×
محافظة المدينة المنورة

كيف تعمل حاوية النفايات الإلكترونية التي تسببت في مصرع طفل بالراشد مول؟

صورة الخبر

الغراب الأسود، غراب البين، غراب الشؤم، طائر الموت، أوصاف أطلقت على طائر الغراب، وترسخت في الذاكرة منذ الطفولة. ولكن الفنانة التشكيلية حنان الشيخ أعادت تقديمه في أشكال ورسوم مختلفة عبر لوحات عدة في معرضها الأخير«أبيض/ أسود»، في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. تنتمي الشيخ إلى جيل التسعينيات أو من يطُلق عليهم «جيل صالون الشباب»، الذي أحدث طفرة في الحركة التشكيلية المصرية. أقامت معارض فنية عدة، وشاركت في فعاليات وبيناليات دولية عدة. حول طائر الغراب، ومعرضها الأخير، ومسيرتها التشكيلية، التقيناها في هذا الحوار. ما الإطار العام الذي يتناوله معرضك الأخير «أبيض/ أسود»؟ تصوير عالم الغراب بالفحم مثلما عرفته سواء في شوارعنا وحدائقنا أو في الأفلام الوثائقية التي تشرح حياته وذكاءه، وربما تستطيعين القول إنني استخدمت عنصر الغراب كالانطباع الذي تركه لديَّ في عمل مجموعة من اللوحات كان هو فيها العنصر أو الأداة الأساسية في تكوين اللوحات، وضمّ المعرض الذي استضافته كلية الفنون الجميلة 37 قطعة فنية. تناول كثيرون طائر الغراب. ما الجديد الذي تقدمينه في طرحك له بصرياً؟ لا أعرف ما الجديد الذي أقدمه، ولكني مثل الوريث الشرعي لكل فنان خلقه الله، وأتيُحت لي رؤية عمله، أرسم بطريقتي، وإذا فكرت في الجديد فلن أعمل، كذلك إذا شغلني عمل أساتذتي فلن أتجرأ على أن أمسك بقلم رصاص، وأرسم لوحة أو استخدم عنصراً استعمله آخرون ببراعة، وعبروا به عما يجول في خاطرهم. كل ما أستطيع قوله إن عالم الغراب فيه كل ما نفتقده... الأبيض والأسود واضحان، والعدل موجود، والنظام الذي يحترمه كل غراب. إنه مجتمع متكامل لا لف فيه أو دوران. كذلك يحاكم مجتمع الغراب من يسرق أو ينظر إلى أنثى لا تخصه أو أي فرد يخرج على نظام الجماعة. والحقيقة أن الغراب طائر داجن، ويمكن تربيته كشأن الطيور الآخرى، ويتعرف إلى الأشياء بسهولة. من الجانب التشكيلي، عملت على موضوع الغراب وفق تأثير معرفتي به. للمفارقة أن مجتمعنا يظلم الغراب، ويتشاءم منه، على عكس المجتمعات الأخرى، ربما لارتباطه بفكرة الموت، وهو ما ذكره القرآن الكريم في سورة «المائدة». أثناء التخطيط لرسم معين، هل يمكنك تغيير الفكرة، وهل باستطاعتك تحديد نقطة النهاية عند بدء العمل؟ طبعاً، تتطوّر وتتغيّر الفكرة وحسبما تسير أتبعها. في السنوات الماضية كنت أعي الطريق الذي سأصل إليه، ولكني أخيراً لا أعرف إلى أين سأصل، بمعنى أنني عادة أخطط للسلسلة التي أعمل عليها، وأقدم لها رسوماً تحضيرية كثيرة. لأنك أكاديمية، هل أثر ذلك فيما تقدمينه من رؤية فنية، بمعنى أن الفنان الأكاديمي كثيراً ما يكون مقيداً بقواعد ونظريات؟ العمل الإكاديمي سلاح ذو حدين، بمعنى أنه يعلم أبجديات اللغة التصويرية، كذلك يفيد الفنان إذا استسلم وأصبح الهدف وليس الوسيلة. الأكاديمية وسيلة، إذ نستخدم اللغة كي نقول ما نريده وليس لأنها هدف، هي وسيلة وفي امتلاكها قوة وحرية أكبر وليس العكس، بمعنى أنها تكون قيداً إن ظلت الهدف لا إحدى الأدوات التي من المفترض أن تساعد على الوصول إليه، أقصد اللوحة كعمل بغض النظر عن الأسلوب أو التقنية المستخدمين. تدمجين بين الرسم والتصوير، فكيف تتسنى لك تلك الآلية، ولماذا يتقلص عدد الرسامين برأيك؟ أدمج بين الفنين من دون قصد، وهو أمر طبيعي إذا اعتبرنا التقنية وسيلة لا غاية، بمعنى أن الهدف يتطلب استخدام الوسيلة المناسبة. يستغرق الرسم عموماً وقتاً أكبر من التصوير، فضلاً عن أن لا مجال للخطأ فيه، والفنانون مثل كل مجتمعنا يبحثون على السرعة، وهذا ليس عيباً بالطبع، وليس ميزة في الوقت ذاته، وإن كنت أكره تلك الآلية وأرفضها تماماً. وسمعت من زملاء كثيرين أنه عند بيع العمل الفني دائماً يكون الرسم على ورق أقل في القيمة المادية عن العمل المنفذ بالأكريليك أو الزيت، رغم أن الفكرة هي الفكرة والعمل واحد، وتعلمت من أستاذي ممدوح عمار رحمه الله أن فكرة العمل الفني يأتي معها أسلوب العمل والخامة والمساحة، وأن الفنان من الضروري أن يحترم عمله، بغض النظر عن مساحته وخامته، ما يعني أن التقييم المادي متوقف فقط على العمل ذاته وليس على مساحته. الغراب وقلم الفحم تكشف الفنانة حنان الشيخ جانباً من كواليس الإعداد لمعرض «أبيض/ أسود»، فتقول: «أثناء التحضير للمعرض شاهدت أفلاماً وثائقية، وقرأت كتباً عدة عن الغراب، كذلك تدربت على الفحم كثيراً كزملائي كلهم عندما يبدأون العمل على أية فكرة. المعرض في الأصل نتيجة لمشروع عملت عليه مع الفنان خالد عقل، قوامه أننا نعمل يومياً كتدريب وعمل يومي». نالت الشيخ دكتوراه في فلسفة الفن عام 2009، وحصلت على جوائز عدة وشهادات تقدير، من بينها: الجائزة الذهبية من المعرض المصاحب لمؤتمر القاهرة الطبي، جائزة التصوير الأولى من المعرض المصاحب لمؤتمر الطب النفسي بشيراتون القاهرة، شهادة تقدير من جامعة القاهرة عن المشاركة في نقل نشاط دار الأوبرا المصرية إلى الجامعات، وشهادة تقدير من القيمين على المشرع القومي للمرأة المعيلة للإسهام في إكسابها مهارات منتجة.