ظن الطيبون وتوهموا أن تحقيق أي فريق بعيد عن البطولات لأي بطولة سيخفف من الاحتقان ويقلل من التعصب، وان المحتقنين والمتعصبين سيعودون إلى رشدهم ويتعاملون مع ثقافة الرياضة السامية بروح عالية ومنافسة شريفة, لكن أبى المغفلون إلا أن يخذلوا من راهن عليهم فظل ديدنهم وشعارهم «يسقط المنافس» مسيطراً على فكرهم ومبادئهم.. ففي الأسبوع الماضي تعرض مدرب الهلال سامي الجابر إلى وعكة صحية - شفاه الله وجميع مرضى المسلمين - غاب على أثرها عن قيادة مباراة فريقه أمام الأهلي الإماراتي، فأظهر المحتقنون الوجه القبيح للرياضة الغارقة والغائرة في وحل التعصب، فشككوا وكذبوا مرض سامي وحوره إلى أمر لا ينطلي على العقلاء ولا يمكن تمريره إلا على البسطاء، لان الموضوع ببساطة يتعلق بالاتحاد الآسيوي الصارم والحازم بأنظمته ولوائحه!!.. فالاتحاد الآسيوي القوي في نظرهم الذي اجبر الاتحاد السعودي على تحسين بيئة الملاعب وفرض على الاتحاد السعودي عدة معايير لمشاركة الأندية السعودية في البطولة الآسيوية تجاهل وتنازل عن شروطه وأنظمته من أجل عيون (المتدرب) سامي الجابر، وسمح له بإقامة المؤتمر الصحفي قبل المباراة بحضور (المنسق الآسيوي) بل وجامله واخرج له بطاقة المدير الفني للهلال!!.. الغريب والعجيب والمريب أن أول من روج لكذبة بطاقة سامي التدريبية هو (مراسل) في القناة الرياضية ومحسوب عليها وعلى المسؤولين عنها، ومع هذا كله وما أحدثه هذا المراسل من لغط وصخب مر فعله مرور الكرام على المشرفين عن قناة الوطن خاصة أن الهلال ومدربه سامي الجابر كان يمثل الوطن في تلك المباراة!!.. على كل حال من فوائد تدريب سامي الجابر للهلال وبعيداً عن الأمور الفنية إلا أنه فضح أصحاب العقول المريضة وكشف أقنعتهم الزائفة ومهنيتهم الإعلامية الكاذبة.. وبالمناسبة أزعم أن فوز الهلال في كثير من المباريات انتصار إلهي للعبد الفقير لربه سامي الجابر وبالتأكيد هذا يزيدهم غبناً وقهراً وحسرة على ما هم عليه!!. عقدة النجومية فاز الهلال في مباراة الديربي وتعثر النصر في الدوري فتبعثروا وعادوا إلى دوامة المشكلات، فيما بينهم ورجعوا إلى التشكيك وتوجيه الاتهامات بين بعضهم وهو الذي يتكرر عندهم بعد كل خسارة من الهلال، كما حصل في العام الماضي بعد فوز الهلال على النصر (3 - 1) وتوجيه اتهامات خطيرة من بعض النصراويين لمدرب النصر الكولومبي ماتورانا، فألغت إدارة النصر عقده!!.. وبعد فوز الهلال الأخير على النصر بالأربعة أعاد نجم السابق ماجد عبد الله نغمة الاتهامات من جديد إلى البيت النصراوي (المستقر)، واتهم بكل صراحة وبدون أدنى مواربة لاعب النصر (الحالي) حسين عبد الغني (بالتهرب) من المباراة بعد استبداله خلال الشوط الثاني بسبب الإصابة التي أعلن عنها الجهاز الطبي في النصر، وسيغيب عبد الغني على أثرها (10) أيام!!.. صحيح غالبية الوسط الرياضي لديهم تحفظ كبير على سلوكيات وتصرفات عبد الغني داخل الملعب، لكن وللأمانة كان ومازال عبد الغني من اللاعبين القلائل الذين عرفوا بالروح والإخلاص للشعار الذي يرتديه سواءً في المنتخب أو في ناديه السابق الأهلي أو الحالي