي قوماً طالحين أراهم أنه موافق لهم ، وأنه على منهجهم ، تجد كل واحد منهم يعيش بوجهين مختلفين ، ولسانين متباينين، وضمائر متعددة ، فهذه الفئة من الناس من أضر الناس ، وأخبثهم في المجتمع ، فإنه يرى صديقه على خطأ عظيم ، وخطر جسيم ، ومع ذلك يزينه له ، ويزخرفه ، ويظهر له بلسانه ووجهه أنه موافق له ، وأنه على صواب ، فيورده المهالك ، وينقل عن هؤلاء حديثاً على غير وجهه ، وينقل عن أولئك إلى هؤلاء حديثاً على غير وجهه أيضاً ، فيحدث الفتنة في المجتمع ، ويوجد العداوة بين الأصدقاء والأقرباء ، ويفرق بين الأخوة والأحباء . ونظراً إلى عظيم شرور هذه الفئة من الناس ، وكبير خطرهم على استقرار المجتمع ، ووحدة كيانه ، وتراص صفوفه ، حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلهم من شر الناس عاقبة يوم القيامة ، فقال : (تجدون من شرار الناس ذا الوجهين : الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ) رواه البخاري ومسلم ، وحذر صلى الله عليه وسلم من التعاون معهم ، واستئمانهم على أي شيء ، فقال : ( لاينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً ) رواه البخاري في الأدب المفرد .