أثار اطلاق الميليشيات الحوثية أمس (الخميس) صاروخاً بالستياً باتجاه منطقة مكة المكرمة استنكاراً وادانة واسعة من دول ومنظمات عدة، إذ اجمعوا على أن هذا الاعتداء الغاشم تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية. وكانت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلنت أمس اعتراض صاروخ بالستي أطلقته المليشيات الحوثية باتجاه منطقة مكة المكرمة، مشيرة إلى أن وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كم من مكة المكرمة من دون أي أضرار، ومؤكدة في الوقت نفسه استهداف القوات الجوية للتحالف موقع الإطلاق. وندد وزراء خارجية كل من الإمارات والبحرين وقطر بالاعتداء الآثم. واستنكر الوزير الإماراتي عبد الله بن زايد الحادث في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً، إن «النظام الايراني يدعم جماعة ارهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة... هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟» وجرّم الوزير البحريني خالد بن أحمد، اعتداء الحوثيين، موضحاً على «تويتر» أن «استهداف مكة المكرمة ليس كسراً للعهود والمواثيق وحسب، بل هو أم الجرائم وأم الكبائر... فليحفظ الله البيت الحرام وجواره وأهل مكة من كل شر». ونددت مملكة البحرين بشدة بإطلاق الميليشيات الانقلابية في اليمن صاروخاً باليسيتياً في اتجاه منطقة مكة المكرمة، مؤكدةً ان «استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية»، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها اليوم، «وقوفها صفاً واحداً إلى جانب السعودية الشقيقة في مواجهة الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها»، مطالبة في الوقت ذاته «جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه». وشددت البحرين على موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم الى هذا البلد، وتمكين الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي من القيام بمهماتها كافة، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي يرتكز على المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الرقم 2216 . وقال وزير خارجية السعودية عادل الجبير إن «جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراعِ ولا ذمة باستهدافها البلد الحرام، مهبط الإسلام وقبلة المسلمين حول العالم». وشدد وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن، على أن «الاعتداء السافر على مكة المكرمة والتطاول على المقدسات الإسلامية خيانة لله تعالى أولاً ولدينه، قبل أن يكون لأمن المنطقة واستقرارها». وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الميليشيات الحوثية منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، وفق ما نشرت «واس». وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها اليوم، إن «إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة، يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم». وعدت هذا الاعتداء دليلاً واضحاً إلى استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها التزام قرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة وجميع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وأكد البيان «موقف دولة قطر الثابت الداعم للمساعي الدؤوبة التي تقوم بها السعودية الشقيقة، لتعزيز الأمن والسلم، وجهودها المبذولة لتحقيق السلام في اليمن وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة، ومنها القرار 2216». ودانت مصر بشدة المحاولة الحوثية الانقلابية، مؤكدة تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر. وقالت الخارجية المصرية في بيان اليوم إن «هذا العمل يمثل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم». وأكد البيان موقف مصر الثابت والداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل لتسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني وسائر القرارات الدولية ذات الصلة. كما نددت الرئاسة اليمنية بأشد عبارات الإدانة والرفض والاستنكار بما وصفتها الأعمال الدنيئة وغير المسؤولة التي تنهجها الميليشيات الحوثية الإنقلابية ومن خلفها إيران في «محاولاتها المارقة والمجردة من القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية في استهداف المقدسات الدينية وقبلة المسلمين، خير بقاع الأرض مكة المكرمة الطاهرة». وأكدت الرئاسة في بيان أن «تلك الاعمال تبرهن من خلالها تلك الجماعات الحمقى بأنها أصبحت وسيلة رخيصة بيد أعداء الأمة الإسلامية التي تفضح وتعبر عن نفسها يوماً بعد يوم بأنها بعيدة كل البعد عن امتلاكها مثقال ذرة من وازع أو رابط ديني ذَا صلة بالإسلام