النصر، وهذا يفند اتهام ماجد غير المسؤول لعبد الغني والبعيد عن أهم واجبات ومسؤوليات المحللين الفنيين للمباريات!!.. فقد انتظر النصراويون والمتابعون من المحلل الفني ماجد عبد الله بعد مباراة الهلال والنصر تحليلا فنيا للمباراة يشرح لماذا خسر النصر، ويفند أخطاء مدربه وقد فعل ماجد هذا وكذلك يتحدث كيف فاز الهلال ويوضح دور مدربه بعد إداراته الفنية الرائعة، وهو يلعب بعشرة لاعبين معظم الشوط الثاني بعد طرد لاعب الهلال سلمان الفرج، ولكن ماجد لم يفعل (كالمعتاد) في كل مباراة يكون طرفها الهلال ومدربه سامي الجابر وإذا عرف السبب بطل العجب!!.. حقيقة تعجبت كما تعجب الكثير من صمت إدارة النصر حول هذا الاتهام الباطل الذي طال لاعب الفريق حسين عبد الغني خاصة انه يقدم مستويات كبيرة هذا الموسم بشهادة النصراويين أنفسهم، ومع ذلك لم تكن هناك ردة فعل لهم توازي وتعادل ما يبذله وما يقدمه عبد الغني للنصر فنياً ومعنوياً ومادياً وكأنهم يصادقون ويبصمون على هذا التجني الذي لحق عبد الغني!!.. لذا أزعم أن اتهام عبد الغني لن يكون الأخير بالنسبة لماجد الذي فهم الحظوة والمعاملة الخاصة التي يجدها من النصراويين بطريقة خاطئة، فأصبح الانتقاص والسخرية من لاعبي النصر عنوانا له في جميع أحاديثه وتصاريحه منذ عدة سنوات، والسبب ببساطة لان ماجد لديه عقدة النجومية التي يريد أن ينفرد بها لوحده عند النصراويين وكأن القمة النصراوية لا تتسع إلا لماجد أحمد عبد الله فقط!!. العنزي اللغز المحير تحولت قضية انضمام لاعب النصر عبد الله العنزي للمنتخب إلى ما يشبه كرة الثلج حتى كبرت شيئاً فشيئاً؛ بسبب سوء التعامل معها وعدم الوضوح فيها ففي السابق كان السؤال المطروح والمشروع حول عدم ضم العنزي للمنتخب على الرغم من مستوياته الكبيرة التي يقدمها مع فريقه النصر، وبعد ذلك تحول الموضوع إلى طرح التساؤلات والاستفهامات حول استبعاد العنزي من المنتخب بعد انضمامه عدة مرات بحجج متفاوتة ومختلفة حتى أصبح الأمر لغزا محيرا للوسط الرياضي!!. بصراحة من يتحمل هذا اللغط حول قضية عبد الله العنزي وانضمامه للمنتخب واستبعاده منه هو الاتحاد السعودي وإدارة المنتخب الذين لم يتعاملوا مع القضية بكل شفافية وصراحة، خاصة أن ما يتم تداوله حول القضية أصبح يطرح علانية بعدما كان يناقش همساً!!.. الآن وبعد استبعاد عبد الله العنزي من المنتخب بسبب تخلفه عن المعسكر الذي يقام في مدينة الخبر استعداداً لمباراة إندونيسيا، اعتقد آن الأوان أن يفتح ملف قضية العنزي بكل صراحة وبصورة مغايرة عما سبق من الاتحاد السعودي وإدارة المنتخب، لان بيانا مقتضبا عن استبعاد اللاعب لا يكفي فإما نفي وتكذيب ما يطرح بالوثائق والبراهين، وبالتالي الإعلان عن عقوبة مستحقة لعبد الله العنزي مثله مثل بقية اللاعبين السعوديين الذين تم إيقافهم في حالات مشابهة سابقة، أو التصريح بكل وضوح بأن العنزي بالفعل لديه مشكلة ومازالت عالقة وربما يتم علاجها أو حلها قريباً، ولا سيما أنها حالة طبيعية ودولية ولا تتحمل كل هذه الحساسية وبهذا يقفل باب الاجتهاد ونسد الطريق أمام من يريد الإساءة للاعب!!.