فاصلة (كل غلطة لا يعاقب عليها القانون تولد ذرية من الأغلاط) (حكمة عالمية) في المقابلة القصيرة التي نشرتها جريدة سبق الإلكترونية مع الشيخ عادل الكلباني في عدد الجمعة 28-2-2014م، وصف الخطاب الدعوي القصصي بعدم الإقناع؛ إذ يعتمد على الاستثارة والموعظة فقط. والحقيقة - في وجهة نظري - أن تقنيات التواصل الحديثة مثل «الواتس أب» و»التلجرام» أفسحت المجال لانتشار القصص البسيطة التي تستخدم الدين أداة للإقناع، بل الضغط على المتلقي للإيمان بالقصة، وعدم السماح بالتساؤل عن مصدرها. الخطاب المشحون بالعاطفة المسكت لصوت العقل. يقول الكلباني: «أنت لازم تصدق هذه القصص. لو كذبت أو شككت يا ويلك! كأنك كذبت البخاري أو مسلم! مثل (قصة شخص كان ذاهباً للدمام وكان ما يصلي وبعدين أربعة وقفوه في شارع وفي الأخير تنتهي بنهاية مأساوية أنه مات)! أو (امرأة حفظت القرآن ثم آخر يوم حفظته ماتت!)». وتساءل: «من هذه؟ بنت من؟ انقطع السند والمتن». وأنا مثل الشيخ الكلباني أتساءل: ما الهدف من نشر مثل هذه القصص التي قد تؤدي إلى عكس ما يريده الدعاة إذا كانوا يريدون ترغيب الناس في الصلاة وحفظ القرآن! ما الهدف من ترهيب الناس بالقصص الدينية وإخافتهم حين طرح الأسئلة بالدين وعقاب الله؟ يكفي أن المناهج الدينية لم ترغِّب أطفالنا بالدين من جراء ما تكتظ به من معلومات أكبر من استيعاب الأطفال أنفسهم، ويكفي أن بعض المعلمين يحصرون مفهوم الدين في العبادات، ولا يهتمون بإدراك الطفل مفهوم الدين الصحيح الذي يشمل العبادات والمعاملات، وأنه دين حياة. القصص الدينية البسيطة ليست وسائل البسطاء بل بات المتعلمون يتداولونها عبر الرسائل السريعة دون استفسار عن الرسالة التي يودون إيصالها للمتلقي، وهذا قمة الجهل بمسؤولية الكلمة، والقانون لدينا لا يجرّم ما بين السطور!!!