وتقاليده وتعاليمه السمحاء»، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأعربت الرئاسة اليمنية في بيانها «عن الأسف بإستهداف هذه البقاع الطاهرة من أرض يمنيه أخضعتها تلك الميليشيات المتمردة بقوة السلاح لتمردها، وباتت مناطق خاضعة لها بالتعاون مع الرئيس المخلوع صالح الذي سلمها العدة والعتاد لتدمير بلدنا وتهجير أبناءه واستهداف محيطنا وجيراننا بالتعاون مع إيران الذي بلغ ذلك البغي مداه عبر استهداف مشاعر وقبلة المسلمين». وأكدت في الوقت نفسه أن الشعب اليمني «الصابر والمرابط لا يمكن له القبول مطلقاً بأي تسوية تبقي تلك العصابات الإجرامية التي باعت نفسها لأعداء الأمة مستحكمة في أرضه وسلاحه ومؤسساته وأمواله، وان يبقيها تشكل خطراً على جيرانه ومقدساته، وسيقدم التضحيات في سبيل الخلاص من هذا الشر». ودانت الكويت أيضاً إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخا بالستياً باتجاه منطقة مكة المكرمة. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن «استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازاً لمشاعرهم وتجاهلاً لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية». وأشار المصدر إلى أن «هذا الاعتداء الغاشم يعد تطوراً خطيراً وامعاناً في رفض وتحدي إرادة المجتمع الدولي ومساعيه الرامية لتطبيق الهدنة وصولاً إلى الحل السياسي المنشود الذي يُخلص اليمن والمنطقة من استمرار هذا الصراع الدامي وتداعياته»، داعياً بأن يحفظ الله المملكة العربية السعودية من كل مكروه. كما دان الأزهر الشريف محاولة استهداف الميليشيات الحوثية لمكة المكرمة، موكداً أنه إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان. وقال في بيان اصدره اليوم: «تابع الأزهر بقلق شديد ما أعلنته السعودية من إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً بالستياً تجاه منطقة مكة المكرمة، ونجحت قوات الدفاع الجوي السعودي في اعتراضه وتدميره على بعد65 كيلو من مدينة مكة المكرمة من دون وقوع أي أضرار». وأكد الأزهر والمسلمون من خلفه، رفضه وإدانته الشديدة هذا التجاوز الخطير الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس، مشدداً على أن «هذا الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله وكتبه ورسله». وأهاب الأزهر الشريف في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الهيئات العربية والإسلامية المعنية، بتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الشديد الخطورة على العروبة والإسلام، وأن تبدأ اليوم وليس غداً خطوات جادة لنزع فتيل الفرقة والتنازع والتناحر الذي يستهدف ما تبقى من قوة وشوكة للأمتين العربية والأمة الإسلامية وعلى الجميع أن يعلم قبل فوات الأوان أنه مستهدف، وأنه لا عاصم اليوم بعد الله إلا القضاء على المنازعات وبواعث الفرقة والشقاق، قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). من جهتها، نددت المملكة الاردنية الهاشمية باشد العبارات استهداف الميليشيات الحوثية الإنقلابية الأراضي المقدسة في مكة المكرمة، والذي اعترضته قوات التحالف العربي على بعد 65 كيلو متراً من الأراضي المقدسة. وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني في بيان، أن «مثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضية اليمنية ولا القضايا الإسلامية والعربية، واستفزاز لمشاعر المسلمين في العالم أجمع باستهداف قبلتهم ومقصد حجهم»، وقال المومني إن «الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيعمل على توسيع دائرة الصراع في المنطقة بدلاً من تعزيز عناصر الأمن والاستقرار، في الوقت الذي نجدد دعوتنا فيه إلى الامتثال للشرعية وإعادة الأمن لليمن»، مضيفاً أن «الأردن يعد أمن الخليج جزءاً من أمنه وان الاعتداء يقوض جهود الهدنة واحقاق السلام في اليمن». من جهته أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني عن إدانة مجلس التعاون واستنكاره الشديدين لاستهداف الميليشيات الحوثية واعوانهم منطقة مكة المكرمة بصاروخ بالستي. