قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن سوريا بحاجة إلى خطة مارشال، على غرار الاتفاق الغربي لمساعدة أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف بعد محادثات مع نظيريه السوري والإيراني في موسكو، أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة لتحرير الموصل من داعش، قد تؤثر كثيراً في ميزان القوى في سوريا، واعتبر أن فرض عقوبات غير مشروعة على سوريا سيضر السكان المدنيين، مشيراً إلى أنه لا بديل عن الحل السياسي للحرب السورية. ولفت لافروف إلى أن الدول الغربية، التي سبق لها أن فرضت عقوبات ضد سوريا، تتحمل جزءاً من المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني للسكان. وتابع الوزير الروسي إننا أكدنا أن المسؤولية عن تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لا يتحملها الإرهابيون فحسب، بل والدول التي تفرض عقوبات اقتصادية غير شرعية ضد سوريا. وشدد على أن سلاح الجو الروسي لم يشن ضربات جوية في حلب خلال الأيام العشرة الماضية. وصرح لافروف أن روسيا ترغب في التعاون مع العراق لمنع مقاتلي داعش الذين يجتمعون في الموصل، من الهرب إلى سوريا. وقال في مؤتمر صحفي بعد لقاء نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم لدينا مصلحة في التعاون واتخاذ إجراءات مع زملائنا العراقيين، لمنع انسحاب إرهابيي الموصل إلى سوريا مع أسلحتهم، وأضاف من المهم لروسيا منع انسحاب من هذا النوع، لأنه سيؤدي بالتأكيد إلى تدهور خطر في الوضع في سوريا. وأكد لافروف ترحيب موسكو وطهران باستعداد وفد الحكومة السورية للتوجه إلى مفاوضات جنيف ولو غداً، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تكثيف جهود محاربة الإرهاب. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يشجع مسلحي تنظيمداعشعلى الانتقال من العراق إلى سوريا. وقال المعلم: إن التحالف يريد أن ينتقل مسلحو داعش من مدينة الموصل العراقية إلى مدينة الرقة، المعقل الرئيسي له في سوريا. وأكد المعلم خلال اجتماع ثنائي مع لافروف استعداد بلاده لاستئناف الحوار السوري-السوري فوراً، ولكن واشنطن مع حلفائها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار في جنيف. وأشار إلى أن بلاده جاهزة لوقف الأعمال القتالية، وإيجاد حل سياسي للأزمة دون تدخل خارجي، وأضاف: مستعدون لاستئناف الحوار السوري السوري فوراً، ولكن واشنطن مع حلفائها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار في جنيف. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن الاتصالات بين موسكو ودمشق ضرورية، لضمان تنفيذ صارم لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سوريا. وقال لافروف: إن بعضاً من الشركاء الغربيين يحاولون تشويه القرارات الدولية حول سوريا، وتحويل جهود مكافحة الإرهاب إلى مسائل أخرى. وبحث لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تطورات الوضع في سوريا والعراق وسبل مكافحة الإرهاب فيهما. وأكد لافروف خلال اللقاء، أن الأحداث الأخيرة في سوريا تؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب بحزم دون أي تنازلات وبغض النظر عن الاستفزازات التي تتصاعد بشكل متزايد الآن. من جهته، أكد ظريف أن الأزمة في سوريا يمكن حلها بالسبل السياسية ومكافحة الجماعات الإرهابية، داعياً الدول التي تنشد السلام في سوريا وتحارب الإرهاب فيها إلى بذل المزيد من التنسيق من أجل الحل السياسي. وأعرب عن أسفه لإصرار بعض الدول على الحل العسكري في سوريا ومواصلة الحرب عليها. (وكالات)