فصائل معارضة تسيطر إثر معارك عنيفة على أجزاء كبيرة من حي يقع جنوب غرب المدينة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرى من المناسب استئناف الغارات. العرب [نُشرفي2016/10/29] سعي لفك الحصار حلب - بدأت فصائل معارضة وإسلامية الجمعة هجوما واسعا ضد قوات النظام السوري في محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية في حلب، وسيطرت إثر معارك عنيفة على أجزاء كبيرة من حي يقع جنوب غرب المدينة. وبعد اعلان الجيش الروسي الجمعة طلبه من الرئيس فلاديمير بوتين السماح باستئناف الغارات على شرق حلب، سارع الأخير الى الرد سلبا معتبرا ان ذلك "غير مناسب". ومهدت الفصائل لهجومها على أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، باطلاق مئات القذائف الصاروخية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، ما تسبب "بمقتل 15 مدنيا على الأقل بينهم طفلان واصابة اكثر من مئة اخرين بجروح". كذلك اشار المرصد الى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مدينة حلب. وقال ابو يوسف المهاجر، القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم حركة احرار الشام الاسلامية، ابرز الفصائل المشاركة في الهجوم "تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب التي ستنهي احتلال النظام للاحياء الغربية، وتفك الحصار عن اهلنا المحاصرين" في الاحياء الشرقية. ويضم جيش الفتح، جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة احرار الشام الاسلامية، فيما تنضوي فصائل معارضة واخرى اسلامية في غرفة عمليات فتح حلب، بينها حركة نور الدين زنكي وجيش الاسلام وجيش المجاهدين. وبحسب المرصد، يشارك نحو 1500 مقاتل قدموا من محافظة ادلب (شمال غرب) ومن ريف حلب في المعارك التي تدور منذ ساعات على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء في أطراف حلب الغربية، مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا الى اطراف حلب الجنوبية. وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة اشهر احياء حلب الشرقية حيث يقيم اكثر من 250 الف شخص في ظروف صعبة. وتتوجه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني السبت الى طهران والاثنين الى الرياض، حيث تجري "محادثات على مستوى رفيع" في اطار جهودها لاطلاق حوار مع القوى الاقليمية حول سوريا. كسر الحصار وشدد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف في تصريح عبر الهاتف على ان "كسر الحصار آت ومحقق لا محالة" مضيفا "سنحمي المدنيين والمدارس والمشافي من اعتداءات الروس وسنوصل الغذاء والدواء الى اهلنا" في شرق حلب. وبعد ساعات على بدء هجومها، تمكنت الفصائل من التقدم على حساب قوات النظام في ضاحية الأسد. وقال المرصد ان الفصائل "تمكنت من السيطرة على معظم منطقة ضاحية الاسد باستثناء بعض الابنية المحيطة بمبنى الاكاديمية العسكرية وكتل ابنية اخرى على تخومها الشرقية والجنوبية". الا ان الفصائل المشاركة في الهجوم اعلنت سيطرتها بالكامل على ضاحية الاسد. وكان التلفزيون السوري الرسمي أفاد صباح الجمعة ان "المجموعات الإرهابية لم تسجل اي تقدم على اي محور". واورد ان "الجيش يتصدى لمحاولة الاهابيين الهجوم من محاور عدة على مدينة حلب عبر المفخخات ويكبدهم خسائر كبيرة". وفي الأحياء الشرقية المحاصرة، اطلقت التكبيرات من المساجد فيما احرق سكان صباحا اطارات لحجب رؤية الطيران ومنعه من استهداف الفصائل لكن المطر اخمدها. وقال عماد نعناعي (40 عاما) احد سكان حي الكلاسة شرق حلب لفرانس برس "الحمد لله بدأت الامطار بالهطول بعد بدء المعركة" مضيفا "تضاءل عدد الغارات الجوية بسبب الجو". ونقل مراسل فرانس برس على اطراف حلب عن مقاتل يشارك في الهجوم على الاحياء الغربية قوله بعد تساقط المطر بغزارة "فرض الطقس حظرا ربانيا لمواجهة طيران النظام والروس". رفض استئناف الغارات وفي ضوء هذا التصعيد العسكري، اعلن الجيش الروسي الجمعة تقدمه بطلب الى بوتين لاستئناف الغارات على شرق حلب. وقال الجنرال في هيئة الاركان الروسية سيرغي رودسكوي "في حين يستمر قتل المدنيين ويشن المسلحون معارك ضد القوات الحكومية، طلبنا من القائد الاعلى للقوات المسلحة الروسية استئناف الضربات الجوية في (...) حلب الشرقية". وسارع بوتين الى رفض الطلب. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان "الرئيس الروسي لا يرى من المناسب حاليا استئناف الضربات الجوية في حلب"، مضيفا مع ذلك انه "في حال دعت الحاجة فان روسيا تحتفظ بحقها في استخدام كل الوسائل المتاحة لها" لدعم قوات النظام السوري. وشدد على "ضرورة تمديد الهدنة الانسانية" في حلب. واوقفت روسيا منذ عشرة ايام غاراتها على شرق حلب، تمهيدا لهدنة اعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 سبتمبر لثلاثة ايام، وانتهت دون ان تحقق هدفها باجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.