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن الزياني قوله إن «دول مجلس التعاون تعد هذا الاعتداء الغاشم الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة بليون ونصف البليون مسلم حول العالم، استفزازاً لمشاعر المسلمين، واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية وحرمتها، ودليلاً بارزاً إلى إمعان الميليشيات الحوثية وأعوانها في تجاوزاتها، ورفضها الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة إلى تطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية». ودان أيضاً أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، محاولة الاستهداف الحوثية لمكة المكرمة، مؤكداً أنه «يمثل انتهاكا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خصوصاً وأنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة، إضافة إلى كونه تهديداً صريحاً لأرواح المدنيين الأبرياء». وشدد أبو الغيط في بيان اليوم على أن «هذا العمل يعد تصعيداً نوعياً خطيراً من جانب الحوثيين في الوقت الذي تبذل فيه جهوداً حثيثة لتأمين قيام هدنة مستقرة في اليمن بما يمهد للتوصل إلى تسوية مناسبة للأزمة ويفتح الباب أمام تهديد أمن واستقرار منطقة الجوار اليمني ككل». من جهة ثانية استنكرت «جمعية مجلس علماء باكستان» الحادث، وعدته تطوراً خطيراً ضد حرمة المقدسات الإسلامية. وأوضح رئيس الجمعية الشيخ طاهر محمود الأشرفي في بيان صادر عن مقر الجمعية في مدينة لاهور أن «محاولة الميليشيات الحوثية استهداف مكة المكرمة بإطلاق صاروخ بالستي، يعد استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية». وأضاف أن «هذه المحاولة الإجرامية من جانب الميليشيات الحوثية تدل إلى الأهداف التي يسعون لها لمحاربة الإسلام وانتهاك حرمة المقدسات»، مفيداً بأن «استهداف حرمة قبلة المسلمين ومهبط الوحي جريمة لم يسبق الحوثيين فيها أحداً سوى القرامطة الذين قتلوا المسلمين في الحرم وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة». وحذر الأشرفي «من مخططات القوى الإقليمية التي تدعم الميليشيات الحوثية الإرهابية»، مؤكداً أن «التطور الأخير يدل إلى أن هذه القوى تكيد كل المكائد لانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية وضرب الأمن في البلد الذي جعله الله سبحانه وتعالى آمناً». وطالب جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي «بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف ورائه ويدعم مرتكبيه». واستنكرت أيضاً رابطةُ العالم الإسلامي المحاولة الإجرامية التي عمدت إليها الميليشيات الحوثية. وأوضحت الأمانة العامة للرابطة في بيان اليوم أن «هذا العمل الإجرامي يكشف حجم الضلال والتيه الذي تَورطت فيه هذه العصابة الانقلابية، التي طَوعت لها نفسها التجاسر على استفزاز المشاعر الإسلامية بأوهام الطائفية والحقد والكراهية، لتصبح طوع التوظيف والعمالة مسْفرة عن كونها لا تعير حرمة ولا قدسية إلا لدخيل الخرافة التي ضللتها، وانقلبت بها على أهلها ومنهجها وتاريخها، حتى بلغ بها السقوط والارتماء أن تطاولت على قاسم الإسلام المشترك في ظل اعتمال حقدها وسفه مطامعها». وقالت الأمانة ان «هذه المحاولة اليائسة تأتي في سياق مسلسل تهور هذه الفئة المختطفة إثر هزائمها المتتالية، وأن هذا الانحدارَ الإجرامي عظيم في دين الله تعالى، وأنه مؤذن بزوال تلكم النبتة الفاسدة واجتثاثها لينعم اليمن بسلمه وأمنه والتغلب على خونة شرعيته وتاريخه». وأكدت أن «رابطة العالم الإسلامي تلقت استياء واستنكار المشاعر الإسلامية لجرأة هذه العصابة الإجرامية على حمى أطهر البقاع وأقدسها، مشيرة إلى دعمها الكامل للمملكة ووقوفها معها تجاه هذا السفه الإجرامي، وأن تلك المشاعر على ثقة ويقين تام بما أنعم الله تعالى على السعودية من التمكين والقدرة على ردع أمثال هذا الاعتداء ودحر شره عن المقدسات الإسلامية». وأعرب مجلس الشورى السعودي عن ادانته واستنكاره الشديدين لاستهداف ميليشيات الحوثي وأعوانهم مكة المكرمة الليلة الماضية بصاروخ والذي تمكنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراضه وتدميره على بُعد 65 كم من مكة المكرّمة من دون أيّ أضرار. وقال رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله آل الشيخ إن «هذا الاعتداء السافر انتهاكة من قبل عملاء النظام الإيراني في اليمن لحرمة بيت الله الحرام وأشرف بقعة على وجه الأرض». وأوضح آل الشيخ في تصريح باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس أن «هذا العمل الإجرامي استفزاز لمشاعر أكثر من بليون مسلم في مختلف دول العالم، ولن يزيد المملكة إلا إصراراً على ردع واجتثاث كل من يحاول التطاول على أمنها وأمن مواطنيها»، مشيراً إلى أن «هذا الاعتداء، دليل واضح إلى استمرار الميليشيات الحوثية في اعتداءاتها على أراضي المملكة العربية السعودية ومقدساتها الإسلامية، وامتداد لرفضها مساعي الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، ورفضها جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة ومنها القرار 2216». وطالب جميع المجالس والبرلمانات في دول العالم، وخصوصاً في الدول الإسلامية بالتنديد بهذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه. وأكد تأييد مجلس الشورى جميع الإجراءات التي تتخذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لحفظ أمن البلاد واستقرارها.