مريم البلوشي تبدأ حالة من التهيؤ هذه الأيام عند الكثيرين، ليس في بقعة محدودة ومكان واحد، بل في عدد من الدول والأماكن القريبة، حالة من الاستعداد لموسم جديد من الحب والعشق المسموح به دونما قيود أو شروط. ذاك العشق الذي تحدث عنه وكتب عنه قراء وشعراء، حين هام الوجد على صفحات الكلمات، يراقص صباحاً أحبار السطور، وينشد عن محبوب مجهول، حين تمايلت الجنيات حول الروايات وقرأ الأبطال ما يريد القلم بصريره. حالة استعداد وتأهب لعرس الكِتاب وتجمع العشاق من الكُتاب. لا تدري عنهم سوى أنهم في خيالات ما كتبوا ودّعوا ماضياً من أحداث وأعتقوا صوراً من حياة، كتبوها، سردوها، بتدوينات أطلقوا لها العنان حتى أصبحت بين الطيات والأوراق لا تنتمي لهم بصلة سوى الاسم والعنوان، واليوم باتت للقراء ملاذاً واختباراً. معرض الكتاب؛ هو الحدث الذي نذكره صغاراً حين كنا لا نعي معاني الحياة، فأصبحت في ذاكرتنا كل كتب الرسومات والخطوط الأولى، هو المكان الذي يكبر كل عام بفكر أصحابه، وثقافة الحكومة التي لا تتوانى أو تتردد، معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبرعاية كريمة ومهتمة ومتفانية من الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو الحقيقة التي نصدرها للعالم بمكانة هذا المعرض عالمياً واحتلاله مركزاً مرموقاً نفخر به. معرض له تاريخه ويحرص الكل على التواجد فيه، يبدأ هذا العام بعد انتهاء معرض فرانكفورت العالمي الذي حظي باهتمام وحضور الكثيرين، يأتي معرض الشارقة تالياً ليسطر للعالم حكاية جديدة من حكايا دولة تُعنى بالثقافة في كل المراحل، متزامناً مع عام القراءة والاهتمام الذي نعيشه في الشهر الوطني للقراءة وبعد احتفالنا ببطل تحدي القراءة العربي. كل هذا يجعلنا نفخر بأننا في عام واحد نعيش الكثير من حياة الثقافة، ونلمس حرص قادتنا على أن نكون متقدمين بما نملك من إرث ثقافي وفكر يجعلنا نحاكي العالم ونتسامح معه، نواجه كل الصعوبات ونعيش معها باستعداد واعٍ وقادر على التحمل وتقرير المستقبل. معرض الكتاب ليس دوراً تصف كتباً، أو حافلات مدارس تأتي مزدحمة بآلاف الطلاب، وبجمهور يتنافس على الاقتناء مساء، معرض الكتاب هو صورة الحراك الفكري الذي يترجمه البشر في اقتناءاتهم وحرصهم على التنويع والتعرف على أفكار العالم بين دفتي الكتاب. معرض الكتاب هو المنهج الذي نعلّم من خلاله الأجيال القادمة كيف يعيشون الحياة ويتوسطون القمم دون خوف أو تراجع. حين تشتري كتاباً فأنت تسبق غيرك أعواماً، وحين تنتقي الكتاب فأنت تسبق في وجهة نظري مفكراً عمراً بعد أن زدت على فكره فكر شخص آخر فأصبحت حصيلتك أكبر. معرض الكتاب هو حياة بلا توقف لمن أراد أن يتنفس، وخبر تلكم الجنيات ماذا يفقدن في المساءات: قارئ انزوى يقرأ. كل عام ومعرض الشارقة الدولي للكتاب بخير. mar_alblooshi@hotmail.com